حالة الطفل المصاب بالربو تثير دائم قلق والديه ويلاحظ أنه يكون في كثير من الحالات مدللاً بشكل مفرط لشدة خوفهم
عليه مما يشعره باستمرار بأنه مختلف عن غيره من الأطفال الذين هم في سنه.تكمن المشكلة في أن معظم الأهل يجهلون
ماهية الربو ولا يعرفون طرق التصرّف حيال هذه المشكلة التي يعانيها الطفل.
أظهرت الدراسات والأبحاث أن حساسية الأنف والربو مصدرهما واحد: الحساسية، إذ أن الربو ليس إلا مشكلة حساسية وعلاجهما
واحد والأسباب واحدة والأعراض متشابهة.
في كل الحالات يؤكد الطبيب اللبناني الاختصاصي بأمراض الحساسية والمناعة جان دريان أنه عندما تتم السيطرة على حالة
الربو تزداد قدرات الطفل المصاب بالربو وإمكاناته ويتمتع بمهارات رياضية أكثر من أي طفل آخر. وبالتالي لا تشكل
حالته عائقاً في ممارسته حياته الطبيعية بل يمكن أن يلعب ويلهو ويمارس الرياضة شرط الالتزام بتعليمات الطبيب
والتقيّد بالعلاج.
ما الروابط التي تم اكتشافها بين حساسية الأنف والربو؟
تبين أن الرابط بين حساسية الأنف والربو هو أن الاثنين هما في الأصل حساسية وأن هذه الحساسية في الحالتين تكون في
مجرى الهواء. أما سبب الحساسية فليس ضعفاً في المناعة بل خلل في إفرازات الكريات البيضاء فيها بحيث ل تعود تدافع
عن الجسم بشكل منظم وصحيح بل عشوائي نتيجة الخلل فيها. في الواقع يمكن القول إن الربو ليس إل مشكلة حساسية.
هل المسبب هو نفسه لحساسية الأنف وللربو؟
تعتبر الحالتان حساسية تنتقل بالوراثة. إذ يلاحظ أن الحساسية تظهر في عائالت وهي عبارة عن خلل كروموزومي، إلا أنها
تزداد إلى حد كبير في حال توافر عوامل خارجية مسببة أيضاً. وللحساسية علاقة بالتلوّث بشكل خاص.
هل تظهر الأعراض نفسها أيضاً في الحالتين؟
في البداية لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون الزكام بكثرة، يصابون بالربو بعدها والعكس صحيح حيث أن من يعاني حساسية
الربيع يتعرّض لأعراض كسيلان الأنف وضيق التنفس وتدميع العين. كما لوحظ أن من يعاني الربو يعاني حساسية في الأنف.
واعتبر الباحثون أن الربو قد يكون سبب للحساسية. في كل الحالات لوحظ أن معظم الذين يعانون الربو يعانون في الوقت
نفسه حساسية أنف ، كما أن معظم الذين يعانون حساسية أنف تظهر لديهم حالة الربو لاحقاً. لكن بشكل عام أهم أعراض
حساسية الأنف سيلان الأنف والحكاك والزكام. أما الربو فأهم أعراضه السعال وضيق التنفس وصفرة في الصدر تزول مع الوقت
مع انتهاء النوبة.
هل يظهر الربو وحساسية الأنف في سن معينة؟
تلعب عوامل كثيرة دوراً في ظهور الحساسية في سن معينة، إذ يؤثر الانتقال من منطقة إلى أخرى في إحدى مراحل الحياة
والتعرّض إلى عوامل معينة في المحيط في هذه الحالة. لا شك أن للسن علاقة بظهور الحساسية أو الربو، لكن لا يمكن تحديد
سن معينة لظهورهما لأن عوامل كثيرة تلعب دوراً في ذلك كالانتقال من منطقة إلى أخرى وتغيرات الجسم.
ما المسببات الرئيسية؟
العائلة هي المسبب الرئيسي أي الوراثة، إذ أن وجود حالات في العائلة يعطي استعداداً للإصابة لكن توجد مسببات أخرى
يتعرّض لها الشخص وتؤدي إلى ظهور المشكلة كالتلوّث البيئي والمواد التي يمكن التعرّض لها في الحياة اليومية.
هل صحيح أن طبيعة الغذاء تؤثر في تحسين حالة الربو أو الحساسية؟
علمياً لا يؤثر الغذاء في تحسين حالة المريض كما انه ليست الأطعمة نفسها سبب الإصابة بالحساسية، بل يمكن القول أنه
توجد أطعمة معينة من الأفضل أن يتجنبها من يعاني حساسية. علماً أن أنواع الحساسية كلّها مرتبطة بعضها ببعض فمن يعاني
حساسية أنف قد يعاني حساسية جلدية ومن الأفضل أن يتجنب كل من يعاني أي نوع من الحساسية الأطعمة التي تسبب نوبات
حساسية بشكل عام كالفريز(الفراولة) والفستق والسوشي…
يلاحظ أن الأشخاص الذين يتعرّضون لنوبة حساسية فجأة جرّاء التعرّض لمادة معينة يكونون قد تعرّضوا
لها سابقاً دون مشكلة، ما سبب ذلك؟
لا بد من التوضيح أنه يجب التعرّض مرات عدة للمادة المسببة للحساسية قبل حصول نوبة مهمة وظهور الأعراض واضحة. علماً
انه تحصل ردات فعل جرّاء الاتصال بالمسبب في المرات السابقة لكن تكون خفيفة إلى درجة أننا لا نلاحظها فيها وتقوى
تدريجاً إلى أن تصبح واضحة وقوية.
