البطل سليمان العقباني ( فارس معركة المزرعة بجدارة )
سليمان العقباني ، الفارس الجبّار ، عاش صِبــاه في حلبة الطراد ، وتربى في أحضان الفروسية ، وعشق فنون استعمال السيف ، وكيفية إحكام ضرباتـــه في جولاته ، ... حتى أصبح مشهوراً بضربات سيفه وقوة زنده ، وصلابة موقفـــه ، كما كان مشهوراً باقتناء الجياد العربية الأصيلـــة ..
كانت عنايتــه بسيفه وجواده شغله الشاغل وهاجسه اليومي .
ففي كل يوم جولات من طراد ، وانطلاقة في سهل ، وتمارين على فن الكـــر والفـــر ..
تربى البطل سلمان العقباني في بيت عريق ، وفي حضن أب شهم كريم ، وبين أخوة وأعمام وأقارب ، عُــرِفوا بشدِّة البأس ، ووسِمــوا بالأريحيـــــة والسخاء النجــدة ، سار على دروبهــم ، وتحلّى بمكارم أخلاقهـــم ، وتفوق على أقرانــه بالفروسية وألعاب القوى ، واشتهر ببراعتــه الفنيّة في ضربات السيف ، حتى أصبـــح مضرب الأمثال ، وموقـــع الإعجـــاب .
كان في الخامسة والثلاثين من عمــره عندمــا أُعلنت الثورة السرية الكبرى عـــــــــــــ1925ــــــام ، يعيش من فلاحــة أرضــه وزراعتهـــا ، وينفق بسخاء على ضيوفـــه وزائريــه .
ذلكــم هـو سليمان العقباني ، المزارع الغني ، والوجيـــه المحترم ، والفارس المغوار ..
صفـــاته وأخلاقـه ومسيرة حياتــه ، نادرة المثال ، وتأتي في مقدمتهــا " الكرم والبذل ، إضافة إلى الفروسية والشجاعة والنخــــوة والمروءة " ..
وأُلنـــت الثورة السورية عــــــــــــــــام 1925 ، ودوّى صوت الجهـــاد في كل أنحـــاء الجبــــل وكان شعار الثورة " الدين للــــــــــــــه والوطن للجميــــع " ولبَّـــى النداء أبناء القطــر العربي السوري ، وحملوا السلاح لتحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي ..
وانطلقت الشرارة الأولى من جبل العرب ، وقاد سلطان الأطرش جحافل المجاهدين إلى النصر المؤزر ،وكانت المجابهة الأولى ، مع جيش الاستعمار في قرية الكفـــر تاريخ 21/ تمـــــــــــوز 1925 وخلــَّــد التاريخ العربي ذلك الانتصار العظيــــم ، فـــي معركــــة الكفـــــــــــر ..
وزحف الجيش الفرنسي بآلافـــه وطائراته وآلياتــه الثقيلة ، بقيادة الجنرال ميشو بتاريخ 1آب 1925 لاحتلال الجبل والقضـــاء على الثورة ..
ودارت رحـــى القتال بين الثائرين وجنود الاحتلال على أرض المزرعـــــــــــــــــة ، واستمرت المعركـــة ثلاثة أيـــام ، والمقاتلون يجابهــون الجيش المجهـــز بالآليات والطائـــرات والمدافـــع ( بالبنادق والفؤوس والعصـــي وانتهت المعركــة بانتصــار المجاهدين الثـــوار والقضاء على الجيش وكسب معدّاتــه وأسلحتــه .ز
لقـــد شهدت أرض المزرعـــة ، بطولات خارقـــة لم يُسجل تاريخ النضال العربي أقوى وأنصــع منهــا قال الدكتور " شهبندر " إن هذه المعركة التي لم يجري مثلها منذ ذكر الواقدي الفتوحات العربية ، ومن الطبيعي أن يكون فارسنا البطل سليمان العقباني في مقدمة الأبطال الذين خاضوا غمــــارها ، حيث كـــان يجــول ويصـــول على ظهــر جواده بين الجنــود وسيفــه مشرعاً ، وضرباتـــه تصعق جنــود العدو فيفرون أمامه مذعورين مستنجدين ..
وقـــد كتب المجاهد الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الذي شاهد المعركة وجال في ساحتها بعد هــزيمة جيش العدو في مذكراته عن الثورة وجاء في الصفحة 166 ما يلي :
وممن بــرز وفـــاز في هذه الملحمـــة ، وفــاق الأقران ، المرحـــوم سليمان العقباني ..
فيــا لمجـــد التاريخ العربي الذي أعـــاد العقباني سيرته الخالدة ، ويا للبطولة الأسطورية التي جسدها العقباني في كرِّه وفــرِّه وهجمـــاته وضرباتــه ..
