تضافرت جهود قوات المارينز ومجموعة محبة للحيوانات لإنقاذ حمار من واقعه المزرى فى مدينة الفلوجة العراقية، ونجحوا فى إيصاله إلى الولايات المتحدة.
واستغرق الأمر 37 ساعة لوصول الحمار "سموك"، الذى أصبح تميمة حظ وصديق قوات المارينز الذين يعيشون فى محافظة الأنبار منذ ثلاثة أعوام، إلى نيويورك الأسبوع الحالى على متن طائرة شحن من تركيا. وبعد حجز الحمار فى الحجر الصحى لمدة يومين، تم الإفراج عنه يوم السبت الماضى، وبدأ رحلته إلى مدينة أوماها بولاية نبراسكا حيث تم حجزه ليصبح حيوان تجارب.
وبحسب ما نقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن وكالة "أسوشييتد برس"، فإن قصة الحمار تبدأ فى صيف عام 2008 عندما كان يتجول فى معسكر "تقدم"، غرب مدينة الفلوجة الذى كان فى السابق مقر قاعدة جوية عراقية تستخدمها قوات المارينز. وسرعان ما أصبح الحمار ذو اللون الرمادى الدخانى الذى اختطف ذات مرة سيجارة من ضابط مستهتر فى قوات المارينز وأكلها، جزءاً من الوحدة حتى إنه كان يحصل على حزم رعاية وبطاقات. واعتنى أفراد القوات الخاصة به حتى عام 2009 حيث غادروا المنطقة، لكنهم أعادوا "سموك" إلى أحد الشيوخ الذى تعهد برعايته.
لكن أحد أفراد قوات المارينز، وهو الكولونيل المتقاعد جون فولسوم، لم يستطع أن ينسى "سموك"، فقد اعتاد المشى معه يوميا وارتبط به كثيرا. وقال فى مقابلة من خلال مكالمة هاتفية إن التخلى عن "سموك" لم يبد أمرا صائبا. وقرر فولسوم، مؤسس "ووندود واريراز فاميلى سابورت"، وهى إحدى جماعات المصالح التى تعنى بشئون أسر رجال الجيش، أن يعرف ما إذا كان إحضار "سموك" إلى الولايات المتحدة ليصبح حيوان تجارب، ممكنا أم لا. وتبين أن إحضار "سموكط إلى الولايات المتحدة أصعب مما تخيل فولسوم. فى البداية، طلب الشيخ 30 ألف دولار مقابل التخلى عن الحمار الشهير، لكنه تراجع عن الطلب فى ما بعد. ثم ظهرت مشكلة البيروقراطية التى تتسم بها إجراءات نقل "سموك" من خلال رحلة طولها 7 آلاف ميل، واشتملت تلك الإجراءات على تحاليل دم وشهادات واستمارات صحية من الجمارك ومسئولين فى الزراعة والخطوط الجوية