لماذا أنت حزين يا أخي؟
الحياة لم تجلب سوى بضعة أيام سعيدة في سلـّتها
التي ستفرغ محتوياتها يوماً بين يديّ الموت الباردتين
فاستقبلها كل لحظة بوهج قلبك الدافئ
قبل أن يُظلم الليلُ وجهَها ويغلفه بصمت القبور.
لماذا أنت منزعج يا أخي؟
فيد الله العادلة تجود مجاناً بثروة الهواء والنور
على السعداء والبائسين، بنفس المقدار!
بأي مبلغ يمكن شراء ذهب ساعات الغروب
أو أغاريد الطيور في خميلة الصباح؟
فإن أساء أحدهم فهمنا، ألا يمكننا مسامحته
إكراماً لهدايا الصفح التي نحصل عليها
من الفجر حتى الفجر؟
لماذا أنت خائف يا أخي؟
هلا وزنتَ دموعك وابتساماتك
أو أحزانك ومسرّاتك
في ميزان الحياة؟
أليس وجه النهار أكثر إشراقاً
من حجاب الليل؟
أليست بسمات الأطفال أكثر سحراً
من دموعهم القليلة ومن بكائهم؟
فابتسم يا أخي ما دام النهار ضيفاً على بابك،
لأنه عندما يحل الظلام ويخيم الليل
ستغمض الزهور أعينها
وستغفو الطيور المغردة
على سرير النسيان.
إن أردت التحكم بسير حياتك
واجه الواقع.. فالهروب لا يجدي نفعاً
ولا تجاهل المشكلات يحلـّها.
اعرف مقدار قدرتك ومدى مسؤوليتك.
لا تسمح للهم بالسيطرة عليك
فهو عادة فكرية سيئة ومضرّة بالصحة.
الهمّ يموّه ذاته.. فيأتي بصورة الواجب
لكن أساسه الخوف
والخوف يسمم العقل والجسم معاً.
تطلع إلى الأمام.. كن متفائلاً
فنجاحك غير مرتبط بأحداث السنة الماضية
ولا بما سيحصل هذا العام..
إسأل نفسك ما ستكون عليه بعد خمس أو عشر سنوات من اليوم.
طبعاً الجواب يتوقف عليك.
واصل العمل.
تجلـّد ولا تفقد عزيمتك
فتسعة أعشار الشجاعة تكمن في قوة الإحتمال.
فكّر أفكاراً إيجابية.
لا يمكننا وقف التفكير
لكن باستطاعتنا تغيير مسار تفكيرنا
والتحكم بسير حياتنا.
***
أحيانــــــــــاً...
أحياناً أسير على الدروب
وأتفرس في عيون من أقابلهم..
فأرى وجوهاً تبدو خالية من أي هَم
وأرى بعض وجوه حفرت أعباءُ الحياة
على صفحتها خطوطاً يصعب محوها.
قد لا أتمكن من معرفة قصص أحزانها..
قد يكون طائر الحب هجر روضتها
بعد أن كان يرفرف فوق رياحينها والورود..
أرى معرضاً لا ينتهي من الوجوه
بشتى النظرات والتعبيرات..
كلها تمرّ أمامي في مراجعة سريعة خاطفة.
أجل.. فمشاهد الحياة، بفصولها وأطيافها وأسرارها
دائمة العرض على شاشة الوعي
يعاينها المبصرون
ويسمعها من يحسن الإصغاء.
منقول