السيدة أم النمر
كان هناك في قديم الزمان ملك أشبه ما يكون بمتوحش ، يتمتع بخيال واسع ،وسلطة ليس بمقدور أحد مقاومتهــا ، وكانت خيالاته تتحول إلى واقع بمجرد أن يصدر أمراً بذلك ، وكان على الدوام لا يستشير أحداً ، فعندما يقرر في نفسه القيام بشيء ، فإن ذلك الشيء يُنجز فوراً ..
وحين يجري كل شيء كما يريد يعتدل مزاجه ويغدو لطيفاً ، لكن عندما يحدث عائقاً ما أو مشكلة صغيرة ، فإنه يًصبح معتدل المزاج ولطيفاً أكثر ، وذلك لأن لا شيء يسعده أكثر من تقويم السلوك المعوج ، وهدم الأماكن غير المنتظمـــة ..
ومن ضمن الأفكار الغريبة التي خطرت له فكرة الحلبة العامة ، التي كانت تجري فيها عروض مظاهر شجاعة رجولية وأعمال وحشية ، والتي من خلالها أصبحت عقول الرعايا مهذبة ومتحضرة !! لكن حتى هنا فإن ذلك الخيال الواسع والمتوحش كان يًثبت نفسه ، فالمدرج الكبير بأروقته الدائرية وأقبيته الغامضة وممراته الخفية ، هو الوسيلة التي تتحقق بها العدالة الخيالية حيث يُعاقب المجرم ويكافئ البريء ، بمقتضى المصادفة غير المنحازة ، التي لا يُمكن أن يفسدها شيء .
وعندما يُتهم شخص بجريمة فيها ما يكفي لإثارة انتباه الملك ، يصدر إعلان عام أنه في يوم محدد سيتحدد مصير ذلك الشخص ، المتهم في الحلبة التي خصصها الملك لهـــذا الغرض ..
وعندما يجتمع الناس جميعاً في الأروقة ، فإن الملك يُعطي إشارة وهو جالس على كرسيه الملكي محاطاً برجال البلاط ، ثم ينفتح الباب من تحته في الحلبة فيخرج منه الشخص المتهم ويمشي إلى داخل
حلبة المدرج
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وفي الجهة المقابلة أمامه مباشرةً ضمن ذلك الحيز المدور المغلق يظهر بابان متشابهان قرب بعضهما تماماً ، وكان من واجب الشخص الخاضع للمحاكمة ( وحقه أيضاً ) أن يمشي فوراً باتجاه البابين وأن يفتح واحداً منهمـــا .
وبإمكانه فتح أي باب يريد ، ولم يكن هناك شيء يرشده أو يؤثر فيه سوى تلك المصادفة النزيهة التي لا يمكن التدخل فيها ، فإذا فتح أحدهما سيخرج منه { نمرُ جائع} وهو أشد الحيوانات التي يُمكن العثور عليها افتراساً وقسوةً ، وسيثب عليه في الحال ويقطعه إرباً كعقاب له على ما اقترفت يداه .
وفي اللحظة التي يتم فيها الحكم على الجريمة المرتكبة ، تُقرع أجراس حديدية كئيبة الصوت ويعلو نحيباً من أشخاص جُلبوا خصيصاً للتفجع يقفون على الطرف الخارجي من الحلبة ، وينزل الناس جميعاً مطأطئين رؤوسهم وقلوبهم حزينة ، ويتخذون سبيلهم ببطء صوب بيوتهم ، وهم يند وبون حظ ذلك الشاب الطيب ، أو ذلك الشيخ الوقور الذي لا يستحق ذلك المصير البائس الذي تلقاه ..
لكن إذا فتح المتهم الباب الآخر ، تتقدم منــــــــــه سيدة[ مناسبة لعمره ومركزه] قام جلالة الملك نفسه باختيارها من أفضل رعاياه ، فيتم تزويجهـــــا لــه فوراً كمكافأة على براءته ، ولا يهم البتّة إن كان متزوجاً سابقاً ولديه عائلة أو كانت ميوله منصبّة على شيء آخر خاص بــــه .
