الأمير شكيب أرسلان
1860- 1946
شكيب أرسلان عظيم بين عظماء الشرق ، إمام اللغة والتاريخ والسياسة، وأمير البيان والكتابة والخطابة ، إسم ملأ الدنيا شعراً ونثراً وسياسة وكياسة وجهاداً وتضحية ، وشغل الناس مدة ستين سنةً ، كان فيها يخطب ويؤلف ، كان محلقاً كالنسر في كل المجالات بجلائل الأعمال وعظائم الأحداث .
كان هذا الرجل قمة الرجال في عصره ، لما أسداه ولما قدمه لأمته العربية من خدمات جليلة ، فهو علم من أعلام العروبة والإسلام ، عاش للثقافة العربية ، والقومية العربية ، والوحدة الإسلامية ، أيقظ الشعور القومي في العالمين العربي والإسلامي ..
... لم يبلغ أي مسلم ما بلغه " أبو غالب " في الإحاطة بأحوال المسلمين دقيقها وجليلها ، وقد عمل على إيقاظ الشعوب الشرقية وتحريرها السياسي ، فهيأ بمساعيه المتواصلة ، فجر الإنبعاث السياسي العربي فكان من دعاة الإصلاح العربي والإسلامي في الشرق ..
... فكان في كل العهود صريحاً صادقاً بعيداً عن التزلف لم يكن مراوغاً كغيره من رجال السياسة
... نبغ في نظم الشعر وهو في الرابعة من عمره ، حيث كتب تحت أول صورة أُخذت له
ونفسك فابدأ بتصويـــرها
بمــا أنت من خالد فـــاعل
وإلامضى الجسم مــع رسمه
ولا يخلد الزائــل الزائـــــل
عُــــهد إليه بكثير من المهام العامة
... حياة الأمير كانت جهاداً في جهاد فلقد شهد الأمير الثلث الأخير من القرن التاسع عشر ، كما شهِد النصف الأول من القرن العشرين وفي هذه الفترة وقعت أمور وأحداث وتطورات .
ففيها استأسد الإحتلال الأوروبي ببلاد العرب ، وفيها استبان عسف الحكام الأتراك بالعرب ، وفيها تنبه الوعي القومي العربي ، ونشأت فكرة التخلص من الحكم العثماني ، والإسقلال في الحكم العربي ، وفيها سقطت الخلافة وفيها وقعت الحربان العالميتان ، وفيها اقتسمت انكلترا وفرنسا بلاد العرب ، وفيهـــا اقتطعت فلسطين ، وفيها ظهرت بِدع الإستعمار في الوصاية والإنتداب ، وفيها قامت عصبة الأمم ونشأت هيئة الأمم المتحدة ،
في خضم هذه الأحداث كان الأمير يعيش بكل جوارحــه معها ، يتأثر ويسعى ، يكتب ويسافر ، وبإيجاز كانت حياة الأمير حافلة بالأعمال على كل صعيد وفي كل قضية من القضايا المطروحة ..
التقى الأمير صفوة المفكرين والعلماء ،.... أحس بخطر احتلال مصر وقال : لما حدثت الحادثة العرابية 1882 م كنت ابن اثني عشر سنة ، كنت اتتبع وقائعها وأتحرق عند ضرب الإنكليز للإسكندرية و......... وعند عدوان إيطاليا على طرابلس الغرب في ليبيا انتفض الأمير كا العصفور الجريح فكتب إلى جميع الجهات يحرض العرب على نجدة إخوانهم ومدهم بالسلاح والأموال وقد كتب للسيد محمد رضا { نحن الآن في خطب مستعجل الرأب ، وفتق مستلزم سرعة السد ، و......................
... وعندما انتهت الحرب العالمية الأولى ، ووقع العرب بما حذَّر منه الأمير ، فإذا الحلفاء يخدعون العرب ، ويخونون مواثيقهم مع الثورة العربية الكبرى ، ........... بدأ الأمير بالدعوة للوحدة العربية لأنها ركن عزة العرب والمسلمين ....... وقد قال الملك فيصل للأمير :
أشهـــــــــــــــد أنك أول عربي تكلَّم معي في الوحدة العربية ، وأراد أن تكون وحدة عملية ..
