منتدى قنوات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

للمغتربين من قنوات


+2
نـــ الهدى ـــور
نمر
6 مشترك

    أبو القاسم الشابي

    نمر
    نمر
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 156
    نقاط : 130787
    تاريخ التسجيل : 06/08/2010

    أبو القاسم الشابي  - صفحة 5 Empty أبو القاسم الشابي

    مُساهمة من طرف نمر الأحد أغسطس 08, 2010 2:08 pm

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    أبو القاسم الشابي :



    1

    عذبة أنت كالطفولة كالأحـ * لام كالحن كالصباح الجديد
    كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ القمراءِ * كالوردِ كابتسامِ الوليدِ
    يا لها مِنْ وَداعةٍ وجمالٍ * وشَبابٍ مُنعَّمٍ أُمْلُودِ
    يا لها من طهارةٍ تبعثُ التَّقديـ * سَ في مهجَةِ الشَّقيِّ العنيدِ
    يا لها رقَّةً تَكادُ يَرفُّ الوَرْ * دُ منها في الصَّخْرَةِ الجُلْمودِ
    أَيُّ شيءٍ تُراكِ هلْ أَنْتِ فينيسُ * تَهادتْ بَيْنَ الوَرَى مِنْ جديدِ
    لتُعيدَ الشَّبابَ والفرحَ المعسـ * ولَ للعالمِ التَّعيسِ العميدِ
    أَم ملاكُ الفردوس جاءَ إلى الأَر * ضِ ليُحيي روحَ السَّلامِ العهيدِ
    أَنتِ مَا أَنتِ أَنْتِ رسمٌ جميلٌ * عبقريٌّ من فنِّ هذا الوُجُودِ
    فيكِ مَا فيهِ من غموضٍ وعُمْقٍ * وجَمَالٍ مقَدَّسٍ معبودِ
    أنتِ مَا أنتِ أَنتِ فجرٌ من السّحرِ * تجلَّى لقلبيَ المعمودِ
    فأراه الحَيَاةَ في مُونِقِ الحُسْنِ * وجلّى له خفايا الخلودِ
    أَنتِ روحُ الرَّبيعِ تختالُ فـ * ي الدُّنيا فتهتزُّ رائعاتُ الورودِ
    وتهبُّ الحَيَاة سَكرى من العِط * رِ ويدْوي الوُجُودُ بالتَّغريدِ
    كلَّما أَبْصَرَتْكِ عينايَ تمشينَ * بخطوٍ موقَّعٍ كالنَّشيدِ
    خَفَقَ القلبَ للحياة ورفَّ الزَّهـ * رُ في حقلِ عمريَ المجرودِ
    وانتشتْ روحيَ الكئيبَةُ بالحبِّ * وغنَّتْ كالبلبلِ الغِرِّيدِ
    أَنتِ تُحيينَ في فؤاديَ مَا قدْ * ماتَ في أَمسيَ السَّعيدِ الفقيدِ
    وَتُشِيدينَ في خرائبِ روحي * مَا تلاشَى في عهديَ المجدودِ
    مِنْ طموحٍ إلى الجمالِ إلى الفنِّ * إلى ذلك الفضاءِ البعيدِ
    وتَبُثِّينَ رقَّةَ الشوقِ والأَحلامِ * والشَّدوِ والهوى في نشيدي
    بعد أنْ عانقتْ كآبَةُ أَيَّامي * فؤادي وأَلجمتْ تغريدي
    أَنتِ أُنشودَةُ الأَناشيدِ غنَّاكِ * إِلهُ الغناءِ ربُّ القصيدِ
    فيكِ شبَّ الشَّبابُ وشَّحهُ السّحْرُ * وشدوُ الهَوَى وعِطْرُ الورودِ
    وتراءى الجمالُ يَرْقُصَ رقصاً * قُدُسيًّا على أَغاني الوُجُودِ
    وتهادتْ في أُفْق روحِكِ أَوْزانُ * الأَغاني ورِقَّةُ التَّغريدِ
    فتَمَايلتِ في الوُجُودِ كلحنٍ * عبقريِّ الخيالِ حلوِ النَّشيدِ
    خطواتٌ سكرانةٌ بالأَناشيد * وصوتٌ كَرَجْعِ نايٍ بعيدِ
    وقَوامٌ يَكادُ يَنْطُقُ بالأَلحانِ * في كلِّ وقفةٍ وقعودِ
    كلُّ شيءٍ موقَّعٌ فيكِ حتَّى * لَفْحَةُ الجيدِ واهتزازُ النّهودِ