ولم يدع الملك مثل هذه الترتيبات أن تحول دون تحقيق خطته العظيمة في العقاب والمكافأة ، ويجري الاحتفال على الفور في الحلبة شأنه شأن الأمور الأخـــــرى ، وثمة باب آخر في الحلبة تحت رواق الملك ، يخرج منه كاهن تتبعه فرقة من المنشدين وبنات يرقصّن على أنغام صداحة تُعزف من أبواق ذهبية اللون ، يتقدمن جميعاً إلى المكان الذي تقف فيه السيــــدة والرجل جنباً إلى جنب .
وبفرحِ تجري مراسم الزواج على الفور ، وتُقرع الأجراس النحاسية انتهاجاً ثم يطلق الناس صيحات الفرح ، ويتقدم الرجل مصطحباً عروسه إلى منزله والأطفال أمامه ينثرون الورود في طريقـــــــه .
كانت هذه الطريقة الملكية شبه الهمجية في تحقيق العدالة والإنصاف الكامل فيها واضح ، لم يكن للمجرم أن يعرف من أي باب ستخرج السيّـــــــــدة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كما أنه يفتح الباب الذي يرغب به ، دون أن يكون لديه أية فكرة أنه في اللحظة التالية سيلتهمه حيوان مفترس أم سيتزوج .!!
وكان النمر يخرج في بعض المرات من باب وأحياناً أخرى من الباب الثاني ، فالقرارات المتخذة ليست عادلة فحسب ، لكنها حاسمة على نحو ايجابي في كلتا الحالتين ، وتتم معاقبة الشخص المتهّم في الحال أن وجد نفسه مذنباً ، ومكافأته على الفور إن كان بريئاً ، سواء أحب المكافأة أم لا ، إذ ليس هناك مهرب من أحكام حلبة الملك ..
كان هذا القانون معروفاً كثيراً لدى الجميع ، وحين يجتمع الناس مع بعضهم في يوم من أيام المحاكمة العظيمة ، فإنهم يتساءلون إن كانوا سيشهدون مذبحة دموية أم عرساً بهيجاً . وقد أعطى عنصر الغموض هذا إثارة لهذه المناسبة والتي من دونه لم يكن لهـــا أن تحدث . وعليه كانت الجماهير تستمتع وتُسر بالحفلة ، وكان الجزء المثقف من هذا المجتمع لا يستطيع أبداً أن يوجه اتهامه بعدم إنصاف هذه الطريقة في المحاكمة ، أوٌ ليست المسألة برمتهّا في يد الرجل المتهم ..؟؟؟!!!
كان لدى الملك شبه الهمجي { ابنة نضرة الجمال } مثلهـــــا مثل خيالاتـــه الوردية ذات روح متقدة وآمرة مثل أبيها . وكما هي الحالة في مثل هذه الحالات ، كانت البنت عزيزة في نظر والدهـــــــــا إذ أحبهــا أكثر مما يُحب البشر جميعاً . [ وكان ثمة شاب ضمن رجال البلاط يتمتع بطبيعة نبيلة ، لكنه من طبقة فقيرة ، يشبه أبطال قصص الحب والفروسية الذين يقعون في حب الأميـــــرات ..
هـــــــامت الأميرة حباً بهذا الشاب وأعجبها لأنه ذو وسامة وشجاعة إلى درجة أنهما لا توجدان عند غيــــــره في المملكة كلهـــا { طبعاً في نظرها } ..