وقد كتب الأمير مقالاً بعنوان : أزفت ساعة الإتحاد أيها العرب ... القضية ليست قضية تاج ولا صولجان وإنما هي قضية الأمة العربية التي ينبغي أن يكون أمرهــا فوق الإمارات والولايات ، وأنه خير للمرء أن يكون راعياً للضأن في قومه من أن يكون السلطان الأعظم على قومٍ أذلاّء ..
1926 مجلة الشورى تحدث الأمير عن جهاده وجهاد رفاقه في الوفد السوري لدى عصبة الأمم
" قد بلونا في هذه السنوات الخمس من معاملات الدول { العُرف والنكر ، وذقنا الحلو والمـــر ، ورأينا الهزل والجـــد ، وعرفنا الجزر والمــد ، ولم يبق وجه يمكن أن تنحل به عقد سوريا إلا فكرنا فيه وأجلنا النظر في ظواهره وخوافيه ، فلم نجــــــــد لنا نجاة إلاّ بالإستقلال التام والدخول في جمعية الأمم والتوفـــــــــر على إصلاح داخليتنا ، والمبادرة إلى تأسيس جيش نذب به عن حوض وطننا و.....................
... في الرباط منعوا الكتابة عن الأمير مهما يكن الموضوع وكانت السلطات الفرنسية تُصادر أي كتاب له علاقة به ............... وقال ضابط فرنسي " عندما تقع حرب أوروبية ينبغي فيه قبل كل شئ أن يزحف الجيش الفرنسي إللا جنبف ويقبض على شكيب أرسلان { موطن عصبة الأمم آن ذاك
قًبيل موته قال " إني مريض وأشعر بدنو الأجل ، أحمد الله عــز وجل الذي سهّل لي أن أُفارق الحياة على أرض هذا الوطن الذي أحببته ، وقاسيت من أجله التشريد والنفي والإضطهـــاد ، سأموت قرير العين ، ناعم البال ، فتختلط رفاتي بتربة هذا الوطن ، بعد أن أتمّ الله علي نعمته ، وشهدته سيداً حراً عزيزاً أنا أدفن في تربة طاهرة لا ترفرف فوقها راية أجنبية ... وأن أُعيد الأمانة لباريها بعد أن تحققت أحلامي بالجامعة العربية ........... وسأخبر رفاقي في الجهـــــاد بأن تضحياتهــــــــــــــم لم تكن عبثــــاً "
.... وصيته عنـــد موته : أوصيكـــم بفلسطين ...................
هذا غيض من فيض عن جهاده ونضاله ومراسلاته ، وهنـــــــــــاك الكثيــــر الكثيــــر
من شعره : فيا وطني لا تترك الحزم لحظة
بعصــر أُحيطت بالزحـــام مناهلـه
وكـن يقضاً لا تستنم لمكيدةٍ
ولا لكلام يشبه الحقَّ بـــاطله
................................
تذكـــر قديم الأمــر تعلم حديثــه
فكل أخير قـــد نمتـــه أوائــــــــله
........................................
سيعلم قـــومي أنني لا أغشهــم
ومهمـــا استطال الليل فالصبح واصلــه
جمعته بالشاعر الألماني " غوته " زيارة ببيت الشاعر حيث قال وكأنه يوقع إمضائه
مذ قليل هذا بيت غوتا زرته
إذا كان للشعراء كعبة قاصد
هذا أمير الشعر عند قبـــيله
منـــه بجيد الدهــر فرائـــد
................................
إن لم يكن من أمتي وعشيرتي
فالناس في الآداب أمة واحــــــد
أو فاتــــــــــنا نسب يؤلف بيننــا
أدب أقمنـــأه مقاـــم الوالــــــــد
للأمير آثار منشورة وغير منشورة لا يتسع المقام لذكرها ، وعزائي أنه غنيُّ عن التعريف
مما قيل فيه: أميـــر البيان انهارت اليوم دولة
لعلمك من كسرى أعــز وتبـــعِ
ومــا تاج كسرى في العيون وقيصــر
بــألمع من تــاج البيان وأسطــــعِ
تركــت فراغاً لم تُصــب أي أمــةٍ
مثقفـــة الأقلام منـــه بـــا أروع ِ
كاتب الأمة العربية " مصطفى الرافعي " قال ............................ ولو أوجزت في شرح حقيقته العظيمة لقلت : إنه رجل بعثته القدرة الإلهية في أقطار الدنيا ، لتُخرج منه هذا المجموع ، الذي لا يجمعه فرد ، ثم لتُخرج من هذا المجموع قوة ، ثم لتعمل هذه القوة عملها في نهضة العالم العربي ، فروحــــه للمحبـــة ، وقلبـــه للإيمان ، وعقلــه للسياسة ، ولسانه للبيـــان ، وهو في جملته جملة متميزة ..شعره رسالة عظيمة يؤديها في غير مملكة الخيال ، فهـــو في الميادين لا في الرياض ، وفي الخنادق لا في القصور ، وفي الحقائق لا في الأخيلة ، ومـــع الأُسود لا مع الضِباء.................. " وهـــــــــــــــو لتـــــاليف أمـــة لا لتأليــــف ديوان "
الشاعر خليل مطران
..............................
