قبلت روحها البريئة جسدها المعذب و إلى السماء حلقت لتجوب الجنة طولا وعرضا طيرا من طيورها , تنظر إلينا ونحن
نكتب , نتألم , نبكي , وهي تبتسم.
في صباح اليوم الثلاثاء , في قسم العناية المشددة بقي جسد " ريم " مسجى وبارد , يتفجر بمئات الجروح " العاتبة " .
جروح أثقلت جسدها حفرتها يد " الحيوانية " و " القسوة " و كل ما يتنافى مع القيم الدينية و الانسانية و الرحمة و
الأخلاق .
جروح كانت تتسلى بها " زوجة أبيها " , و الوالد يراقب , تراه كان يستمتع و يتسلى أيضا .
زجوا بها في زريبة الدواب لتأكل وتنام معها , تعذيب وحرق بالسجائر و اقتلاع الأظافر و .. ومؤخرا علمنا أن " سيخا
حاميا " كان ينهش لحم ريم الطري , و عندما يراد لها أن تجوع كان السيخ يشوي لسانها الذي ماعرف طعم " السكاكر "
يوما .
تحقيق غريب غرابة أن " يدبدب " على وجه أرض سورية مثل هكذا أب وزوجة , كان التحقيق قزما هزيلا أمام معاناة ريم
التي أسدلت في نهايتها الستار على ملحمة عذاب تديننا جميعا .
التحقيق نشر بعنوان " كانت تأكل وتنام مع الدواب .. ريم ابنة الخمس سنوات تتعرض للتعذيب والحرق بالسجائر واقتلاع
الأظافر على يد زوجة " أب " وبعلمه " , حيث شهد ضغطا كبيرا في الساعات الأولى لنشره لـ جهة القراءات والتعليقات ,
كنا نود أن نحملها لـ ريم ونقول لها " لا تحزني .. فالناس كل الناس يحبونك " .
و أما الآن , ريم ماتت , و لا نقول إلا أن القلب ليخشع و العين لتدمع و إن على فراقك يا ريم لـ محزونون
وقال خال الطفلة أنه سمع من إخوتها أولاد زوجة الأب , أنها تأكل من أكل الدواب وتنام معهم , الأمر الذي دفع خال
الطفلة إلى تقديم معروض للمحامي العام , الذي أمر بإسعافها وفتح تحقيق بقسم الشرطة المختص بالحالة .
و كانت وصلت الطفلة ريم برفقة خالها للمشفى الوطني في حمص , بحالة يرثى لها حيث أدخلت على الفور قسم العناية
المشددة .
عكس السير تابع حالة ريم منذ اللحظات الأولى من وصولها إلى المشفى , وكنا نود أن نقبل وجنيتها الدافئة , إلا أن
البرود كان أقوى و أقسى , و أكثر سطوة .
الطبيب الشرعي "سميح عودة " أوضح لـ عكس السير أن سبب الوفاة هو متلازمة الشدة التنفسية عند الأطفال ARDS وذلك
نتيجة التكدم الرئوي وتدمي الصدر الناتج عن رضوض عنيفة سابقة على الصدر والإضلاع حيث أخذت الطفلة بالنزف من الاسناخ
الرئوية وتم رشق كمية كبيرة من الدماء عبر الانيوب الرغامي .
وبدوره , قال الدكتور " أوس صالح " بقسم العناية الإسعافية حدث لها نقص اكسجة بنسبة 50% لمدة تزيد عن 5 ساعات كان
ختامها توقف القلب حيث إنها كانت موضوعة على المنفسة ( جهاز التهوية الآلية ) وحاولنا إنعاش المريضة بكل الطرق
الممكنة لمدة تزيد عن النصف ساعة دون أي استجابة من الجهاز القلبي .
و صرخة بوجه والدها و زوجته : هل ارتحتم الآن , أنتم "نشاز "في أغنية الحميمية و الدفئ التي تشدوها العوائل
السورية , و في التحقيق السابق كانت للتعليقات الورادة المنشور منها وما كان قاسيا لم ينشر , أجمع القراء أنكم "
قتلة " , و أخيرا , ريم تحت التراب "تحيا ", و أنتم فوقه " ميتون " .
ريم رحمك الله ورحمنا .
و أخيرا تبقى هذه المأساة طارئا على مجتمعنا , لن ولم تتحول إلى ظاهرة وهذا أمنية برسم كل المؤسسات الدينية و
الاجتماعية و التربوية و الثقافية و .... برسم المجتمع السورية كله .
--------------------------------------------------------------------------------