العمل هو الطاقة والمجهود الذي يسلطه الأنسان على الطبيعة وينتفع به
وقد حث الأسلام على العمل ونبذ القعود والتكاسل و الخمول
بل أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فضل المؤمن العامل على المؤمن القاعد
فقال في الحديث الشريف (( المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كلا خير ))
لذلك كان حقا على المسلم العاقل القادر ان يبادر الى العمل حتى ينتفع ويستفيد من ثمرة جهده
حتى يحفظ ماء وجهه من ذلة السؤال وذلة الرد بمعنى انه لو عمل كان خيرا له من ان يسأل
الناس ليصدقوا عليه وينفقوا عليه .
فقال ( صلى الله عليه وسلم ) (( ما أكل احدا طعاما قط . خير من ان يأكل من عمل يده
وأن نبي الله داود ( عليه السلام ) كان يأكل من عمل يده ))
بل أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قد عاب المسلم القاعد القادر على العمل وقد بين( صلى الله
عليه وسلم ) ان هذا الرجل سيأتي يوم القيامة وقد انتزع اللحم عن وجهه .
ويحشر مذولولا حقيرا جراء تركه للعمل
لأنه قد رضي لنفسه الذل في الدنيا بتركه العمل وقبوله لنفسه مسائلة الأخرين في المال
وهو كذلك يذهب المروءة ويقلل من قيمة الشخص ويجعله محط نظرة متشائمة من المجتمع
اما الأنسان القادر على العمل وهو يعمل ويجني ثمار عمله وكده فهو مرفوع الشأن وله
من الأجر والثواب لقاء عمله الحلال الحسن وكذلك فأن العمل يرفع من شأنه ومن مكانته
في المجتمع مهما كان ذلك العمل صغيرا أو كبيرا .
والرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ضرب خير الأمثال في العمل فقد كان يرعى الغنم
وكذلك الأنبياء ( عليهم السلام ) فـهاهو النبي زكريا ( عليه السلام ) كان نجارا
وكذلك النبي داود ( عليه السلام ) فعلى الرغم ومن سعته وملكه وسلطانه فقد كان حدادا
بمعنى أن الأنبياء ( عليهم السلام ) قد جعلوا العمل جزءا متمما في دعوتهم الى الله تعالى .
والعمل تهذيب للنفس وتطهير للضمير والحفاظ على كيان الأنسان من الضياع
فهو بنفس الوقت رياضة للبدن وكذلك الحفاظ على كيان الأمة والمجتمع من الضايع والأنهيار
فألأمم التي تنخفض فيها نسبة العاطلين عن العمل تكون متقدمة ومتطورة