وكـــان شمس العبقــرية كفنت
بعــد ازدهـــار شعاعهــا بقتام
ولي إمام المنشئين وكان في
تجديــد شــأن الضاد أي إمــام
....................................
جـــارى الفحــول ولم يقصــر عنهم
في حلبـــة الإفصــــاح والأحكـــام
شتــان بين الشاعر المطبوع في
إبداعــه واللاقــــط النظـــام
...............................
في كل قـــطر للعروبة خلدت
ذكراك يالإكبـــار والإعظـــام
بشارة الخوري قال ....................................
لــو دان أحرار البلاد لسيد
ناديتـــه سيــد الأحــــــــرار
مصطفــى لطفي النفلوطي قال : إذا لم يكن أشعر شاعر فهــو أكتب كاتب ، ولكنهمـــا كفتـــا ميزان إن شالت الواحدة فلكي ترجح الثانيـــة ..
هذا هــو شكيب أرسلان أمير البيان ومن غريب المصادفات أن الدولة اللبنانية لم تُـكرمه بشئ يُذكــر ............................... لقد أغفلت فضله في النضال والكفاح والجهاد أيما إغفال ..
رحــــــــــم اللـــه أمير البيان وأسبغ عليه رحمــاته الواسعة بقدر ما قدّم من خدمات لوطنه ولأمته العربية وسعى لخيــر الإسلام والمسلمين .......................
كتاب رجال من بلادي / تأليف نجيب البعيني ص 27__ 54
1860- 1946
شكيب أرسلان عظيم بين عظماء الشرق ، إمام اللغة والتاريخ والسياسة، وأمير البيان والكتابة والخطابة ، إسم ملأ الدنيا شعراً ونثراً وسياسة وكياسة وجهاداً وتضحية ، وشغل الناس مدة ستين سنةً ، كان فيها يخطب ويؤلف ، كان محلقاً كالنسر في كل المجالات بجلائل الأعمال وعظائم الأحداث .
كان هذا الرجل قمة الرجال في عصره ، لما أسداه ولما قدمه لأمته العربية من خدمات جليلة ، فهو علم من أعلام العروبة والإسلام ، عاش للثقافة العربية ، والقومية العربية ، والوحدة الإسلامية ، أيقظ الشعور القومي في العالمين العربي والإسلامي ..
... لم يبلغ أي مسلم ما بلغه " أبو غالب " في الإحاطة بأحوال المسلمين دقيقها وجليلها ، وقد عمل على إيقاظ الشعوب الشرقية وتحريرها السياسي ، فهيأ بمساعيه المتواصلة ، فجر الإنبعاث السياسي العربي فكان من دعاة الإصلاح العربي والإسلامي في الشرق ..
... فكان في كل العهود صريحاً صادقاً بعيداً عن التزلف لم يكن مراوغاً كغيره من رجال السياسة
... نبغ في نظم الشعر وهو في الرابعة من عمره ، حيث كتب تحت أول صورة أُخذت له
ونفسك فابدأ بتصويـــرها
بمــا أنت من خالد فـــاعل
وإلامضى الجسم مــع رسمه
ولا يخلد الزائــل الزائـــــل
عُــــهد إليه بكثير من المهام العامة
... حياة الأمير كانت جهاداً في جهاد فلقد شهد الأمير الثلث الأخير من القرن التاسع عشر ، كما شهِد النصف الأول من القرن العشرين وفي هذه الفترة وقعت أمور وأحداث وتطورات .