ولكـــن القدر الغاشم أبى إلاّ أن ينكب البطولة بأعظـــم رجالاتهــا ، حيث أُصيــــب الفارس المغوار في الساعة الأخيرة من يوم القتال برصــاصة أردتـــه قتيلاً ، ونُقِل جثمـــانه الطاهــر إلى مثـــواه الأخيــر في قريــة السجن القريبة من أرض المعركـــة ..
فيــا لصــدعة الشمس كيف تذرف دموعهــا على رموز البطولات ويا لخسارة الفروسية كيف تفقــد فارسها البطل الصنديـــد ، ويا لمناديل الوداع تلوح في الأفق لتقّبل مقبض السف الشهير وتمسح عن شفاره الخضاب الأحمــــر القاني ..
ويا لمنابع السخاء ، كيف يغـــور عطاؤهــا في أجفـــان الردى ، وكيف يتوقف دفقها في أحشاء الصمت الأبدي ..
لـــم يغب البطل الفارس من ذاكرة الناس لأنـــه اخترق بسيفــه حجب اللانهــــاية ، لقـــد عبـــر إلى ضميــــر التاريخ ، من أبوابــه الواسعة ، كي يخلـــد اسمه في أبرز صفحـــاته ، ويتوج حياتــه في ساعة استشهاده ..
سوف يبقـــقى سليمان العقباني مثلاً أعلى في الرجــــولة والتضحيـــة على مدى الأجيــــال ..
أخـــي العربـي : عندما تزور قرية المزرعـــة ، وتطأ قدماك أرضهــا من الجهة الجنوبية التي تتألف منها ساحة المعركة حيث دار القتال ، وفيها مصرع الغزاة ، تجــــــــــــــد على جانب الطريق العام ،
ضريحــــاً شامخاً يضــــم رفـــات الشهيد الفارس سليمان العقباني عندئـــذ .
إخلـــع نعليك ، واجث على ركبتيك ، فأنت في المكـــان المقدس ، إجلالاً وخشوعاً أمام رفـــات الشهيد الذي يرقــد ، وانشق رائحــــة التراب الطهـــور الذي جُبِلَ بدم الأبطــال الشهداء .
فالعـــــزة والشرف والكبرياء هنــــــــــــــــــا ...................................................................
نعمــــان حرب ( أبطال منسيون ص 5_ 14
============================
سليمان العقباني ، الفارس الجبّار ، عاش صِبــاه في حلبة الطراد ، وتربى في أحضان الفروسية ، وعشق فنون استعمال السيف ، وكيفية إحكام ضرباتـــه في جولاته ، ... حتى أصبح مشهوراً بضربات سيفه وقوة زنده ، وصلابة موقفـــه ، كما كان مشهوراً باقتناء الجياد العربية الأصيلـــة ..
كانت عنايتــه بسيفه وجواده شغله الشاغل وهاجسه اليومي .
ففي كل يوم جولات من طراد ، وانطلاقة في سهل ، وتمارين على فن الكـــر والفـــر ..
تربى البطل سلمان العقباني في بيت عريق ، وفي حضن أب شهم كريم ، وبين أخوة وأعمام وأقارب ، عُــرِفوا بشدِّة البأس ، ووسِمــوا بالأريحيـــــة والسخاء النجــدة ، سار على دروبهــم ، وتحلّى بمكارم أخلاقهـــم ، وتفوق على أقرانــه بالفروسية وألعاب القوى ، واشتهر ببراعتــه الفنيّة في ضربات السيف ، حتى أصبـــح مضرب الأمثال ، وموقـــع الإعجـــاب .
كان في الخامسة والثلاثين من عمــره عندمــا أُعلنت الثورة السرية الكبرى عـــــــــــــ1925ــــــام ، يعيش من فلاحــة أرضــه وزراعتهـــا ، وينفق بسخاء على ضيوفـــه وزائريــه .
ذلكــم هـو سليمان العقباني ، المزارع الغني ، والوجيـــه المحترم ، والفارس المغوار ..
صفـــاته وأخلاقـه ومسيرة حياتــه ، نادرة المثال ، وتأتي في مقدمتهــا " الكرم والبذل ، إضافة إلى الفروسية والشجاعة والنخــــوة والمروءة " ..
وأُلنـــت الثورة السورية عــــــــــــــــام 1925 ، ودوّى صوت الجهـــاد في كل أنحـــاء الجبــــل وكان شعار الثورة " الدين للــــــــــــــه والوطن للجميــــع " ولبَّـــى النداء أبناء القطــر العربي السوري ، وحملوا السلاح لتحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي ..