    أَنتِ أَنتِ الحَيَاةُ في قدْسها السَّا * مي وفي سِحْرها الشَّجيِّ الفريدِ
    أَنتِ أَنتِ الحَيَاةُ في رِقَّةِ الـ * فجر في رونق الرَّبيعِ الوليدِ
    أَنتِ أَنتِ الحَيَاةُ كلَّ أَوانٍ * في رُواءٍ من الشَّبابِ جديدِ
    أَنتِ أَنتِ الحَيَاةُ فيكِ وفي * عَيْنَيْكِ آياتُ سحرها الممدودِ
    أَنتِ دنيا من الأَناشيدِ والأَحلامِ * والسِّحْرِ والخيال المديدِ
    أَنتِ فوقَ الخيالِ والشِّعرِ والفنِّ * وفوقَ النُّهى وفوقَ الحُدودِ
    أَنتِ قُدْسي ومعبدي وصباحي * وربيعي ونَشْوتي وخُلودي
    يا ابنةَ النُّورِ إنَّني أنا وحدي * من رأى فيكِ رَوْعَةَ المَعْبودِ
    فدعيني أَعيشُ في ظِلِّكِ العذْبِ * وفي قُرْبِ حُسنكِ المَشْهودِ
    عيشةً للجمالِ والفنِّ والإِلهامِ * والطُّهْرِ والسَّنى والسُّجودِ
    عيشَةَ النَّاسكِ البتُولِ يُناجي الرَّ * بَّ في نشوَةِ الذُّهول الشَّدِيدِ
    وامنحيني السَّلامَ والفرحَ الرُّو * حيَّ يا ضوءَ فجريَ المنشودِ
    وارحميني فقد تهدَّمتُ في كو * نٍ من اليأْسِ والظَّلامِ مَشيدِ
    أنقذيني من الأَسى فلقدْ أَمْسَـ * يْتُ لا أستطيعُ حملَ وجودي
    في شِعَابِ الزَّمان والموت أَمشي * تحتَ عبءِ الحَيَاة جَمَّ القيودِ
    وأُماشي الوَرَى ونفسيَ كالقبـ * رِ وقلبي كالعالم المهدُودِ
    ظُلْمَةٌ مَا لها ختامٌ وهولٌ * شائعٌ في سكونها الممدودِ
    وإذا مَا استخفَّني عَبَثُ النَّاسِ * تبسَّمتُ في أَسًى وجُمُودِ
    بَسْمَةٌ مرَّةٌ كأنَّني أَستلُّ * من الشَّوكِ ذابلاتِ الورودِ
    وانْفخي في مَشاعِري مَرَحَ الدُّنيا * وشُدِّي مِنْ عزميَ المجهودِ
    وابعثي في دمي الحَرارَةَ عَلِّي * أَتغنَّى مع المنى مِنْ جَديدِ
    وأَبثُّ الوُجُودَ أَنغامَ قلبٍ * بُلْبُليٍّ مُكَبَّلٍ بالحديدِ
    فالصَّباحُ الجميلُ يُنْعِشُ بالدِّفءِ * حياةَ المُحَطَّمِ المكدودِ
    أنْقذيني فقد سئمتُ ظلامي * أنقذيني فقدْ مَلِلْتُ ركودي
    آه يا زهرتي الجميلةَ لو تدرينَ * مَا جدَّ في فؤادي الوحيدِ
    في فؤادي الغريبِ تُخْلَقُ أَكوانٌ * من السّحرِ ذاتُ حُسْنٍ فريدِ
    وشموسٌ وضَّاءةٌ ونُجومٌ * تَنْثُرُ النُّورَ في فَضاءٍ مديدِ
    وربيعٌ كأنَّهُ حُلُمُ الشَّاعرِ * في سَكرة الشَّباب السَّعيدِ
    ورياضٌ لا تعرف الحَلَك الدَّاجي * ولا ثورَةَ الخريفِ العتيدِ
    وطيورٌ سِحْرِيَّةٌ تتناغَى * بأَناشيدَ حلوةِ التَّغريدِ
    وقصورٌ كأنَّها الشَّفَقُ المخضُوبُ * أَو طلعَةُ الصَّباحِ الوليدِ
    وغيومٌ رقيقةٌ تتهادَى * كأَباديدَ من نُثارِ الورودِ
    وحياةٌ شِعْرِيَّةٌ هي عندي * صُورةٌ من حَياةِ أَهْل الخلودِ
    كلُّ هذا يَشيدُهُ سِحْرُ عينيكِ * وإِلهامُ حُسْنِكِ المعبودِ
    وحرامٌ عليكِ أَنْ تهدمي مَا * شادهُ الحُسْنُ في الفؤادِ العميدِ
    وحرامٌ عليكِ أَنْ تسْحَقي آمـ * الَ نفسٍ تصبو لعيشٍ رغيدِ
    منكِ ترجو سَعادَةً لم تجدْهَا * في حياةِ الوَرَى وسِحْرِ الوُجُودِ
    فالإِلهُ العظيمُ لا يَرْجُمُ العَبْدَ * إِذا كانَ في جَلالِ السُّجودِ