وقد أحبته بغيرة فيها من التوحش ما يكفي كي يجعل هذا الحب متقداً وقوياً . استمر هذا الحب بسعادة لعدة شهور ، إلــــــــــــى أن أكتشف الملك يوماً هذه العلاقـــــــــة ، فلم يتردد أو يتوان في أن يقوم بما عليه القيام به ، فأرسل الشاب مباشرةً إلى السجن ، وتم تحديد يوم من أجل محاكمته في الحلبة المخصصة لذلك ، وشكّل هذا بالطبع ( مناسبــــــة لها خصوصيتهــــا ) فقد كان جلالته وشعبه أيضاً مهتمين كثيراً بالإجراءات والتطورات التي ستحدث في هذه المحاكمة . أذ أنه لم يحدث شيء كهذا من قبل [ قصة حب ابنته ] فلم يكن ليتجرأ رجل من العامة على الشروع في
علاقة حب مع ابنة الملك ،.. بعد ذلك بسنين طويلة أصبحت علاقات كهذه أموراً عاديّة ، لكن في ذلك الزمان ، كانت أمراً جديداً ومرعباً ..
جرى البحث في أقفاص النمور الموجودة في المملكة عن أكثر الوحوش شراســــــــــــةً وقسوةً ، وتم اختيار أشدّها افتراساً ليدخل إلى الحلبة . كما جرى التحري عن أكثر البنات رفعةً في المنزلة والجمال كي يجدها الشاب عروساً مناسبة له في حال { لم يحدد القدر له مصيراً آخــر غير هذا ..
وكان كل شخص بالطبع يعرف أن الفعل الذي أُتهّم فيه هذا الشاب قد أُقترف فعلاً ...
لقد أحب الشاب الأميرة ، ولم يقم هو ولا هي ولا أي شخص آخر بنكران تلك الواقعـــة . بيد أن الملك لم يكن يفكر في السماح لواقعة مثل هذه أن تحول دون القيام بإجراءات المحاكمة ، والتي كان يشعر من خلالها بسعادةِ ورضا عظيمين . ومهما كانت نتائج المحاكمة فإنه سيتم التخلص من الشاب ، وإن الملك سيكون سعيداً وهو يشاهد سير الأحداث التي ستقرر إن كان الشاب مذنباً أم لا في السماح لنفسه أن يُقيم علاقة حب مـــــــــــــــــــــــــع الأميرة
كان هناك في قديم الزمان ملك أشبه ما يكون بمتوحش ، يتمتع بخيال واسع ،وسلطة ليس بمقدور أحد مقاومتهــا ، وكانت خيالاته تتحول إلى واقع بمجرد أن يصدر أمراً بذلك ، وكان على الدوام لا يستشير أحداً ، فعندما يقرر في نفسه القيام بشيء ، فإن ذلك الشيء يُنجز فوراً ..
وحين يجري كل شيء كما يريد يعتدل مزاجه ويغدو لطيفاً ، لكن عندما يحدث عائقاً ما أو مشكلة صغيرة ، فإنه يًصبح معتدل المزاج ولطيفاً أكثر ، وذلك لأن لا شيء يسعده أكثر من تقويم السلوك المعوج ، وهدم الأماكن غير المنتظمـــة ..
ومن ضمن الأفكار الغريبة التي خطرت له فكرة الحلبة العامة ، التي كانت تجري فيها عروض مظاهر شجاعة رجولية وأعمال وحشية ، والتي من خلالها أصبحت عقول الرعايا مهذبة ومتحضرة !! لكن حتى هنا فإن ذلك الخيال الواسع والمتوحش كان يًثبت نفسه ، فالمدرج الكبير بأروقته الدائرية وأقبيته الغامضة وممراته الخفية ، هو الوسيلة التي تتحقق بها العدالة الخيالية حيث يُعاقب المجرم ويكافئ البريء ، بمقتضى المصادفة غير المنحازة ، التي لا يُمكن أن يفسدها شيء .
وعندما يُتهم شخص بجريمة فيها ما يكفي لإثارة انتباه الملك ، يصدر إعلان عام أنه في يوم محدد سيتحدد مصير ذلك الشخص ، المتهم في الحلبة التي خصصها الملك لهـــذا الغرض ..