وانطلقت الشرارة الأولى من جبل العرب ، وقاد سلطان الأطرش جحافل المجاهدين إلى النصر المؤزر ،وكانت المجابهة الأولى ، مع جيش الاستعمار في قرية الكفـــر تاريخ 21/ تمـــــــــــوز 1925 وخلــَّــد التاريخ العربي ذلك الانتصار العظيــــم ، فـــي معركــــة الكفـــــــــــر ..
وزحف الجيش الفرنسي بآلافـــه وطائراته وآلياتــه الثقيلة ، بقيادة الجنرال ميشو بتاريخ 1آب 1925 لاحتلال الجبل والقضـــاء على الثورة ..
ودارت رحـــى القتال بين الثائرين وجنود الاحتلال على أرض المزرعـــــــــــــــــة ، واستمرت المعركـــة ثلاثة أيـــام ، والمقاتلون يجابهــون الجيش المجهـــز بالآليات والطائـــرات والمدافـــع ( بالبنادق والفؤوس والعصـــي وانتهت المعركــة بانتصــار المجاهدين الثـــوار والقضاء على الجيش وكسب معدّاتــه وأسلحتــه .ز
لقـــد شهدت أرض المزرعـــة ، بطولات خارقـــة لم يُسجل تاريخ النضال العربي أقوى وأنصــع منهــا قال الدكتور " شهبندر " إن هذه المعركة التي لم يجري مثلها منذ ذكر الواقدي الفتوحات العربية ، ومن الطبيعي أن يكون فارسنا البطل سليمان العقباني في مقدمة الأبطال الذين خاضوا غمــــارها ، حيث كـــان يجــول ويصـــول على ظهــر جواده بين الجنــود وسيفــه مشرعاً ، وضرباتـــه تصعق جنــود العدو فيفرون أمامه مذعورين مستنجدين ..
وقـــد كتب المجاهد الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الذي شاهد المعركة وجال في ساحتها بعد هــزيمة جيش العدو في مذكراته عن الثورة وجاء في الصفحة 166 ما يلي :
وممن بــرز وفـــاز في هذه الملحمـــة ، وفــاق الأقران ، المرحـــوم سليمان العقباني ..
فيــا لمجـــد التاريخ العربي الذي أعـــاد العقباني سيرته الخالدة ، ويا للبطولة الأسطورية التي جسدها العقباني في كرِّه وفــرِّه وهجمـــاته وضرباتــه ..
ولكـــن القدر الغاشم أبى إلاّ أن ينكب البطولة بأعظـــم رجالاتهــا ، حيث أُصيــــب الفارس المغوار في الساعة الأخيرة من يوم القتال برصــاصة أردتـــه قتيلاً ، ونُقِل جثمـــانه الطاهــر إلى مثـــواه الأخيــر في قريــة السجن القريبة من أرض المعركـــة ..
فيــا لصــدعة الشمس كيف تذرف دموعهــا على رموز البطولات ويا لخسارة الفروسية كيف تفقــد فارسها البطل الصنديـــد ، ويا لمناديل الوداع تلوح في الأفق لتقّبل مقبض السف الشهير وتمسح عن شفاره الخضاب الأحمــــر القاني ..
ويا لمنابع السخاء ، كيف يغـــور عطاؤهــا في أجفـــان الردى ، وكيف يتوقف دفقها في أحشاء الصمت الأبدي ..
لـــم يغب البطل الفارس من ذاكرة الناس لأنـــه اخترق بسيفــه حجب اللانهــــاية ، لقـــد عبـــر إلى ضميــــر التاريخ ، من أبوابــه الواسعة ، كي يخلـــد اسمه في أبرز صفحـــاته ، ويتوج حياتــه في ساعة استشهاده ..
سوف يبقـــقى سليمان العقباني مثلاً أعلى في الرجــــولة والتضحيـــة على مدى الأجيــــال ..
أخـــي العربـي : عندما تزور قرية المزرعـــة ، وتطأ قدماك أرضهــا من الجهة الجنوبية التي تتألف منها ساحة المعركة حيث دار القتال ، وفيها مصرع الغزاة ، تجــــــــــــــد على جانب الطريق العام ،
ضريحــــاً شامخاً يضــــم رفـــات الشهيد الفارس سليمان العقباني عندئـــذ .
إخلـــع نعليك ، واجث على ركبتيك ، فأنت في المكـــان المقدس ، إجلالاً وخشوعاً أمام رفـــات الشهيد الذي يرقــد ، وانشق رائحــــة التراب الطهـــور الذي جُبِلَ بدم الأبطــال الشهداء .
فالعـــــزة والشرف والكبرياء هنــــــــــــــــــا ...................................................................
نعمــــان حرب ( أبطال منسيون ص 5_ 14
============================