افتقار ساحة المحافظة لباب دائم ومنصف لتصريف منتج الفلاحين من مادة التفاح ولّد أزمة مستمرة في تسويق هذه المادة لم تستطع السنوات الماضية إنهاءها أو إيجاد حل لها.
فإنتاج المحافظة من التفاح هذا الموسم يفوق 40 ألف طن، وباب تسويقه لم يزل مقتصراً على دائرة الخزن والتسويق التي تعتبر غير قادرة على استجرار كامل الإنتاج جراء محدودية طاقتها الاستيعابية التي تقدّر بـ1500 طن، وهذا ما دفع بمنتجي هذه المادة على ساحة المحافظة لطرح العديد من التساؤلات المهمة والملحة وهي إذا تم تسويق 1500 طن فسيبقى لدى المزارعين حوالى 38 ألف طن مجهول المصير نتيجة انعدام منافذ التصريف المنصفة، وهذا ما سيؤدي حسبما قاله لنا بعض الفلاحين إلى إقدام التجار لشراء التفاح بأسعار زهيدة وبأقل 6 ليرات من التسعيرة الموضوعة من قبل اللجنة الزراعية ودائرة الخزن والتسويق باعتبار هذه التسعيرة غير ملزمة لهؤلاء التجار، وهنا تكمن الطامة الكبرى فإما الرضوخ لرغبة التجار والبيع على هواهم وإما سيبقى المنتج داخل البساتين نتيجة إحجام التجار عنه مع العلم أن أكثر الذين التقيناهم من الفلاحين أكدوا لنا أنهم على استعداد للتعامل مع دائرة الخزن والتسويق من خلال إعطائها كامل الإنتاج خاصة أن أسعارها تناسبهم، بينما المشكلة الأهم التي باتت تؤرق وتقلق مزارعنا هي افتقار المحافظة لسوق هال نظامي يتيح لهؤلاء المزارعين بيع منتجهم بعيداً عن الابتزاز والمضايقة.. نتيجة إقدامهم على البيع ضمن أسواق غير نظامية مسموح البيع فيها حتى الساعة الثامنة صباحاً وهذا ما اعتبروه مجحفاً وغير منصف بالنسبة لهم.
إذاً السؤال البارز هنا ما فائدة التسعيرة الموضوعة من قبل اللجنة الزراعية ودائرة الخزن والتسويق مادامت غير ملزمة للتاجر للتقيد بها.. ولماذا يتم السماح لهؤلاء التجار أيضاً باستجرار تفاح من خارج المحافظة وتخزينه ومن ثم بيعه على أساس تفاح السويداء وهذا قد يعرض الفلاحين لخسارة فادحة أيضاً نتيجة تكديس منتجهم إما في البساتين أو ضمن البرادات.
رئيس اتحاد فلاحي السويداء خليل أبو راس قال: فعلاً نعاني من مشكلة وحيدة هذا الموسم وهي إحجام التجار حتى هذه اللحظة عن شراء تفاح المزارعين، وإن أسعارهم قليلة مقارنة بالأسعار الموضوعة من قبل اللجنة الزراعية بالمحافظة.
فنحن لدينا جمعية تسويقية تستجر من الفلاحين وهناك دائرة الخزن والتسويق حيث بدأت بتوزيع الصناديق على الجمعيات الفلاحية.
أما رئيس دائرة الخزن والتسويق بالمحافظة فواز الياسين فقد قال: لقد قامت الدائرة بتوزيع 38 ألف صندوق على الجمعيات الفلاحية المنتجة لهذه المادة إضافة لذلك فقد قمنا كذلك بتوزيع 500 ألف ليرة لكل جمعية منتجة لشراء صناديق وإن خطة الدائرة هي استجرار 1500 طن وهي خاضعة للعرض والطلب وحسب إمكانات الشركة العامة، مضيفاً ان تسعيرة التفاح لهذا الموسم وضعت بما يتناسب مع عملية البيع والشراء حيث أعطينا التفاح ستاركن أحمر ممتاز 43 ل.س، نوع أول 40 ل.س، ثان 28 ل.س أما الثالث 15 ل.س، وبالنسبة للتفاح الكولدن الممتاز 40 ل.س الأول 36 ل.س، النوع الثاني 24 ل.س أما الثالث 11 ل.س