وعندما يجتمع الناس جميعاً في الأروقة ، فإن الملك يُعطي إشارة وهو جالس على كرسيه الملكي محاطاً برجال البلاط ، ثم ينفتح الباب من تحته في الحلبة فيخرج منه الشخص المتهم ويمشي إلى داخل
حلبة المدرج
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وفي الجهة المقابلة أمامه مباشرةً ضمن ذلك الحيز المدور المغلق يظهر بابان متشابهان قرب بعضهما تماماً ، وكان من واجب الشخص الخاضع للمحاكمة ( وحقه أيضاً ) أن يمشي فوراً باتجاه البابين وأن يفتح واحداً منهمـــا .
وبإمكانه فتح أي باب يريد ، ولم يكن هناك شيء يرشده أو يؤثر فيه سوى تلك المصادفة النزيهة التي لا يمكن التدخل فيها ، فإذا فتح أحدهما سيخرج منه { نمرُ جائع} وهو أشد الحيوانات التي يُمكن العثور عليها افتراساً وقسوةً ، وسيثب عليه في الحال ويقطعه إرباً كعقاب له على ما اقترفت يداه .
وفي اللحظة التي يتم فيها الحكم على الجريمة المرتكبة ، تُقرع أجراس حديدية كئيبة الصوت ويعلو نحيباً من أشخاص جُلبوا خصيصاً للتفجع يقفون على الطرف الخارجي من الحلبة ، وينزل الناس جميعاً مطأطئين رؤوسهم وقلوبهم حزينة ، ويتخذون سبيلهم ببطء صوب بيوتهم ، وهم يند وبون حظ ذلك الشاب الطيب ، أو ذلك الشيخ الوقور الذي لا يستحق ذلك المصير البائس الذي تلقاه ..
لكن إذا فتح المتهم الباب الآخر ، تتقدم منــــــــــه سيدة[ مناسبة لعمره ومركزه] قام جلالة الملك نفسه باختيارها من أفضل رعاياه ، فيتم تزويجهـــــا لــه فوراً كمكافأة على براءته ، ولا يهم البتّة إن كان متزوجاً سابقاً ولديه عائلة أو كانت ميوله منصبّة على شيء آخر خاص بــــه .
ولم يدع الملك مثل هذه الترتيبات أن تحول دون تحقيق خطته العظيمة في العقاب والمكافأة ، ويجري الاحتفال على الفور في الحلبة شأنه شأن الأمور الأخـــــرى ، وثمة باب آخر في الحلبة تحت رواق الملك ، يخرج منه كاهن تتبعه فرقة من المنشدين وبنات يرقصّن على أنغام صداحة تُعزف من أبواق ذهبية اللون ، يتقدمن جميعاً إلى المكان الذي تقف فيه السيــــدة والرجل جنباً إلى جنب .
وبفرحِ تجري مراسم الزواج على الفور ، وتُقرع الأجراس النحاسية انتهاجاً ثم يطلق الناس صيحات الفرح ، ويتقدم الرجل مصطحباً عروسه إلى منزله والأطفال أمامه ينثرون الورود في طريقـــــــه .
كانت هذه الطريقة الملكية شبه الهمجية في تحقيق العدالة والإنصاف الكامل فيها واضح ، لم يكن للمجرم أن يعرف من أي باب ستخرج السيّـــــــــدة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كما أنه يفتح الباب الذي يرغب به ، دون أن يكون لديه أية فكرة أنه في اللحظة التالية سيلتهمه حيوان مفترس أم سيتزوج .!!
وكان النمر يخرج في بعض المرات من باب وأحياناً أخرى من الباب الثاني ، فالقرارات المتخذة ليست عادلة فحسب ، لكنها حاسمة على نحو ايجابي في كلتا الحالتين ، وتتم معاقبة الشخص المتهّم في الحال أن وجد نفسه مذنباً ، ومكافأته على الفور إن كان بريئاً ، سواء أحب المكافأة أم لا ، إذ ليس هناك مهرب من أحكام حلبة الملك ..
