رغم أن الكائنات البشرية جزء من الطبيعة، إلا أننا نميِّز أنفسنا فننعت الحيوانات والكائنات الحيَّة الأخرى بالـ"طبيعية"، ونتصرف كما لو كنا منفصلين عنها بطريقة ما. ثم نتسأل: "كيف يجب علينا التعامل مع الطبيعة؟". يجب أن نتعامل مع الطبيعة بالطريقة التي نتعامل بها مع أنفسنا! على نحو غير عنفي. يجب ألا نسبب الأذى لأنفسنا، وألا نسبب الأذى للطبيعة. فأن نؤذي الطبيعة يعني أننا نؤذي أنفسنا، والعكس بالعكس. لو كنا نعرف كيف نتعامل مع أنفسنا ومع نظرائنا من الكائنات البشرية، لعرفنا كيف نتعامل مع الطبيعة. فالكائنات البشرية والطبيعية لا يمكن فصلهما، وعدم العناية بأي منهما بشكل مناسب يؤذي كلاهما.
يمكننا فقط أن نكون سعداء عندما نتقبَّل أنفسنا على ما نحن عليه. علينا أولاً أن نكون واعين لكل العناصر التي في داخلنا، ومن ثم علينا أن نجعلها تتناغم. فرفاهيتنا النفسية والعقلية هي ثمرة تفهم ما يجري في داخلنا. وهذا الفهم يساعدنا على احترام الطبيعة في أنفسنا، ويساعدنا أيضًا على الشفاء.
عندما نسبب الأذى لكائن بشري آخر، فإننا نؤذي أنفسنا. فمراكمة الثروة والمقادير المفرطة من موارد العالم الطبيعية يحرم نظراءنا البشر من فرصة العيش. والمشاركة في الاضطهاد وفي الأنظمة الاجتماعية الجائرة، يوسِّع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وبذا يتفاقم الظلم الاجتماعي. ورغم أننا نتحمَّل الإسراف والظلم والحرب، نبقى غير واعين لمعاناة الجنس البشري كعائلة. فحين يعاني ويموت من الجوع بعض أعضاء العائلة الإنسانية، يكون تمتعنا بالأمان والثروة خطيئة.
يرتبط قدر كل فرد بشكل غير منفصم بقدر الجنس البشري برمته. علينا أن ندع الآخرين يعيشون إذا كنا نريد أن نعيش. فالبديل الوحيد للتعايش هو اللاتعايش. فالحضارة التي نقتل فيها ونستغل فيها الآخرين من أجل تعظيم أنفسنا هي حضارة سقيمة. لكي تكون لدينا حضارة صحية، لابد أن يُولَد كل الناس مع حقوق متساوية في التعليم والعمل والغذاء والمأوى والمواطنة العالمية، بمعنى القدرة على التنقُّل بحرية والإقامة في أي جزء من الكرة الأرضية. إن الأنظمة السياسية والاقتصادية التي تُنكر على شخص ما هذه الحقوق تتسبب بالأذى للعائلة الإنسانية برمتها. علينا البدء بأن نصبح واعين لما يحدث لكل عضو في العائلة الإنسانية إن أردنا إصلاح الضرر المُرتكَب.
لإحلال السلام، علينا العمل من أجل تعايش متناغم. فإذا واصلنا فصل أنفسنا عن بقية العالم، مقيدين أنفسنا في حدود همومنا الضيقة ومشاكلنا الآنية، فمن المحتمل أننا سنعجز عن صنع السلام أو عن البقاء على قيد الحياة. من الصعب على الفرد أن يحافظ على التناغم بين العناصر في داخل نفسه، ومن الأصعب الحفاظ على التناغم بين أعضاء العائلة الإنسانية. علينا تفهم الجنس البشري لاجتذابه إلى التناغم. فالقسوة والتمزُّق يدمران تناغم العائلة. نحن بحاجة إلى تشريع يجعلنا نمتنع عن ارتكاب العنف ضد أنفسنا أو ضد الطبيعة، ويمنعنا عن أن نكون مُمزِّقين أو قساة.
