في ليله حالكة الظلام كنت سائرًا علي
شاطئ البحر وجلست أمامه أتحدث بقلبي وليس بلساني قلت له يا بحر أراك دائما هادئ
لطيف لكن أسمع عنك من الناس كثيرًا مما جعلني خائف منك ومن الحديث معك لماذا تجعلهم
يقولون عنك هذا الكلام ويتهمونك كل هذه الاتهامات
فقال لي البحر وقد أبتسم
أبتسامه رقيقة
يا بني
لم أفعل بهم إلا قليل مما يفعلون بي ولكنهم لا يشعرون
ويستغلوني اكثر ويستبيحون خصوصياتي ولا يتركون لي إلا أشياء قليله لأنهم لا يقتنعون
بما وجدو ويريدون المزيد
بني
هؤلاء هم البشر لا يفكرون إلا في أنفسهم ولا
يهتمون بمشاعر أحد أن المشاعر والأحاسيس لدي لكنهم لا يعيرونها أي اهتمام يبحثون عن
الراحة
بني
لا تتعبني بنظراتك الحزينه المليئه بالأسى لأن هذا هو
الواقع
وبنظره حزينه نظرت إلي الليل وجال بخاطري سؤال يابحر أن النجوم تبكي على
رحيل القمر على رحيل شاطئ العشق والغرام
فأجابني وملامح الأسي عليه لقد فاض
بحري من تلك الأكاذيب التي يضحكون على أنفسهم بها حتي إني قد تشبعت من حديث الغزل
هذا لأني لم أري هذه الوعود إلا وهم وسراب حتي غضب القمر بداخلي وأبى حضور لقائاتهم
قال لي يا بني
ها هوالقمر أمامك
إسأله لماذا لم يعد كما كان شمعه تنير ليل العاشقين
فحولت نظري إاليه وسألته
فأجابني
أيها الحائر
إني أري محبوبه تقف في الشرفه تحصي النجوم وحدها وتتذكر لحظاتها مع
حبيبها الذي طالما وعدها بالحب والأمان لكني أراه اليوم يلف يديه على عنق أنثي أخري
ويقول لها نفس الكلام كما كان يقوله لحبيبته السابقه
وأري رجل آخر يجلس علي
ركبتيه يداعب رمال الشاطئ بيديه ويتذكر الليالي التي كان يداعب فيها حبيبته التي
هيه الآن في أحضان غيره تنام بعد أن ركضت وراء المال وتركت العشق والمعشوق
أيها
الحائر
لا تتعبني بتذكر تلك اللحظات المؤلمه فأمثال هؤلاء كثير
أيها
الحائر
لا تسرح في كلماتي فأنا والبحر والليل نري مالا ترونه انتم أيها البشر
وهنا قاطع البحر
القمر
لكي يسألني
أين هيه محبوبتك بني
لماذا
أنتَ هنا وحيداً
ساد المكان سكون رهيب وسالت دموعي حتي وصلت لرمال البحر
ونطق
لساني لأول مره ليقول ووجهي يحمل ملامح الأسي
لقد رحلت معشوقتي رحلت ولا أعلم في
أي مكان هي وهل وجدت محبوب غيري أم لا