ففيها استأسد الإحتلال الأوروبي ببلاد العرب ، وفيها استبان عسف الحكام الأتراك بالعرب ، وفيها تنبه الوعي القومي العربي ، ونشأت فكرة التخلص من الحكم العثماني ، والإسقلال في الحكم العربي ، وفيها سقطت الخلافة وفيها وقعت الحربان العالميتان ، وفيها اقتسمت انكلترا وفرنسا بلاد العرب ، وفيهـــا اقتطعت فلسطين ، وفيها ظهرت بِدع الإستعمار في الوصاية والإنتداب ، وفيها قامت عصبة الأمم ونشأت هيئة الأمم المتحدة ،
في خضم هذه الأحداث كان الأمير يعيش بكل جوارحــه معها ، يتأثر ويسعى ، يكتب ويسافر ، وبإيجاز كانت حياة الأمير حافلة بالأعمال على كل صعيد وفي كل قضية من القضايا المطروحة ..
التقى الأمير صفوة المفكرين والعلماء ،.... أحس بخطر احتلال مصر وقال : لما حدثت الحادثة العرابية 1882 م كنت ابن اثني عشر سنة ، كنت اتتبع وقائعها وأتحرق عند ضرب الإنكليز للإسكندرية و......... وعند عدوان إيطاليا على طرابلس الغرب في ليبيا انتفض الأمير كا العصفور الجريح فكتب إلى جميع الجهات يحرض العرب على نجدة إخوانهم ومدهم بالسلاح والأموال وقد كتب للسيد محمد رضا { نحن الآن في خطب مستعجل الرأب ، وفتق مستلزم سرعة السد ، و......................
... وعندما انتهت الحرب العالمية الأولى ، ووقع العرب بما حذَّر منه الأمير ، فإذا الحلفاء يخدعون العرب ، ويخونون مواثيقهم مع الثورة العربية الكبرى ، ........... بدأ الأمير بالدعوة للوحدة العربية لأنها ركن عزة العرب والمسلمين ....... وقد قال الملك فيصل للأمير :
أشهـــــــــــــــد أنك أول عربي تكلَّم معي في الوحدة العربية ، وأراد أن تكون وحدة عملية ..
وقد كتب الأمير مقالاً بعنوان : أزفت ساعة الإتحاد أيها العرب ... القضية ليست قضية تاج ولا صولجان وإنما هي قضية الأمة العربية التي ينبغي أن يكون أمرهــا فوق الإمارات والولايات ، وأنه خير للمرء أن يكون راعياً للضأن في قومه من أن يكون السلطان الأعظم على قومٍ أذلاّء ..
1926 مجلة الشورى تحدث الأمير عن جهاده وجهاد رفاقه في الوفد السوري لدى عصبة الأمم
" قد بلونا في هذه السنوات الخمس من معاملات الدول { العُرف والنكر ، وذقنا الحلو والمـــر ، ورأينا الهزل والجـــد ، وعرفنا الجزر والمــد ، ولم يبق وجه يمكن أن تنحل به عقد سوريا إلا فكرنا فيه وأجلنا النظر في ظواهره وخوافيه ، فلم نجــــــــد لنا نجاة إلاّ بالإستقلال التام والدخول في جمعية الأمم والتوفـــــــــر على إصلاح داخليتنا ، والمبادرة إلى تأسيس جيش نذب به عن حوض وطننا و.....................
... في الرباط منعوا الكتابة عن الأمير مهما يكن الموضوع وكانت السلطات الفرنسية تُصادر أي كتاب له علاقة به ............... وقال ضابط فرنسي " عندما تقع حرب أوروبية ينبغي فيه قبل كل شئ أن يزحف الجيش الفرنسي إللا جنبف ويقبض على شكيب أرسلان { موطن عصبة الأمم آن ذاك
قًبيل موته قال " إني مريض وأشعر بدنو الأجل ، أحمد الله عــز وجل الذي سهّل لي أن أُفارق الحياة على أرض هذا الوطن الذي أحببته ، وقاسيت من أجله التشريد والنفي والإضطهـــاد ، سأموت قرير العين ، ناعم البال ، فتختلط رفاتي بتربة هذا الوطن ، بعد أن أتمّ الله علي نعمته ، وشهدته سيداً حراً عزيزاً أنا أدفن في تربة طاهرة لا ترفرف فوقها راية أجنبية ... وأن أُعيد الأمانة لباريها بعد أن تحققت أحلامي بالجامعة العربية ........... وسأخبر رفاقي في الجهـــــاد بأن تضحياتهــــــــــــــم لم تكن عبثــــاً "
.... وصيته عنـــد موته : أوصيكـــم بفلسطين ...................
