أَعْطِني الحُب
أعطِنيـه
أعْطِني ما مُحْتَواهُ أنا و أنت
و صَهيل نفَحـات العِطـْـر
و انسِكـاب آهـات الخمـْر
و مفْهـوم طَلاسـِـم السّحـْـر
يا لُغـْـزاً أحْبَطَ حِيَلـي
يا عَقْلي و جُنوني
و بَعثـرتي و سكوني …
أعْطِني أيامـاً ما فَـَتِئت ساعاتي تحلُم بهـا
و لحظـات جاءت الثواني للوجـود من أجلِهـا
و زمَنـاً يمتَدّ من حـُدود اللحظة التي انشقّ منها البشـرْ
إلـى فـَرحَة السّمــاء بوُجود القَمـَـرْ ..
أعطِني الحـب
فقط الحـُب ، لا أطلُب أكثـَـر
و سأهمِس في أذنيك ببعض أسراري
و أخبرك عن هِواياتي
و مُغامراتي و طُفولتي
و أهديـك الأبجديّة من الألف إلى الياء
و أعلّمُك كيف يؤدّي الشّعْر إلى الهاويـَـة
و كيفَ تغدو بدوني معـيْ
و كيفَ الحُبّ يشْتَهي جَسَدَ الإنسانْ ..
أعْطِني وَطَني الذي أضاعَ خارطتَهُ على اليابِسـة
و استَوطَن دمكْ ، أوْ خـَـوّلْ لمشاعِري
مُهمّة التّزامُن معَ خلاياك لأجلِ الحياة
فالشمس لا تُنجِب الضوء إلاّ عندَما تتلو أوْردتَنا
فاتِحـَـة العِناق ..
و النّجوم لا تتلألأ إلا عندَما نوقِـدُ شموعنـا
و نُنبثُ على شِفاهِها ألفـَ مَساءٍ و مسـاءْ ..
و البحْر لا يعود إلى رُشدِه إلاّ حينَ نسرق
المِلح من لُبّه و نتَراشقه قطَرات عِند كل لقاء ..
أعطِني الحُب ، فلا سِواه يوقظُ إنسانيتي
و يُنسيني نكباتي
و يلعق ذنوبك في عبراتي
و يجعلُني أهديك لا شعورياً حروفَ الهجاء
أعطني أنتَ كما أعطَيتَني إياكَ رُغما عنك
ففيكَ من الباقي ما يستَحقّه طموحي
و لك ، تحت جلْدي من الظلال ما يصبو له تاريخك ..