القرحة الهضمية مرض واسع الانتشار ، حيث إن 5 – 10 % من الناس يعانون من أعراضها خلال فترة ما من
حياتهم ، وهي تصيب كلا الجنسين وتشاهد في أعمار مختلفة .
ما هو هذا المرض ؟
ما هي أعراضه ؟
وكيف نتعامل معه ؟
وكيف نتعامل معه ؟
ما هي القرحة الهضمية ؟
القرحة الهضمية عبارة عن ضياع في الطبقة المخاطية يمتد إلى الطبقة المخاطية العضلية في
المعدة أو العفج . تصيب القرحة الهضمية المعدة أو العفج بشكل رئيسي .
ولكنها قد تحدث في أماكن أخرى بصورة أقل في حالات غير نموذجية .
هل هناك فرق في نسب الإصابة بين الجنسين ؟
تصيب القرحة الهضمية الذكور والإناث ولكن بنسب متفاوتة بحسب نوعها ، فالقرحة العفجية
تصيب الذكور أكثر من الإناث ، بينما تتساوى النسبة بين الجنسين في حال الإصابة بالقرحة المعدية .
يتراوح العمر الوسطي للإصابة بين 25 – 55 سنة بالنسبة للقرحة العفجية و 40 – 70 سنة
بالنسبة للقرحة المعدية .
لماذا تحدث القرحة الهضمية ؟
عندما يحدث خلل بين عوامل دفاعية مسؤولة عن حماية الغشاء المخاطي وعوامل مؤذية تسبب الأذى
في هذا الغشاء .
تشمل العوامل الدفاعية : المخاط والبيكربونات والجريان الدموي في الغشاء المخاطي
وعملية التجدد الخلوي والبروستاغلاندينات داخلية المنشأ .
أما العوامل المؤذية فهي نوعان :
نوع داخلي:
يشمل التأهب الوراثي وشذوذات إفراز الحمض والبيسين وجزر الصفراء والعصارة المعثكلية
وشذوذات دفاع المخاطية والشدة النفسية ،
أما العوامل الخارجية المنشأ
فتشمل التدخين الذي أكدت الدراسات على وجود علاقة بينه وبين الإصابة بالقرحة ،
حيث ترتفع نسبة الإصابة عند المدخنين من غير المدخنين كما إن هناك علاقة بين كمية اللفائف
المدخنة وانتشار الداء القرحي .
وقد أكدت الدراسات أن الموت الناجم عن الداء القرحي أكثر احتمالاً عند المدخنين المصابين بالقرحة ،
ويكون معدل الشفاء عند المرضى القرحيين المدخنين أقل ، كما تزداد نسبة النكس عند المدخنين
المصابين بالقرحات العفجية .
ومن العوامل الخارجية الأخرى أدوية المفاصل شائعة الاستعمال والعوامل الخمجية ولاسيما جراثيم
الحلزونيات البوابية والمشروبات الحاوية على الكحول والكافئين .
ما هي الأعراض التي يشكو منها المريض المصاب بالقرحة ؟
تختلف الأعراض وتتنوع من مريض إلى آخر ويبقى النموذج الوصفي للشكوى القرحية هو الألم
الفارك الذي يتوضع في المنطقة الشرسوفية وهي المنطقة المتوسطة للقسم العلوي للبطن ،
يتميز هذا الألم بأنه يحدث عند الجوع ويخف بتناول الطعام وقد يوقظ المريض من نومه
وربما يترافق بحرقة أو حموضة وقد يتردد بشكل فصلي أو دوري ، وعملياً قد لا يشكو كل المرضى
من هذا الشكل النموذجي للألم فبعضهم يعاني من التخمة أو عسر الهضم فتشيع الشكاوى الأخرى
مثل الغثيان والقياء وحس الامتلاء والانتفاخ إضافة إلى الألم أو الشعور بالضيق ،
وغالباً ما تبقى الشهية جيدة وخاصة عند مرضى القرحة العفجية الذين يلجؤون إلى زيادة تناول
الطعام لتخفيف ألمهم مما يؤدي إلى زيادة الوزن , بينما الطعام يزيد الألم عند مرضى القرحة المعدية .
ما هي مضاعفات القرحة القرحة الهضمية ؟
ربما تكون القرحة صامتة لاعرضية وتكتشف أحياناً من خلال مضاعفاتها كعرض أولي ،
وتشمل هذه المضاعفات النزف الهضمي أو الانثقاب أو الإنسداد .
