اتصل رجل عصابة فار من العدالة بالشرطة طالباً منها إلقاء القبض عليه وسجنه، ورجل العصابة هذا ويدعى باولو أنفوسي ويبلغ 56 عاماً متهم بأكثر من جريمة سرقة وسطو مسلح وابتزاز.
ولم تكن لدى أنفوسي أية مطالب سوى طلب واحد، وهو ان يضع رئيس الوحدات الخاصة القيود حول معصميه. قد يبدو لقارئ هذه السطور ان الرجل شعر بتأنيب الضمير فقرر ان يسلم نفسه، لكن الأمر ليس كذلك.
كل ما في الأمر ان رجل العصابة الخطير كان يعاني الوحدة بسبب هروبه المستمر واختبائه باستمرار عن أعين الناس وعدم التواصل معهم خوفاً من ان يُلقى القبض عليه، فقرر ان يسلم نفسه أملاً بأن يأخذ القانون هذه النقطة بعين الاعتبار، بدلاً من ان تعثر عليه الشرطة بنفسها.
وكانت سعادة باولو بالغة جداً عندما رأى رجال الشرطة فراح يعانقهم فرداً فرداً.
وقال رئيس القوة التي ألقت القبض على رجل العصابة الذي سلم نفسه ان أنفوسي كان يشعر برغبة جامحة بالتحدث مع أي شخص، مشيراً الى ان الرجل أمضى فترة معينة في السجن، وانه على ما يبدو استرجع ذكرياته حين كان سجيناً وشعر انه سيكون في راحة نفسية أكثر فيه.
كما أشار الى ان الاتصال جاء من باولو أنفوسي قبل ساعات من حلول السنة الجديدة، وانه ربما راوده إحساس في هذه اللحظة بالتحديد بوحدة موحشة، دفعته الى الاتصال ليسلم نفسه، لكي يضمن قضاء ليلة رأس السنة برفقة اي كان بدلأً من انت يمضيها وحيداً.
كانت فرحة رجل العصابة الهارب حتى وقت قريب بعيد الميلاد عظيمة، فقرر ان يقدم هدية فريدة من نوعها للشرطة بمناسبة رأس السنة الجديدة امتناناً لاعتقاله، فاعترف بجرائم ارتكبها قبل ان يسلم نفسه بفترة وجيزة، منها سطوه على أحد البنوك، ومحاولتين فاشلتين للسطو على بنكك آخر وعلى كازينو في إحدى المدن المحاذية للحدود الفرنسية.
وربما دفع شعور باولو أنفوسي بالألفة الى التعبير عن رغبته بأن يصبح مواطناً صالحاً، مؤكداً انه سئم ان يكون مجرماً يؤذي من حوله.
الملفت في هذ القصة الغريبة ان أنفوسي لم يأخذ بالحسبان إمكانية إيداعه في سجن انفرادي.