الكولسترول يساعد على الإصابة بالجنون والكافئين يزيل تأثيره
يتزايد اهتمام العالم حاليا بتنامي عدد حالات الإصابة بمرض الزهايمر Alzheimer الذي يعد اختفاء القدرة على التفكير أو الخرف أو الجنون أحد أهم أعراضه ، ويحاول العلماء المختصون معرفة العوامل المؤثرة سلباً على الدماغ ، و كيفية وقاية الجسم من هذه العوامل .
وقد لاحظ العلماء في السنوات القليلة الماضية الارتباط بين البدانة ، وما يتبعها من أمراض في القلب وجهاز الدوران ، وبين إمكانية الإصابة بمرض الزهايمر
، وتوقعوا أن تزداد حالات الإصابة بالجنون Dementia لتبلغ 1.7 مليون حالة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في منتصف القرن الحالي .
كما دلت بعض الدراسات أن المواظبة على شرب فنجان قهوة يومياً يساعد على تقليل احتمال الإصابة بالجنون عند متناولي المواد الدهنية أو البدينين إلى حد كبير . وكان السؤال هو كيف يحصل هذا التأثير ؟
وقد أجاب هذا السؤال الدراسة التي قام بها فريق بحث أمريكي من جامعة داكوتا الشمالية نشرت في مجلة التهاب الأعصاب Journal of Neuroinflammation . حيث قاموا بتجارب على الأرانب ، وضحت هذه الآلية في الحيوان ، مع توقع أن تكون مشابهة لدى الإنسان ، بما يعطي أفضل برهان حتى الآن على فوائد القهوة .
وقد اعتمدت الدراسة على مبدأ أن الأمر يتعلق بالتأثير الذي تمارسه الدهون والقهوة على حاجز حيوي بين الدماغ وتيار الدم الرئيس الذاهب إليه ، يدعى الحاجز الدماغي الشوكي Blood Brain Barrier ( BBB ) ، وهو حاجز من المواد الدهنية يمنع المواد الضارة خصوصاً غير الدهنية منها من النفاذ إلى خلايا الدماغ ، ويسمح للدماغ بالتزود باحتياجاته الطبيعية عن طريق مسام خاصة فيه ، مما يعني أن هذا الحاجز يقوم بدور حماية الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System ( CNS ) للكائن الحي .
واعتماداً على دراسات سابقة بينت أن المستويات العالية من الكولسترول في الدم ، عدا عن تأثيرها على القلب وجهاز الدوران عموماً ، يمكن أن تجعل هذا الحاجز " مسرباً Leaky " للمواد غير المرغوبة عن طريق ثقبه كما يبدو بجزيئات الكولسترول الدهنية المتعددة ، مما يساهم في تقدم حالات الزهايمر والجنون ، قام الباحثون بإعطاء عدد من الأرانب كميات من الكافئين تكافئ فنجان قهوة يومياً في وجباتهم التي جعلت ذات مستوى عال من الدهون أو الكولسترول لمدة 12 أسبوعاً ، بينما أعطي عدد آخر من الأرانب نفس الوجبة بدون كافئين . وبعد انتهاء مدة الدراسة فحصوا الحاجز الدماغي الشوكي BBB لدى كل من مجموعتي الأرانب ، فوجدوا أن هذا الحاجز لم يمس تقريباً في الفئة التي أعطيت الكافئين مع الوجبات الدسمة ، في حين أنه تداعى بشكل ظاهر بتأثير الكولسترول في الفئة الثانية التي لم تعط الكافئين .
تقول الدكتورة جوناثان جيجر الباحثة في جامعة داكوتا الشمالية والتي قادت فريق البحث : " يبدو أن الكافئين يسد العديد من الآثار المخربة للكولسترول التي تجعل الحاجز الدماغي الشوكي مسرباً . فالمستويات العالية من الكولسترول هي عامل خطر بالنسبة لمرض الزهايمر ، ربما بتأثيره على الطبيعة الواقية للحاجز الدماغي الشوكي " . وتضيف قائلة :
" الكافئين هو مادة دوائية آمنة ومتوفرة ، وقدرتها على تثبيت الحاجز الدماغي الشوكي يعني أنها يمكن أن تلعب في المستقبل دوراً علاجياً هاماً للاضطرابات العصبية " .
وقد علق ناطق باسم جمعية الزهايمر على البحث بالقول أن الحاجز يبدو أنه يعمل بصورة أقل كفاءة عند الناس الذين تتطور عندهم حالة الزهايمر أو يعانون من السكتات ، وارتباط ذلك مع مستوى الكولسترول يمكن أن يوضح الأمر .
