بعد يوم شاق في العمل، يصبح السهرعنواناً للترفيه. فنضع كل هموم النهار جانباً لنستمتع بأمسيتنا. ثم نستيقط في
اليوم التالي مرهقين، وعلى الرغم من ذلك نقول «لا يهمّ، أعوّض عما فاتني من ساعات النوم لاحقاً». لكن للمساومة على
النوم انعكاسات سلبية على الصحة، وخاصة على القلب.وقام الباحثون في مدرسة ووروك للطب في بريطانيا، في دراسة نشرت
في الصحيفة الأوروبية للقلب، بربط المشاكل الصحية الرئيسية بالنوم غير المنتظم. وقال الأستاذ الذي أعدّ الدراسة
فرانشسكو كابوتشينو إن «الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات ليلاً، ويكون نومهم مضطرباً، هم أكثر عرضة بنسبة 48 في
المئة للإصابة بأزمات قلبية قد تؤدي إلى الوفاة، ويكونون معرضين للموت بأزمات قلبية أكثر بنسبة 15 في المئة من
الأشخاص الذين ينامون بانتظام».
ويقول مدير مركز الأبحاث المتعلقة بالنوم في جامعة لوفبورغ الأستاذ جيم هورن إن مفتاح النوم الهانئ مدته ست
ساعات «أساسية» على الأقل في كل ليلة، أي عندما تكون الساعات الخمس الأولى عميقة. ثم يقول هورن إن «النوم الأساسي
يمهّد تدريجياً لما قد أسمّيه النوم «الاختياري» الذي يمتدّ حتى الصباح. فبعد ست ساعات من النوم المريح، غالباً ما
تنتهي مرحلة النوم الأساسي». لكنه يشير إلى أن فكرة المدة «المثالية» للنوم هي أسطورة، لأنها تختلف بين شخص وآخر.
ويشير هورن إلى أن بضعة أيام من النوم غير المنتظم لا تعني أن الشخص سيُصاب حتماً بأزمات أو نوبات قلبية. أما بشأن
الأشخاص الذين يعانون من الأرق فمن الأفضل ألا يلتزموا أسرتهم، بل أن يقوموا بأمور مشتتة ومحفزة للذهن في الوقت نفسه.