لقد خلقنا نظامًا لا نستطيع التحكُّم فيه؛ نظام يفرض نفسه علينا، فأصبحنا عبيدًا له. فلكي يمتلك معظمنا منزلاً وسيارة وثلاجة وجهاز تلفزيون إلخ، يجب أن نضحي بوقتنا وبحياتنا في المقابل. إننا باستمرار تحت ضغط الوقت. في الأزمنة السابقة، كنا نستطيع منح ثلاث ساعات من وقتنا من أجل كوب شاي واحد، مستمتعين بصحبة أصدقائنا في جو من الهدوء والروحانية. كنا نستطيع تنظيم حفلة للاحتفال بإزهار نبتة سَحْلَب في حديقتنا. لكن اليوم، لم نعد نستطيع فعل هذه الأمور. أصبحنا نقول بأن الوقت يعني المال. لقد خلقنا مجتمعًا يزداد فيه غنى الغني وفقر الفقير، مجتمع أوقعنا في شرك مشاكلنا الآنية الخاصة إلى حدِّ أننا لم نعد نمتلك متسعًا من الوقت لتفهم ما يجري لدى بقية العائلة الإنسانية. إننا نشاهد صورًا على شاشة التلفزيون، لكننا لا نفهم حقًا إخوتنا وأخواتنا في العالم الثالث.
كل فرد بمفرده والبشرية جمعاء جزء من الطبيعة، وعليهم أن يكونوا قادرين على العيش في تناغم معها. يمكن للطبيعة أن تكون قاسية وهدَّامة، لذا، يتطلَّب الأمر أحيانًا التحكُّم بها. والتحكُّم هنا لا يعني الهيمنة أو القمع، بل التناغم والتوازن. علينا أن نكون أصدقاء حميمين للطبيعة لكي يكون بوسعنا التحكم ببعض مظاهرها. وهذا يتطلَّب تفهمًا تامًا لها. فالإعصارات، والقحط، والفيضانات، والانفجارات البركانية، وتكاثر الحشرات المؤذية، تشكِّل كلها خطرًا على الحياة وخرابًا لها. ورغم كونها جزءًا من الطبيعة، إلا أن هذه الأمور تمزِّق تناغمها. لذلك يجب أن نكون قادرين إلى درجة كبيرة، على منع الخراب الذي تسبِّبه الكوارث الطبيعية. لكن يجب أن نقوم بذلك بطريقة تصون الحياة وتعزِّز التناغم.
إن الاستخدام المفرط للمبيدات التي تقتل كل أنواع الحشرات وتُفسِد التوازن البيئي لمثال على ضعف حكمتنا في محاولة التحكم بالطبيعة. كذلك فإن النمو الاقتصادي الذي يخرِّب الطبيعة عن طريق التلوث واستنزاف الموارد التي لا يمكن إعادة تجديدها، ويجعل من المستحيل على الكائنات العيش على كوكب الأرض، هو مثال آخر لذلك. وقد يبدو مثل هكذا نمو اقتصادي نافعًا لبعض البشر، لكنه في الواقع يُوقِع الفوضى ويدمِّر مجمل الطبيعة التي ننتمي إليها جميعًا.
الموضوع طويل وهذا بعضاً منه
يمكننا فقط أن نكون سعداء عندما نتقبَّل أنفسنا على ما نحن عليه. علينا أولاً أن نكون واعين لكل العناصر التي في داخلنا، ومن ثم علينا أن نجعلها تتناغم. فرفاهيتنا النفسية والعقلية هي ثمرة تفهم ما يجري في داخلنا. وهذا الفهم يساعدنا على احترام الطبيعة في أنفسنا، ويساعدنا أيضًا على الشفاء.
عندما نسبب الأذى لكائن بشري آخر، فإننا نؤذي أنفسنا. فمراكمة الثروة والمقادير المفرطة من موارد العالم الطبيعية يحرم نظراءنا البشر من فرصة العيش. والمشاركة في الاضطهاد وفي الأنظمة الاجتماعية الجائرة، يوسِّع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وبذا يتفاقم الظلم الاجتماعي. ورغم أننا نتحمَّل الإسراف والظلم والحرب، نبقى غير واعين لمعاناة الجنس البشري كعائلة. فحين يعاني ويموت من الجوع بعض أعضاء العائلة الإنسانية، يكون تمتعنا بالأمان والثروة خطيئة.
يرتبط قدر كل فرد بشكل غير منفصم بقدر الجنس البشري برمته. علينا أن ندع الآخرين يعيشون إذا كنا نريد أن نعيش. فالبديل الوحيد للتعايش هو اللاتعايش. فالحضارة التي نقتل فيها ونستغل فيها الآخرين من أجل تعظيم أنفسنا هي حضارة سقيمة. لكي تكون لدينا حضارة صحية، لابد أن يُولَد كل الناس مع حقوق متساوية في التعليم والعمل والغذاء والمأوى والمواطنة العالمية، بمعنى القدرة على التنقُّل بحرية والإقامة في أي جزء من الكرة الأرضية. إن الأنظمة السياسية والاقتصادية التي تُنكر على شخص ما هذه الحقوق تتسبب بالأذى للعائلة الإنسانية برمتها. علينا البدء بأن نصبح واعين لما يحدث لكل عضو في العائلة الإنسانية إن أردنا إصلاح الضرر المُرتكَب.