هذا غيض من فيض عن جهاده ونضاله ومراسلاته ، وهنـــــــــــاك الكثيــــر الكثيــــر
من شعره : فيا وطني لا تترك الحزم لحظة
بعصــر أُحيطت بالزحـــام مناهلـه
وكـن يقضاً لا تستنم لمكيدةٍ
ولا لكلام يشبه الحقَّ بـــاطله
................................
تذكـــر قديم الأمــر تعلم حديثــه
فكل أخير قـــد نمتـــه أوائــــــــله
........................................
سيعلم قـــومي أنني لا أغشهــم
ومهمـــا استطال الليل فالصبح واصلــه
جمعته بالشاعر الألماني " غوته " زيارة ببيت الشاعر حيث قال وكأنه يوقع إمضائه
مذ قليل هذا بيت غوتا زرته
إذا كان للشعراء كعبة قاصد
هذا أمير الشعر عند قبـــيله
منـــه بجيد الدهــر فرائـــد
................................
إن لم يكن من أمتي وعشيرتي
فالناس في الآداب أمة واحــــــد
أو فاتــــــــــنا نسب يؤلف بيننــا
أدب أقمنـــأه مقاـــم الوالــــــــد
للأمير آثار منشورة وغير منشورة لا يتسع المقام لذكرها ، وعزائي أنه غنيُّ عن التعريف
مما قيل فيه: أميـــر البيان انهارت اليوم دولة
لعلمك من كسرى أعــز وتبـــعِ
ومــا تاج كسرى في العيون وقيصــر
بــألمع من تــاج البيان وأسطــــعِ
تركــت فراغاً لم تُصــب أي أمــةٍ
مثقفـــة الأقلام منـــه بـــا أروع ِ
كاتب الأمة العربية " مصطفى الرافعي " قال ............................ ولو أوجزت في شرح حقيقته العظيمة لقلت : إنه رجل بعثته القدرة الإلهية في أقطار الدنيا ، لتُخرج منه هذا المجموع ، الذي لا يجمعه فرد ، ثم لتُخرج من هذا المجموع قوة ، ثم لتعمل هذه القوة عملها في نهضة العالم العربي ، فروحــــه للمحبـــة ، وقلبـــه للإيمان ، وعقلــه للسياسة ، ولسانه للبيـــان ، وهو في جملته جملة متميزة ..شعره رسالة عظيمة يؤديها في غير مملكة الخيال ، فهـــو في الميادين لا في الرياض ، وفي الخنادق لا في القصور ، وفي الحقائق لا في الأخيلة ، ومـــع الأُسود لا مع الضِباء.................. " وهـــــــــــــــو لتـــــاليف أمـــة لا لتأليــــف ديوان "
الشاعر خليل مطران
..............................
وكـــان شمس العبقــرية كفنت
بعــد ازدهـــار شعاعهــا بقتام
ولي إمام المنشئين وكان في
تجديــد شــأن الضاد أي إمــام
....................................
جـــارى الفحــول ولم يقصــر عنهم
في حلبـــة الإفصــــاح والأحكـــام
شتــان بين الشاعر المطبوع في
إبداعــه واللاقــــط النظـــام
...............................
في كل قـــطر للعروبة خلدت
ذكراك يالإكبـــار والإعظـــام
بشارة الخوري قال ....................................
لــو دان أحرار البلاد لسيد
ناديتـــه سيــد الأحــــــــرار
مصطفــى لطفي النفلوطي قال : إذا لم يكن أشعر شاعر فهــو أكتب كاتب ، ولكنهمـــا كفتـــا ميزان إن شالت الواحدة فلكي ترجح الثانيـــة ..
هذا هــو شكيب أرسلان أمير البيان ومن غريب المصادفات أن الدولة اللبنانية لم تُـكرمه بشئ يُذكــر ............................... لقد أغفلت فضله في النضال والكفاح والجهاد أيما إغفال ..
رحــــــــــم اللـــه أمير البيان وأسبغ عليه رحمــاته الواسعة بقدر ما قدّم من خدمات لوطنه ولأمته العربية وسعى لخيــر الإسلام والمسلمين .......................
كتاب رجال من بلادي / تأليف نجيب البعيني ص 27__ 54