يعتبر البيرق أو الراية هو العلامة التي تميزت بها كل قرية من قرى جبل العرب، حيث عمدت الجهات الاختيارية باعتماد شكل معين للبيرق وهو يختلف من قرية لأخرى، ولكن لدى بيرق قرية "أم الرمان" حكاية تاريخية وأحداث.
حول تاريخ البيرق في قرية "أم الرمان" بين الشاعر الشعبي "أحمد النبواني" لموقع eSwueda بالقول: «تم تأسيس هذا البيرق وصنعه عام 1900 وهو بالألوان الأحمر والقصب الأصفر على دائرة في رسم سيف، ونجمتين حسب القياس المخصص للبيارق آنذاك، إذ يرمز اللون الأحمر إلى الاستعداد لخوض المعارك في كل الأوقات والدفاع عن الأرض، أما الأصفر وهو يحمل دلالة الرغبة في خوض المعارك والقتال تحت البيرق والحفاظ عليه ليبقى مرفوعاً، وأما النجمتان والسيف فهما ما يميز قرية "أم الرمان" من غيرها من قرى الجبل، حيث تم تطريز البيرق من قبل زوجة المجاهد "حمد البربور" وهي السيدة "تمام البربور"، و"تركية أبو عاصي" زوجة المجاهد "سلامي أبو عاصي" الذي بدوره جاء بعصا الرمح للبيرق من منطقة "السلط" في الأردن، وأول ما تقرر أن يحمل هذا البيرق شخص، اختير "حمود ملاك" وهو وحيد في القرية من "آل ملاك"، ووافق بعد أن تم تكليفه من قبل زعيم القرية "أبو حمد سلمان الأطرش" الملقب بـ"دبابة الجبل"».
وعن تخصيص حامل البيرق بيّن الشاعر الشعبي "معضاد أبو خير"
من أهالي قرية "أم الرمان" بالقول: «قرر تكليف أحد رجالات "آل أبو عاصي"، وافق "آل أبو عاصي" على حمله وأول من حمله "خطار أبو عاصي" حيث استشهد تحت البيرق عام 1904، في إحدى معارك الجبل، فاستلم البيرق شقيقه "سليمان أبو عاصي" بعد استشهاد شقيقه واستشهد هو عام 1918 في معركة اللجاة بين أهل الجبل والعثمانيين ما دعا شقيقه "أمين أبو عاصي" إلى حمله، ونظراً لوضعه الصحي اعتذر وأسلم البيرق لأبن أخيه "علي أبو عاصي" من عام 1918 إلى عام 1933 حيث شارك في كافة معارك الثورة السورية الكبرى فهو يتمتع ببنية قوية وشخصية لائقة من الرجولة، ما يؤهلها لحمل البيرق، وفي عام 1933 أقام الثوار في عمان وفي "وادي السرحان" لأسباب واردة في التاريخ، ما دفع "سلامي أبو عاصي" الذي كان مع الثوار آنذاك في "وادي السرحان" وهو جد الأسرة إلى إرسال طلب لأولاده وأعمامه بالذهاب إليه، الأمر الذي دفع بهم إلى إيداع البيرق لدى زعيم القرية "سلمان الأطرش"».
وعن حكاية حمل المرأة "نسيبة المغربي" للبيرق أوضح السيد "مزيد
أبو شقرة" من أهالي القرية انتقال البيرق إلى "آل الهادي" بالقول: «في عام 1936 وبعد عودة الثوار من المنفى، حدثت احتفالات فما كان من الفرنسيين إلا أن طلبوا من قرى الجبل الحضور إلى السويداء بصحبة البيارق أثناء العيد، البيرق هنا كان في منزل "سلمان الأطرش" وهو في "دمشق" آنذاك، وقرية "أم الرمان" تذهب إلى الاحتفال دون بيرق؟ كذلك حامله غير موجود وهذا أمر يعتبر إشكالية، الأمر الذي دفع بإحدى النساء العربيات اللواتي حضرن في الساحة وذهبن إلى منزل "سلمان الأطرش" إلى استلال البيرق وهي "نسيبة المغربي"، وقالت: "أم الرمان ما بتطلع بلا بيرق"، دخلت المضافة وطلبته من زوجة "الأطرش" وحملت البيرق من منزل "الأطرش" إلى ساحة القرية والنساء وراءها يزغردن لها حتى إذا ما أقبلت قامت نخاوي الرجال واستقبالها بالأهازيج وحملوا عنها البيرق وكان أكبر الشباب المستقبلين لها آنذاك "حمد الهادي" فاستلم البيرق منها وتابعت مع أهل القرية إلى السويداء عن طريق "صلخد" وقرية "عيون"، حيث تجمعت البيارق فيها للجهة الجنوبية، الحدث الأهم أن عدد الرجال الذين كانوا تحت
البيرق قليل ما جعل إحدى القرى التنبيه إلى العودة، الموقف حمل كثيراً من الغيض، وتفادياً لحدوث خلاف كبير عرض الأمر على "الكابتن الفرنسي" الذي قال بدوره: "الأول في الحرب الأول في السلم" فأول البيارق "امتان وملح وعرمان وصلخد، ثم أم الرمان والقريا"، وبعد عودة الثوار اتفق آل "الهادي" على تسمية "سلامي الهادي" وتكليفه بحمل البيرق، حتى عام 1951».