    نمر
    نمر
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 156
    نقاط : 130787
    تاريخ التسجيل : 06/08/2010

    أبو القاسم الشابي  - صفحة 5 Empty رد: أبو القاسم الشابي

    مُساهمة من طرف نمر الجمعة سبتمبر 10, 2010 2:16 pm



    الشكر كل الشكر لك
    أخي نور الهدى
    على تواصلك الدائم
    تحياتي

    نمر
    نمر
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 156
    نقاط : 130787
    تاريخ التسجيل : 06/08/2010

    أبو القاسم الشابي  - صفحة 5 Empty رد: أبو القاسم الشابي

    مُساهمة من طرف نمر الجمعة سبتمبر 10, 2010 2:20 pm






    64

    يا أَيُّها الطِّفْلُ الَّذي قَدْ * كانَ كاللَّحنِ الجَميلْ
    والوردةِ البيضاءِ تَعْبُقُ * في غيابَاتِ الأَصيلْ
    يا أَيُّها الطِّفلُ الَّذي قَدْ * كانَ في هذا الوُجُودْ
    فرِحاً يُناجي فتنَةَ * الدُّنيا بمعسولِ النَّشيدْ
    ها أَنْتَ ذا قَدْ أَطْبَقَتْ * جفنَيْكَ أَحلامُ المَنُونْ
    وتَطَايرتْ زُمَرُ الملائِكِ * حولَ مضْجعِكَ الأَمينْ
    ومضتْ بروحِكَ للسَّماءِ * عَرائسُ النُّورِ الحبيبْ
    يحمِلْنَ تيجاناً مُذَهَّبَةً * من الزَّهَرِ الغَريبْ
    ها أَنْتَ ذا قَدْ جَلَّلَتْكَ * سَكِينَةُ الأَبدِ الكبيرْ
    وبَكَتْكَ هاتيكَ القُلُوبُ * وضمَّكَ القبرُ الصَّغيرْ
    وتفرَّقَ النَّاسُ الَّذين * المقابِرِ شيَّعوكْ
    ونسُوكَ مِنْ دنياهُمُ حتَّى * كأَنْ لمْ يَعْرفوكْ
    شَغَلَتْهُمُ عنكَ الحَيَاةُ * وحَرْبُ هذي الكائنَاتْ
    إنَّ الحَيَاةَ وقد قضيْتَ * قُبَيْلَ معرفَةِ الحَيَاةْ
    بحرٌ قَرارَتُهُ الرَّدى * ونشيدُ لجته شَكَاةْ
    وعلى شواطئهِ القُلُوبُ * تئنُّ داميةً عُراةْ
    بحرٌ تجيشُ بع العَوَاصفُ * في العَشِيَّةِ والغَداةْ
    وتُظِلُّهُ سُحُبُ الظَّلامِ * فلا سكونَ ولا إياةْ
    نَسِيَتْكَ أَمواجُ البُحَيْرَةِ * والنُّجُومُ الَّلامعهْ
    والبُلبلُ الشَّادي وهاتيكَ * المروجُ الشَّاسِعهْ
    وَجَداولُ الوادي النَّضيرِ * برَقْصِها وَخَريرها
    ومسالكُ الجبلِ الصَّغير * بعُشْبِها وزُهورها
    حتَّى الرِّفاقُ فإنَّهمْ * لبثوا مدًى يتساءلونْ
    في حيرةٍ مشبوبةٍ * أَيْنَ اختفى هذا الأَمينْ
    لكنَّهمْ علموا بأنَّكَ * في اللَّيالي الدَّاجيهْ
    حملتكَ غِيلانُ الظَّلامِ * إلى الجبالِ النَّائيهْ
    فَنَسُوكَ مثلَ النَّاسِ وانصرفوا * إلى اللَّهْوِ الجميلْ
    بَيْنَ الخمائلِ والجداولِ * والرَّوابي والسُّهولْ
    ونسُوا وداعَةَ وجهكَ الهادي * ومنظَرَكَ الوسيمْ
    ونسُوا تَغَنِّيكَ الجميلَ * بِصَوتكَ الحلوِ الرَّخيمْ
    ومضوْا إلى المرْج البهيجِ * يطارِدُونَ طيورَهُ
    ويُزحزِحونَ صُخورَهُ * ويعابِثونَ زُهورَهُ
    ويشيِّدونَ من الرِّمالِ البيضِ * والحَصَبِ النضيرْ
    غُرَفاً وأَكواخاً تُكَلِّلُها * الحشائشُ والزُّهورْ
    ويُنضِّدون من الرُّبى * بَيْنَ التَّضاحُكِ والحُبورْ
    طاقاتِ وردٍ آبدٍ * تُزري بأَورادِ القُصورْ
    يُلقُونها في النَّهْرِ * قُربانا ًلآلهة السُّرورْ
    فَتَسيرُ في التَّيَّارِ راقصةً * على نَغَمِ الخريرْ
    كلٌّ نَسُوكَ ولم يعودوا * يذكرونكَ في الحَيَاةْ
    والدَّهرُ يَدْفُنُ في ظلامِ * الموتِ حتَّى الذِّكرياتْ
    إلاَّ فؤاداً ظلَّ يخفُقُ * في الوُجُودِ إلى لِقاكْ