كيف نشخص القرحة الهضمية ؟
عندما يراجع المريض طبيبه بأعراض قرحية موجهة أو آلام بطنية شرسوفية مزمنة لا بد من وضع
تشخيص دقيق لكي يكون العلاج ناجعاً .
إن أهم وسيلة تشخيصية في الوقت الحاضر هي التنظير الهضمي العلوي الذي يقدم رؤية مباشرة دقيقة
للغشاء المخاطي للمري والمعدة والإثني عشري ، كما أنه يسمح بأخذ خزعات من المناطق المصابة .
أما الوسيلة التشخيصية الثانية فهي التصوير الظليل للقسم العلوي من الأنبوب الهضمي إلا أن هذه
الطريقة لا تملك دقة وحساسية التنظير . وهي تفوت فرصة تشخيص حوالي 20 % من القرحات ، لذلك يمكن
اللجوء إليها عندما لا يمكن إجراء التنظير الهضمي لسبب طبي أو عندما يرفض المريض هذا الإجراء .
هل القرحة الهضمية مرض قابل للعلاج والشفاء ؟
ربما تكون هناك أفكار غير علمية حول القرحة ومستقبل المريض المصاب بها ،
والكثيرون يعتقدون أن الشخص عندما يصاب بالقرحة فإنه لن يشفى أبداً .
إن هذا الكلام غر صحيح فالقرحة مرض قابل للعلاج والشفاء ، وخاصة عندما يتم تشخيصها بدقة
وإعطاء العلاج المناسب لها .
لقد تطورت الأدوية التي تعالج القرحة الهضمية عبر أجيال من مضادات الحموضة شائعة الاستخدام
إلى مضادات الإفراز ( السيميتدين – الرانيتيدين – الفاموتيدين – النيزاتيدين ) مروراً
بواقيات الجدار ( السوكرالفات ) وانتهاءً بالمجموعة الأحدث وهي مثبطات مضخة البروتون
( أومبرازول – لانسوبرازول – بنتا برازول – رابيبرازول )
تقدم هذه الأدوية على اختلاف أجيالها علاجاً جيداً ونسب شفاء متقاربة ، ويبقى الأفضل بينها الأجيال
الحديثة أي مثبطات مضخة البروتون التي تخلص المريض من الأعراض خلال عدة أيام من استعمالها ،
وتؤدي إلى التئام القرحة وشفائها خلال فترة تتراوح بين 4 – 6 أسابيع في القرحة العفجية
و 6 – 8 أسابيع في القرحة المعدية .
يمكن أن يضاف إلى هذه العلاجات أدوية نفسية للسيطرة على المنشأ العصبي للقرحة ،
كما يمكن أن تضاف إليها معالجات خاصة بجراثيم الحلزونيات البوابية التي تهتم
بلعب دور مهم في الإصابة بالقرحة الهضمية .
ما هو النظام الغذائي الواجب اتباعه عند مريض القرحة الهضمية ؟
إن النظام الغذائي المناسب هو الذي يريح المريض ، بمعنى أنه يجب أن يوصي مريض القرحة الهضمية
بتناول الأطعمة التي لا تسبب له ألماً أو إنزعاجاً بطنياً ، حيث إنه لم يثبت وجود أية فائدة
من اتباع الحميات القاسية التي كانت توصف للمرضى ، ولكن يجب تنبيه المرضى إلى ضرورة التقيد
بالامتناع التام عن التدخين وشرب الكحول والمنبهات التي تحوي الكافئين ولا سيما القهوة ،
كما يجب عدم تناول الأدوية المقرحة وعلى رأسها أدوية المفاصل والأسبرين .
ما هو مستقبل مريض القرحة ؟
يمكن أن تكون القرحة الهضمية عابرة في حياة الشخص ، حيث أنها تحدث كهجمة وحيدة وتشفى بشكل تام ،
وقد تكون ناتجة عن اضطراب بنيوي فتصبح مترددة أو مزمنة ، وعلى أية حال فإن العلاج الطبي للقرحة
يقدم نتائج ممتازة ويسيطر على الألم ، وتندر نسبة المرضى غير المستجيبين للعلاج
ويحتفظ بالحل الجراحي
فقط للاختلاطات التي لا تستجيب للعلاج المحافظ وللحالات المعندة على العلاج الدوائي
والله يديم عليكم الصحة