كان هذا القانون معروفاً كثيراً لدى الجميع ، وحين يجتمع الناس مع بعضهم في يوم من أيام المحاكمة العظيمة ، فإنهم يتساءلون إن كانوا سيشهدون مذبحة دموية أم عرساً بهيجاً . وقد أعطى عنصر الغموض هذا إثارة لهذه المناسبة والتي من دونه لم يكن لهـــا أن تحدث . وعليه كانت الجماهير تستمتع وتُسر بالحفلة ، وكان الجزء المثقف من هذا المجتمع لا يستطيع أبداً أن يوجه اتهامه بعدم إنصاف هذه الطريقة في المحاكمة ، أوٌ ليست المسألة برمتهّا في يد الرجل المتهم ..؟؟؟!!!
كان لدى الملك شبه الهمجي { ابنة نضرة الجمال } مثلهـــــا مثل خيالاتـــه الوردية ذات روح متقدة وآمرة مثل أبيها . وكما هي الحالة في مثل هذه الحالات ، كانت البنت عزيزة في نظر والدهـــــــــا إذ أحبهــا أكثر مما يُحب البشر جميعاً . [ وكان ثمة شاب ضمن رجال البلاط يتمتع بطبيعة نبيلة ، لكنه من طبقة فقيرة ، يشبه أبطال قصص الحب والفروسية الذين يقعون في حب الأميـــــرات ..
هـــــــامت الأميرة حباً بهذا الشاب وأعجبها لأنه ذو وسامة وشجاعة إلى درجة أنهما لا توجدان عند غيــــــره في المملكة كلهـــا { طبعاً في نظرها } ..
وقد أحبته بغيرة فيها من التوحش ما يكفي كي يجعل هذا الحب متقداً وقوياً . استمر هذا الحب بسعادة لعدة شهور ، إلــــــــــــى أن أكتشف الملك يوماً هذه العلاقـــــــــة ، فلم يتردد أو يتوان في أن يقوم بما عليه القيام به ، فأرسل الشاب مباشرةً إلى السجن ، وتم تحديد يوم من أجل محاكمته في الحلبة المخصصة لذلك ، وشكّل هذا بالطبع ( مناسبــــــة لها خصوصيتهــــا ) فقد كان جلالته وشعبه أيضاً مهتمين كثيراً بالإجراءات والتطورات التي ستحدث في هذه المحاكمة . أذ أنه لم يحدث شيء كهذا من قبل [ قصة حب ابنته ] فلم يكن ليتجرأ رجل من العامة على الشروع في
علاقة حب مع ابنة الملك ،.. بعد ذلك بسنين طويلة أصبحت علاقات كهذه أموراً عاديّة ، لكن في ذلك الزمان ، كانت أمراً جديداً ومرعباً ..
جرى البحث في أقفاص النمور الموجودة في المملكة عن أكثر الوحوش شراســــــــــــةً وقسوةً ، وتم اختيار أشدّها افتراساً ليدخل إلى الحلبة . كما جرى التحري عن أكثر البنات رفعةً في المنزلة والجمال كي يجدها الشاب عروساً مناسبة له في حال { لم يحدد القدر له مصيراً آخــر غير هذا ..
وكان كل شخص بالطبع يعرف أن الفعل الذي أُتهّم فيه هذا الشاب قد أُقترف فعلاً ...
لقد أحب الشاب الأميرة ، ولم يقم هو ولا هي ولا أي شخص آخر بنكران تلك الواقعـــة . بيد أن الملك لم يكن يفكر في السماح لواقعة مثل هذه أن تحول دون القيام بإجراءات المحاكمة ، والتي كان يشعر من خلالها بسعادةِ ورضا عظيمين . ومهما كانت نتائج المحاكمة فإنه سيتم التخلص من الشاب ، وإن الملك سيكون سعيداً وهو يشاهد سير الأحداث التي ستقرر إن كان الشاب مذنباً أم لا في السماح لنفسه أن يُقيم علاقة حب مـــــــــــــــــــــــــع الأميرة