سيدي الحرامي !!
نظراً لغيابي برفقة العائلة الكريمة خلال الفترة القادمة، فيسرني ويسعدني أن أوجه لكم هذا الخطاب الأخوي
الصادق راجياً من العلي القدير أن يكون محل عطفكم واهتمامكم.
سيدي الحرامي!! أنا أعلم أنكم تحملون من النبل الشيء الكثير، ولذلك لا يتجاوز طموحكم اسطوانة غاز
أو هاتف جوال أو كمبيوتر محمولا أو البقية الباقية من حلي المرأة بعد أن باعته من أجل من يستحق ومن
لا يستحق، بينما غيركم من الزملاء يسرق آلاف اسطوانات الغاز ومئات الكمبيوترات المحمولة وملايين
سبائك الذهب ولا يسمى حراميا، بل يلقب بألقاب تدغدغ المشاعر وتأخذ بالألباب!!
سيدي الحرامي!! كان بودي أن أترك لكم جميع الأبواب مفتوحة، ولكن خوفاً من الحيوانات الضالة وغيرها
فقد اضطررت لإغلاق الأبواب وأنا بأشد الخجل من سيادتكم، لذا متى ما قررتم – بحول الله – القفز فوق
الأسوار وأخذ الجولة السنوية المعتادة فلي عندكم ثلاثة طلبات راجياً من الله ثم منكم أن لا تردوني خائباً.
أولاً : تعلمون – حفظكم الله – أن التركيز سر النجاح لذا أرجوكم ثم أرجوكم أن تركزوا أثناء قيامكم
بمهمتكم، وتأخذوا الأشياء التي ترون أنها تنفعكم فقط، فليس هناك مصلحة في إتلاف الأشياء الثابتة، أو
العبث بالعفش، أو إعادة ترتيب بعض الغرف.
وكبيان لحسن النية أقدم لكم هذا الكروكي السريع للبيت، فغرفة النوم تجدونها في الدور العلوي، الجهة
اليمنى، ثالث باب على اليسار، وقد تركنا لكم الباب مفتوحاً، عموماً لن تجدوا فيها ما يسركم، طبعاً أنتم
عارفون من العام أن ما فيه ذهب، أما الإكسسوارات فقد أخذتها أم العيال، مثلك عارف ظروف حفلات
الزواج وضرورة حضورها.
تجد أيضاً في الجهة المقابلة غرفة الأولاد، وهذه إن دخلتها فلا أظنك ستخرج حتى نهاية الإجازة، فهي متاهة بحق.
بقي ماذا؟
بقي المطبخ ! اسطوانة الغاز وضعناها أمام الباب مباشرة، لأني استحييت أن يضيع تعبكم هباء، فقلت على
الأقل تأخذون الاسطوانة ولو كتذكار، أما الثلاجة فلا أذكر إلا أن فيها نصف ليمونة وزبادي منتهيا تاريخه أرجو أن تحذر منه.
كما أرجوكم – سيدي – أن تعملوا بهدوء وبلا خوف أو وجل، فلدي قناعة كبيرة أنه لن يعكر صفو جولتكم
أحد، دوريات الشرطة لن تروها أبداً في حينا، أنا نفسي لم أر هذه الدوريات إلا في الأفلام أو قريباً من
الأحياء التي يسكن فيها مدير الشرطة.
أما الجيران فهؤلاء البقية في حياتكم، أنا لا أعرف أحداً منهم منذ سكنت البيت قبل سنوات.
ختاماً سيدي الحرامي!!
أحب أن أشكر لكم مشاعركم الجيّاشة، التي قد تعبرون عنها بكتابات معبرة على الجدران، تشرحون فيها
دوافعكم ومسبباتكم، ولكن لأني مقدر لظروفكم وعالم بما يدفعكم لهذا الطريق، فإني أرجو ألا تكتبوا شيئاً
لأني لا أملك قيمة الصبغ .
سدد الله أمركم، وأيقظ سبات كل عين.