سقراط بن سفرنيقوس، ولد في أثينا حـوالي469 ق. م، كـان والـده يشـتغل فـي صـناعة التماثيل،
اشتغل سقراط في صباه بصناعة والده، ثم توجه إلـى الفكـر الذي أغرم به، واشتغل بالجدل والحوار،
وإثارة المشاكل الفكرية، والشكوك في نفـوس الناس حول القضايا التي أثارها السوفسطائيون.
وقد كان سقراط حكيمًا، امتاز بسرعة الفهم وحدة الذهن، وحضور البديهة والبراعة في إخفاء سخريته،
وطبع بمزيج غريب من الـتحكم فـي الـنفس، والمهـارة والحماس وبراعته في المناقشات،
والدقة في كشف خداع الناس له.
ولقد ذاع صيت سقراط، واشتهر أمره في زمانه، ورغم ذلك تألَّب الناس عليه لأنه نهى الرؤساء في زمانه عن الشرك
وعبادة الأوثان، فاتهموه بالإلحـاد وإنكـار آلهـة اليونان، والدعوة إلى آلهة جدد، وإفساد عقول الشباب،
نتيجة ذلك قُدِّم للمحاكمة؛ فحكـم عليه بالإعدام بسقايته سم الشوكران، مات وعمـره سبعين سـنة 399 ق.م.
في أحد الأيام صادف الفيلسوف العظيم سقراط أحد معارفه
الذي جرى له وقال له بتلهف: "سقراط،أتعلم ما سمعت عن أحد طلابك؟"
"انتظر لحظة" رد عليه سقراط
"قبل أن تخبرني أود منك أن تجتاز امتحان صغير يدعى امتحان الفلتر الثلاثي
""الفلتر الثلاثي؟"
"هذا صحيح"
تابع سقراط:"قبل أن تخبرني عن طالبي لنأخذ لحظة لنفلتر ما كنت ستقوله
. الفلتر الأول هو الصدق،هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح؟
""لا" رد الرجل،"في الواقع لقد سمعت الخبر و…""
حسنا
"قال سقراط،"إذا أنت لست أكيد أن ما ستخبرني صحيح أو خطأ
. لنجرب الفلتر الثاني، فلتر الطيبة.هل ما ستخبرني به عن طالبي شيء
طيب؟"
"لا،على العكس…"
"حسنا
"تابع سقراط"
إذا ستخبرني شيء سيء عن طالبي على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح؟
"بدأ الرجل بالشعور بالإحراج.
تابع سقراط:"ما زال بإمكانك أن تنجح بالإمتحان
،فهناك فلتر ثالث - فلتر الفائدة. هل ما ستخبرني به عن طالبي سيفيدني؟"
"في الواقع لا."
"إذا" تابع سقراط"
إذا كنت ستخبرني بشيء
ليس بصحيح
ولا بطيب
ولا ذي فائدة أو قيمة،
لماذا تخبرني به من الأصل؟
فهزم هذا الرجل وأهين
فاعلم أخي أن الله أمرك قبل سقراط بأن لا تنقل إلا ماهو صحيح وطيب وذو فائدة!!
قال تعالى :
((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما
فعلتم نادمين))
صــدق الله العظيــــم