    ويودُّ لو بَذَلَ الحَيَاةَ * إلى المنيَّةِ وافتداكْ
    فإذا رأَى طفلاً بكاكَ * وإن رأَى شبَحاً دَعاكْ
    يُصغي لصوتكَ في الوُجُودِ * ولا يرى إلاَّ بَهَاكْ
    يُصغي لنغمتكَ الجميلَةِ * في خريرِ السَّاقيهْ
    في رنَّةِ المزمارِ * في لغوِ الطُّيور الشَّاديهْ
    في ضجَّةِ البَحر المجلجِل * في هَدير العاصفهْ
    في لُجَّةِ الغاباتِ * في صوتِ الرُّعودِ القاصِفهْ
    في نُغْيَةِ الحَمَلِ الوَديعِ * وفي أَناشيدِ الرُّعاةْ
    بَيْنَ المروجِ الخُضْرِ * والسَّفْحِ المجلَّلِ بالنَّباتْ
    في آهةِ الشَّاكي * وضوضاءِ الجموع الصَّاخبهْ
    في شهقةِ الباكي * يُؤجِّجُها نُواحُ النَّادبهْ
    في كلِّ أَصواتِ الوُجُودِ * طروبِهَا وكئيبِها
    ورخيمِها وعنيفِها * وبغيضِها وحبيبِها
    ويراكَ في صُوَرِ الطَّبيعَةِ * حُلوِها وذميمِها
    وحزينِها وبهيجِها * وحقيرِها وعظيمِها
    في رقَّةِ الفجرِ الوَديعِ * وفي اللَّيالي الحالِمَهْ
    في فتنة الشَّفقِ البَديعِ * وفي النُّجُومِ البَاسمهْ
    في رقصِ أَمواجِ البحيْرة * تَحْتَ أَضواءِ النُّجُومْ
    في سِحْرِ أَزهارِ الرَّبيعِ * وفي تهاويل الغُيومْ
    في لمعَةِ البرق الخَفُوقِ * وفي هُوِيِّ الصَّاعقهْ
    في ذِلَّةِ الوادي * وفي كِبْرِ الجبال الشَّاهقهْ
    في مشهَدِ الغابِ الكئيبِ * وفي الورود العاويهْ
    في ظُلْمَةِ اللَّيل الحزين * وفي الكُهوف العاريهْ
    أَعَرفتَ هذا القلبَ في * ظلماءِ هاتيكَ اللُّحُودْ
    هوَ قلبُ أُمِّكَ * أُمِّكَ السَّكْرَى بأَحزانِ الوُجُودْ
    هو ذلك القلبُ الَّذي * سيَعيشُ كالشَّادي الضَّريرْ
    يشدو بشكوَى حزنِهِ الدَّاجي * إلى النَّفَسِ الأَخيرْ
    لا ربَّةُ النِّسيانِ ترحمُ * حُزْنَهُ وترى شقاهْ
    كلاّ ولا الأَيَّامُ تُبْلي * ي أَنامِلِها أَساهْ
    إلاَّ إِذا ضَفَرَتْ لهُ * الأَقدارُ إكليلَ الجنونْ
    وغدا شقيًّا ضاحكاً * تلهو بمرآهُ السُّنُونْ
    هو ذلكَ القلبُ الَّذي * مهما تقلَّبَتِ الحَيَاةْ
    وتدَفَّعَ الزَّمَنُ المُدَمْدِمُ * في شِعابِ الكائناتْ
    وتَغَنَّتِ الدُّنيا وغرَّدَ * بلبلُ الغَاب الجميلْ
    سَيَظَلُّ يعبُدُ ذكرياتِكِ * لا يَمَلُّ ولا يَميلْ
    كالأَرض تمشي فوق تُرْبَتِها * المسرَّةُ والشَّبابْ
    واللَّيلُ والفجرُ المجنَّحُ * والعواصفُ والسَّحَابْ
    والحبُّ تَنبتُ في مواطِنِهِ * الشَّقائِقُ والورودْ
    والموتُ تُحْفَرُ أَينما * يخطو المقابرُ واللُّحودْ
    وتمرُّ بَيْنَ فجاجها اللَّذَّاتُ * حالمةً تميدْ
    سكرى وأَشواقُ الوَرَى * ترنو إلى الأُفُقِ البعيدْ
    وتَظَلُّ ترقُصُ للأَسى * للَّهْوِ أَشباحُ الدُّهُورْ
    حتَّى يُواريها ضَبابُ الموتِ * في وادي الدُّثورْ
    وتَظَلُّ تُورِقُ ثمَّ تُزْهِرُ * ثمَّ يَنْشُرُها الصَّباحْ
    للموتِ للشَّوكِ الممزَّقِ * للجداولِ للرِّياحْ
    بَسَماتُ ثَغْرٍ حالِمٍ * يفترُّ في سَهْوِ السُّرورْ
    وَوُرودُ روضٍ باسِمٍ * يُصغي لأَلحانِ الطُّيورْ
    وتظلُّ تخفقُ ثمَّ تشدُو * ثمَّ يطويها التُّرابْ
    قُبَلٌ وأَطيارٌ تُغَرِّدُ * للحياةِ وللشَّبابْ
    وتظلُّ تمشي في جِوارِ * الموتِ أَفراحُ الحَيَاةْ
    ويغرِّدُ الشُّحرورُ مَا * بَيْنَ الجَماجِمِ والرّفاتْ
    والأَرضُ حالمةٌ تغنِّي * بَيْنَ أَسرابِ النُّجُومْ
    أُنشودَةَ الماضي البعيدِ * وسُورَةَ الأَزَلِ القديمْ