هل يمكن معالجة الربو والحساسية نهائياً بحيث لا يعود هناك وجود لمشكلة؟
من يولد مع استعداد للحساسية والربو لا يمكنه التخلّص أبداً من المشكلة وترافقه طيلة حياته. إلا أن العلاج موجود
للتخفيف من وطأتها. علماً أن العلاجات تطورت مع الوقت ففي البداية كانت تعطى لتريح المريض فقط دون أن تعالج الحالة،
ثم جاءت علاجات للسيطرة على الحالة وتجميدها.
لكن هل هذا يعني أن المريض مجبر على تحمّل هذه المشكلة التي ترافقه طيلة حياته دون سبيل للتخلّص منها؟
نظراً لأهمية الوقاية، يجرى فحص الحساسية الذي يساعد على كشف المسبب ويساعد مع الوقت على الحد من المشكلة بتجنب
التعرّض للمسبب أياً كان. وفي الوقت نفسه يمكن جعل المريض أقل حساسية على العوامل المسببة في المحيط بواسطة الأدوية
واللقاحات التي تساعد فعلى الاعتياد عليها والتي تحتوي على جرعات مخففة من المواد المسببة.
هل تعتبر علاجات الربو نفسها علاجات الحساسية؟
نعم تعطى العلاجات نفسها للربو والحساسية.
هل من مدة محددة يتبع فيها العلاج؟
يجب اتباع العلاج خلال فترة طويلة جداً بمراقبة الطبيب لأن الأدوية تريح المريض، وتُخفف الجرعات تدريجاً.
هل تختلف الأدوية الخاصة بالأطفال عن تلك التي توصف للكبار؟
أدوية الأطفال هي نفسها أدوية الكبار، إلا أنها تعطى بجرعات أقل.
هل يمكن أن يتابع الطفل المصاب بالربو والحساسية حياته الطبيعية؟
تبين أنه عندما تتم السيطرة على الربو تزداد إمكانات الطفل ويصبح أكثر مهارةً في الرياضة من أي طفل آخر. يكفي أن
تتم السيطرة على الربو بالشكل المناسب حتى يعيش الطفل حياته الطبيعية ويلعب ويمارس الرياضة كأي طفل آخر.
يقال أن الطفل المصاب بالربو يشفى تلقائياً لدى بلوغه سناً معين، هل هذا صحيح؟
هذا ليس صحيحاً، هي مدرسة قديمة كانت تعتبر أن الطفل المصاب بالربو يشفى تلقائياً لدى بلوغه سن التاسعة أو أكثر،
لكن في الواقع لا يمكن أن يشفى مريض الربو نهائياً بل هي حالة ترافقه طيلة حياته ولا بد من أن يتأقلم معها ويسيطر
عليها.
فكرة شائعة: لا يمكن ممارسة الرياضة حين نعاني من الربو
خطأ. فمع توافر العلاجات الفعالة أكثر فأكثر، بات باستطاعة الأشخاص المصابين بالربو ممارسة كل
أنواع الرياضة، باستثناء الغطس تحت الماء مع زجاجة أوكسيجين على الظهر. وإذا لم يكن الشخص يعاني من نوبة ربو
حادة، يوصيه الأطباء عموماً بممارسة أي تمرين رياضي لأن ذلك يتيح له تقوية القفص الصدري وزيادة سعة التنفس لديه.
فكرة شائعة: لا ينصح أبداً بإجراء الاختبارات الجلدية قبل عمر 6 أعوام.
خطأ. فعند الشك في وجود حساسية، يمكن إجراء الاختبارات الجلدية بدءاً من الأيام الأولى للحياة.
والانتظار 6 أعوام يعني تأخير التشخيص وبالتالي المعالجة. يمكن إجراء هذه الاختبارات عند طبيب اختصاصي ليؤكد وجود
أو عدم وجود أحد المواد المسببة للحساسية.
فكرة شائعة: يمكن أن يكون الأطفال حساسين للخردل.
صحيح. فبعد البيض والفول السوداني وحليب البقر، يعتبر الخردل رابع مادة مسببة للحساسية عند
الأطفال. واللافت أن الخردل يدخل غالب ضمن مكونات أطعمة الأطفال، وهو قد يسبب الإكزيما والربو عند الطفل المعرض
للحساسية.
فكرة شائعة: الحساسية تجاه الحيوانات تنجم عن وبرها.
خطأ. فاللعاب والبول والبراز هي المسؤولة عن الحساسية. وحين يلعق الكلب وبره، يترسب لعابه على
الوبر، مما يولد الحساسية عند الأشخاص الذين يقتربون منه. كم تتراكم هذه المواد المسببة للحساسية على الستائر أو
السجاد. لذا، يمكن أن تصابي بالحساسية حتى لو لم يكن الحيوان موجوداً في المنزل أو بمجرد الاقتراب من شخص يحمل مواد
مسببة للحساسية على ثيابه من كلبه أو هره.
فكرة شائعة: في المدينة، لا يمكن أن نصاب بالحساسية بسبب غبار الطلع .(pollen)
خطأ. ففي كل عام، يقع الملايين من أهل المدن ضحية الزكام الناجم عن غبر الطلع الآتي من الأعشاب
النامية حول الأشجار.
والمؤسف أن الجسيمات الملوثة في انبعاثات محركات الديزل تزيد تأثير هذه المواد المسببة للحساسية، ما يجعل الأمر
أسوأ ولاسيما في الربيع.
وشكررررررررررررررررررا"