¤ليس من السهل أن تجد نفسك يوما" مضطرا" لشطب أو حذف إنسان ما من أجندة أيامك¤
تمهل .. قبل أن تفكر بحذف إنسان ما من حياتك
وقبل أن تقرر أن تلغي وجوده من وجودك
أو أن تمسح بقاياه من ذاكرتك
أو أن تمد يدك إلى مساحة من عاطفتك فتطفئ أنوارها
أو تسدل،بأسف،الستائر السوداء على مرحلة من مراحل عمرك
تمهل.. لأنه ليس من السهل
فربما لاتستوعب حياتك بدونه
وربما لاتستيغ الأشياء في غيابه
وربما لا تتقبل الفراغ خلفه
وربما تعاني كثيرا"
وأنت تتنقل بين مراحل مابعد الفراق من ذهول وحزن وحنين..وندم
هذا في حال إذا كان الإنسان المشطوب هو إنسان مهم
ويحتل مساحة مهمة منك وبك
ويمثل مساحات شاسعة من خارطة أحلامك
ويملك قدرة نسفك في حالة غيابه
لكن.. ماذا لو كان هذا الإنسان يندرج فقط في قائمة الأصدقاء؟
هل تمثل الصداقة في حياتنا كل
هذا الحجم والعمق؟
وهل يؤلمك أن تجد نفسك يوما"
مضطرا" لشطب صديق من لائحة أصدقائك؟
وهل تشعر بالأسف إن قمت بهذا؟
بالتأكيد.. هذا يحدده مقدار تفرع الصداقة بك
ومقدار تقييمك لعلاقاتك المحيطة بك ومقدار تقبلك لحياة تخلو من الصداقة
ومقدار قناعتك بأن هناك صداقات لا تستحق الاستمرارية
وأن لكل مرحلة عمرية نوعا" خاصا" بها من الصداقات
قد لا تتكيف ولا تتأقلم مع المرحلة الأخرى من العمر
لا أعلم..
إن كنت كتبت عن الصداقة قبل هذا اليوم أو اني لم افعل ؟؟؟؟؟؟؟
لكن ما يدفعني إلى الكتابة عنها الآن..
والآن بالذات
هو أنني في هذا الصباح
اضطررت إلى حذف صديقة ما من
أجندة صداقاتي
صديقة كنت أراها نقية.. ونقية جدا"
ربما لا تكون هي على هذه الدرجة من النقاء
أو ربما هي هكذا بالفعل
نقية كما كنت أراها قبل عملية الحذف والشطب
لكن.. في مرحلة ما بعد الفراق
تتعرى أمامنا أشياء كثيرة
أشياء لم نكن نتوقف عندها كثيرا"
حين تكون العلاقة على قيد الحياة
وقد لانشعر بالألم عندما نشطبهم
بمقدار مانشعر بالدهشة
الدهشة لرؤية صورة مخالفة لما كنا نراه سابقا
صورة لاتشبههم ولاتشبه إحساسنا
تجاههم
صورة واضحة كالشمس لدرجة
عدم مقدرتنا على فتح أعيننا
لرؤيتها
صورة تعكس حقيقتهم لاعيننا بألم
كالمرآة تحت الشمس
لايهم أن يرحلوا
ولايهم أن يتركوا البقايا خلفهم في حالة دهشة
ولايهم أن يخنقوا الضحكات
أو يسرقوا البسمة عند الرحيل
ولا يهم أن ينكسوا أعلام الفرح خلفهم
ولايهم أن ينسكبوا من الذاكرة كالماء
فالأهم من كل ذلك
هو أن يحرصوا على أن تبقى المساحات خلفهم بيضاء نقية
و قبل أن يرعبنا المساء:
أتمنى ألا يغضب المحيطون بي عند قراءة هذا المقال
لاكتشافهم مواقعهم الحقيقية بي
¥¥و بعد أن أرعبنا المساء:
البعض يمر.. بك
والبعض يمر.. منك