التعليقات
بحث
يتزايد اهتمام العالم حاليا بتنامي عدد حالات الإصابة بمرض الزهايمر Alzheimer الذي يعد اختفاء القدرة على التفكير أو الخرف أو الجنون أحد أهم أعراضه ، ويحاول العلماء المختصون معرفة العوامل المؤثرة سلباً على الدماغ ، و كيفية وقاية الجسم من هذه العوامل .
وقد لاحظ العلماء في السنوات القليلة الماضية الارتباط بين البدانة ، وما يتبعها من أمراض في القلب وجهاز الدوران ، وبين إمكانية الإصابة بمرض الزهايمر
، وتوقعوا أن تزداد حالات الإصابة بالجنون Dementia لتبلغ 1.7 مليون حالة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في منتصف القرن الحالي .
كما دلت بعض الدراسات أن المواظبة على شرب فنجان قهوة يومياً يساعد على تقليل احتمال الإصابة بالجنون عند متناولي المواد الدهنية أو البدينين إلى حد كبير . وكان السؤال هو كيف يحصل هذا التأثير ؟
وقد أجاب هذا السؤال الدراسة التي قام بها فريق بحث أمريكي من جامعة داكوتا الشمالية نشرت في مجلة التهاب الأعصاب Journal of Neuroinflammation . حيث قاموا بتجارب على الأرانب ، وضحت هذه الآلية في الحيوان ، مع توقع أن تكون مشابهة لدى الإنسان ، بما يعطي أفضل برهان حتى الآن على فوائد القهوة .
وقد اعتمدت الدراسة على مبدأ أن الأمر يتعلق بالتأثير الذي تمارسه الدهون والقهوة على حاجز حيوي بين الدماغ وتيار الدم الرئيس الذاهب إليه ، يدعى الحاجز الدماغي الشوكي Blood Brain Barrier ( BBB ) ، وهو حاجز من المواد الدهنية يمنع المواد الضارة خصوصاً غير الدهنية منها من النفاذ إلى خلايا الدماغ ، ويسمح للدماغ بالتزود باحتياجاته الطبيعية عن طريق مسام خاصة فيه ، مما يعني أن هذا الحاجز يقوم بدور حماية الجهاز العصبي المركزي Central Nervous System ( CNS ) للكائن الحي .
واعتماداً على دراسات سابقة بينت أن المستويات العالية من الكولسترول في الدم ، عدا عن تأثيرها على القلب وجهاز الدوران عموماً ، يمكن أن تجعل هذا الحاجز " مسرباً Leaky " للمواد غير المرغوبة عن طريق ثقبه كما يبدو بجزيئات الكولسترول الدهنية المتعددة ، مما يساهم في تقدم حالات الزهايمر والجنون ، قام الباحثون بإعطاء عدد من الأرانب كميات من الكافئين تكافئ فنجان قهوة يومياً في وجباتهم التي جعلت ذات مستوى عال من الدهون أو الكولسترول لمدة 12 أسبوعاً ، بينما أعطي عدد آخر من الأرانب نفس الوجبة بدون كافئين . وبعد انتهاء مدة الدراسة فحصوا الحاجز الدماغي الشوكي BBB لدى كل من مجموعتي الأرانب ، فوجدوا أن هذا الحاجز لم يمس تقريباً في الفئة التي أعطيت الكافئين مع الوجبات الدسمة ، في حين أنه تداعى بشكل ظاهر بتأثير الكولسترول في الفئة الثانية التي لم تعط الكافئين .
تقول الدكتورة جوناثان جيجر الباحثة في جامعة داكوتا الشمالية والتي قادت فريق البحث : " يبدو أن الكافئين يسد العديد من الآثار المخربة للكولسترول التي تجعل الحاجز الدماغي الشوكي مسرباً . فالمستويات العالية من الكولسترول هي عامل خطر بالنسبة لمرض الزهايمر ، ربما بتأثيره على الطبيعة الواقية للحاجز الدماغي الشوكي " . وتضيف قائلة :
" الكافئين هو مادة دوائية آمنة ومتوفرة ، وقدرتها على تثبيت الحاجز الدماغي الشوكي يعني أنها يمكن أن تلعب في المستقبل دوراً علاجياً هاماً للاضطرابات العصبية " .
وقد علق ناطق باسم جمعية الزهايمر على البحث بالقول أن الحاجز يبدو أنه يعمل بصورة أقل كفاءة عند الناس الذين تتطور عندهم حالة الزهايمر أو يعانون من السكتات ، وارتباط ذلك مع مستوى الكولسترول يمكن أن يوضح الأمر .
التعليقات
بحث