لم تشهد قرية "مردك افتتاحاً عادياً لمركزها الثقافي كالذي نشهده في العادة، بل كان عبارة عن أمسية شعرية
أحياها كل من الشاعر الدكتور "ثائر زين الدين" مدير الثقافة في "السويداء" والشاعرة "ميسون شقير".
أقيم الافتتاح في صالة العراب للأفراح الكائنة في القرية، والتي ضاقت بجموع الوافدين من أهالي القرية على
الرغم من اتساعها، الذين عبروا عن فرحهم الغامر بإحداث محطة للثقافة في قريتهم، وهو الحلم الذي طال
انتظار تحقيقه.
هذا وقد ألقى الدكتور "ثائر" قصيدتين جميلتين في الأمسية التي تخللت الافتتاح وهذا مقطع من قصيدة حملت
عنوان (لماذا نلتقي خصمين) وهي معالجة لموضوع قل طرحه في الشعر العربي حيث قال:
«"لماذا نلتقي خصمين
ما الذي يجعلني أبكي كثبر حين ألقاك
ما الذي يجعلني أغلي كقدر حين ألقاك
وما يجعل عينيك
كذئبي شرك حين تراني
إنني أبصر في جفنيك من وجع الأشواق
ما يقتل ثوراً في رهان
وقد تبصر في عيني حزناً
إنما يبعث آلاف الأغاني
إنما يشجيك يا صاحب .. من قبل شجاني
والتي تعشقك اليوم كثيراً أو قليلاً
قد أحبتني كما لو أنني الأوحد فوق الأرض
في كل أوان
والتي تذبحك الساعة عيناها
ويدميك اندلاع اللهب الماكر في بسمتها
قد ذقت منها ما كفاني
فلماذا نلتقي خصمين"».
أما الشاعرة "ميسون شقير" الحاصلة على جائزة المزرعة للإبداع الشعري، ألقت عدداً من القصائد القصيرة والتي
اتسمت بالبلاغة وجمال التصوير، وهذه مقتطفات من شعرها من ديوان (اسحب وجهك من مرآتي).
حيث قالت في قصيدة (دفء):
"قطعتها
كي تجمع من أغصانها
وقوداً لشتائك الطويل...!
لن تدفأ يا سيدي
فدموع عصافيرها
بللت.. كل ما جمعت
من حطب".
ومن قصيدة (حطب):
"هذا الشتاء
كنا مواقد بعضنا
وربما
كلانا كان الحطب".
ووفي (موجتان وبحر) قالت:
"غافلته
سرقت موجتين
واحدة لقامته
وأخرى لظله فيها
غافلها
سرق البحر
ومضى يجر خلفه
شواطئ تتمسك بصراخ مالح".
وأخيراً في قصيدة حملت عنوان (العيد) أضافت:
"العيد
يعجن كعكه بالأراجيح
يوزعه أقماراً
على الصواني
يشويه
على حطب أحلام طفل
خزانته لم تزل فارغة".