لإحلال السلام، علينا العمل من أجل تعايش متناغم. فإذا واصلنا فصل أنفسنا عن بقية العالم، مقيدين أنفسنا في حدود همومنا الضيقة ومشاكلنا الآنية، فمن المحتمل أننا سنعجز عن صنع السلام أو عن البقاء على قيد الحياة. من الصعب على الفرد أن يحافظ على التناغم بين العناصر في داخل نفسه، ومن الأصعب الحفاظ على التناغم بين أعضاء العائلة الإنسانية. علينا تفهم الجنس البشري لاجتذابه إلى التناغم. فالقسوة والتمزُّق يدمران تناغم العائلة. نحن بحاجة إلى تشريع يجعلنا نمتنع عن ارتكاب العنف ضد أنفسنا أو ضد الطبيعة، ويمنعنا عن أن نكون مُمزِّقين أو قساة.
لقد خلقنا نظامًا لا نستطيع التحكُّم فيه؛ نظام يفرض نفسه علينا، فأصبحنا عبيدًا له. فلكي يمتلك معظمنا منزلاً وسيارة وثلاجة وجهاز تلفزيون إلخ، يجب أن نضحي بوقتنا وبحياتنا في المقابل. إننا باستمرار تحت ضغط الوقت. في الأزمنة السابقة، كنا نستطيع منح ثلاث ساعات من وقتنا من أجل كوب شاي واحد، مستمتعين بصحبة أصدقائنا في جو من الهدوء والروحانية. كنا نستطيع تنظيم حفلة للاحتفال بإزهار نبتة سَحْلَب في حديقتنا. لكن اليوم، لم نعد نستطيع فعل هذه الأمور. أصبحنا نقول بأن الوقت يعني المال. لقد خلقنا مجتمعًا يزداد فيه غنى الغني وفقر الفقير، مجتمع أوقعنا في شرك مشاكلنا الآنية الخاصة إلى حدِّ أننا لم نعد نمتلك متسعًا من الوقت لتفهم ما يجري لدى بقية العائلة الإنسانية. إننا نشاهد صورًا على شاشة التلفزيون، لكننا لا نفهم حقًا إخوتنا وأخواتنا في العالم الثالث.
كل فرد بمفرده والبشرية جمعاء جزء من الطبيعة، وعليهم أن يكونوا قادرين على العيش في تناغم معها. يمكن للطبيعة أن تكون قاسية وهدَّامة، لذا، يتطلَّب الأمر أحيانًا التحكُّم بها. والتحكُّم هنا لا يعني الهيمنة أو القمع، بل التناغم والتوازن. علينا أن نكون أصدقاء حميمين للطبيعة لكي يكون بوسعنا التحكم ببعض مظاهرها. وهذا يتطلَّب تفهمًا تامًا لها. فالإعصارات، والقحط، والفيضانات، والانفجارات البركانية، وتكاثر الحشرات المؤذية، تشكِّل كلها خطرًا على الحياة وخرابًا لها. ورغم كونها جزءًا من الطبيعة، إلا أن هذه الأمور تمزِّق تناغمها. لذلك يجب أن نكون قادرين إلى درجة كبيرة، على منع الخراب الذي تسبِّبه الكوارث الطبيعية. لكن يجب أن نقوم بذلك بطريقة تصون الحياة وتعزِّز التناغم.
إن الاستخدام المفرط للمبيدات التي تقتل كل أنواع الحشرات وتُفسِد التوازن البيئي لمثال على ضعف حكمتنا في محاولة التحكم بالطبيعة. كذلك فإن النمو الاقتصادي الذي يخرِّب الطبيعة عن طريق التلوث واستنزاف الموارد التي لا يمكن إعادة تجديدها، ويجعل من المستحيل على الكائنات العيش على كوكب الأرض، هو مثال آخر لذلك. وقد يبدو مثل هكذا نمو اقتصادي نافعًا لبعض البشر، لكنه في الواقع يُوقِع الفوضى ويدمِّر مجمل الطبيعة التي ننتمي إليها جميعًا.
الموضوع طويل وهذا بعضاً منه