    تمت بإذن الله
    نـــ الهدى ـــور
    نـــ الهدى ـــور
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 11159
    نقاط : 150149
    تاريخ التسجيل : 27/07/2010
    الموقع : السويداء __قنوات

    أبو القاسم الشابي  - صفحة 5 Empty رد: أبو القاسم الشابي

    مُساهمة من طرف نـــ الهدى ـــور الجمعة سبتمبر 10, 2010 2:29 pm

    يا أَيُّها الطِّفْلُ الَّذي قَدْ * كانَ كاللَّحنِ الجَميلْ
    والوردةِ البيضاءِ تَعْبُقُ * في غيابَاتِ الأَصيلْ
    يا أَيُّها الطِّفلُ الَّذي قَدْ * كانَ في هذا الوُجُودْ
    فرِحاً يُناجي فتنَةَ * الدُّنيا بمعسولِ النَّشيدْ
    ها أَنْتَ ذا قَدْ أَطْبَقَتْ * جفنَيْكَ أَحلامُ المَنُونْ
    وتَطَايرتْ زُمَرُ الملائِكِ * حولَ مضْجعِكَ الأَمينْ
    ومضتْ بروحِكَ للسَّماءِ * عَرائسُ النُّورِ الحبيبْ
    يحمِلْنَ تيجاناً مُذَهَّبَةً * من الزَّهَرِ الغَريبْ

    شكرا اخي نمر
    كلام جميل للغاية
    ورائع جداااااااا
    تحيااااااتي لك

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 8:55 am