نصرالدين رزق" الملقب بأبو "محمد" العلامة الموسوعي على مستوى سورية، فقد كان ضريراً،
شجاعاً ذكياً ملماً بكل الأمور الصغيرة والكبيرة، وقد عرفته السويداء من أصحاب المشورة والرأي والفعل. بحث في صفات هذاالراحل في قرية "عرمان..."التي تبعد 35 كم إلى الجنوب الشرقي من "السويداء" والتقى ابنه الأوسط"حسين رزق"، الذي حدث عن صفات المرحوم بالقول : ورغم أنه ضرير البصر فهويرى في قلبه وبصيرته ما يعجز الوصف، حظي بمكانة رفيعة بين أناسه وعلماءالفقه واللغة، فقد كان مقصداً للآخرين يأتوه من سورية وخارجها للسؤال والاسترشاد برأيه، إضافة إلى ذلك كان شديد البأس حازماً في أفعاله، وإن سلمت عليه مصادفة بقصد المعرفة وغبت عنه لسنوات ثم صادفته مرة أخرى وصافحته، يقول لك: "صادفتك قبلاً واسمك فلان، وذلك لقوة فراسته ونباهته».وأضاف: «الراحل "نصر الدين رزق" بمعزل عن كوني ابن له، عرف عنه أنه إنسان تقي متضرع لله في جميع أموره، حتى الجلسات الفقهية في بلدة "عرمان" كانت لا تكتمل إلا بحضوره، وفي البيت يملك مكتبة زاخرة بالكتب المعرفية، فإن سئل سؤال يستدعي قراءتها، كان يقول: "اجلب لي كتاب كذا... افتح الصفحةكذا... ثم اقرأ في السطور الأولى منها تجد الجواب"، وهذه من براهين جلائه الفكري في اليوم الذي يعجز فيه المبصرون عن فعل ذلك». *من مواقفه الأدبيةوروى لنا السيد "حسين" موقفاً أدبياً حدث مع الراحل فيما مضى وبات مثلاًيضرب في المجالس الأدبية حيث قال: «فيما مضى ألقى الأديب المصري الراحل "طه حسين" عميد الأدب العربي في مصر محاضرة في "دمشق" ووالدي من حضورها، وخلال المحاضرة أخطأ الراحل بأحد جمله في اللغة العربية، وبعد انتهاء المحاضرةأشار إليه والدي وذكره بالخطأ الذي وقع في حديثه، فأجابه الراحل: "بلا شك أنت ضرير مثلي، فلا أحد يلمس خطأي إلا إذا تحلى بمعرفة تفوق معرفتي"، ومن جانب آخر إذا أراد أن يزور أحدهم في بيته سواء في "عرمان" أو مقطع من مكتبته في البيت في "السويداء" يذهب لوحده دون مساعدة أحد، وإن لم يجدرجلاً في البيت لا يدخله وهذا من مواقفه وآدابه». وأضاف: «إن غاب في حضوره تجده معتكفاً البيت يقرأ في كتاب الله العزيز، ويتخذ الآيات مرجعاًومرشداً في أموره، وكان من الأصدقاء المقربين للراحل "سلطان باشا الأطرش"فتجده يأتي لزيارته بين الفينة والأخرى مع وفد من أصدقائه، وهو له مرجع وكلمة، وعندما توفي افتتح محفل تأبينه بقراءة القرآن، رحل والدي عن عمرناهز الثمانين عاماً تاركاً خلفه ذكريات خالدة في أطروحات الزمن». وقال في صفاته الشاعر "متروك مصطفى" وهو من الشخصيات الأدبية في "عرمان": «الراحل"نصر الدين رزق" صاحب مواقف مأثورة، رجل موسوعي ملمٌّ بالبعد الديني والتاريخي، مقصد لطلاب الجامعة في اللغة العربية وبعض القضايا التي تعترضهم، نافذ البصيرة، دائم الزيارة لأحبابه، لا ينقطع عن أحد، أحبه الجميع لبلاغة قوله ودقة ملاحظته». من الجدير بالذكر أن الراحل الراحل في الوسط مع بعض أصدقائه "نصر الدين رزق" من مواليد بلدة "عرمان" عام 1906،لديه ابنان وثلاثة بنات، ابنه الأكبر "محمد" مغترب والأوسط "حسين" وقبل رحيله كرم لأكثر من مرة على نشاطه الأدبي وتفوقه المعرفي ونال شهادة تكريم من جمعية "الأدب الشعبي" و"أصدقاء التراث" في السويداء لنتاجه الأدبي، فهومستمع ضليع بالمفردة والجواب الحِكَمِي وله مؤلفات في ذلك.