الوشم.. أو كما يدعونها التاتو
ظاهرة جديدة تضاف إلى ظواهر أخرى كظواهر (الإيمو) و(البيرسينغ) أخذت طريقها في الانتشار بين مختلف
الفئات العمرية وخصوصاً لدى الشباب المتعطش لأيِّ جديد أو غريب كما يقول الخبير الاجتماعي باسل برو :
قاسم الملحم طالب بكلية الإعلام رأى بالوشم حرية شخصية حيث أنّه –أي الوشم- يعبّر عن شخصيات الشباب: "الوشم
رمز جميل يدل على نفسية صاحبه، اخترت لنفسي وشماً للصقر لأني أشعر بأنه يمثل شخصيتي الشجاعة، كما أني أشعر
بأن هذا الطائر يحب الحرية وهي إحدى صفاتي".
أما شام عروج وهي طالبة في كلية الآداب فترى أن الوشم ظاهرة جميلة وهي لا تضر بأحد طالما أنها تندرج تحت
الحريات الخاصة: "الوشم شأنه شأن الظواهر الأخرى التي عمَّت المجتمع، وأنا شخصياً لا أعارض هذه الظاهرة ولا أي
شخص يقوم بوضع شعار على جسده" غير أنها تعود لتؤكد أن من يقوم بوشم جسده يحاول الهروب من قيود
المجتمع!!.
أمر غريب
سهيل كان له رأي مختلف فهو لا يجد أي مبرر لمثل هذا الأمر: "هذه الظواهر لا تتناسب بأي شكل من الأشكال مع
مجتمعاتنا المحافظة نسبياً، أنا أنظر لمن يقوم بوشم جسده على أنه إنسان يعاني عقدة نقص وهو يحاول بالوشم
أن يقوم بلفت الأنظار إليه".
وبرأي الباحث الاجتماعي "باسل برو" إن تبني الشباب لقيم غربية نتيجة طبيعية للغزو الثقافي والاجتماعي
الأجنبي المتجسد خاصة في انتشار الفضائيات؛ وهو ما يجعل الشباب مبهوراً بفِرق وأنماط موسيقية غربية؛ ويسعون
إلى تقليدهم في المظهر والسلوك بشكل عام، كما أن غياب دور الأسرة في مراقبة الأبناء وترشيدهم يقف وراء
انتشار هذا السلوك لا سيما عند فئة المراهقين الذين يسعون إلى إبراز ذواتهم بطريقة متمردة و خارجة عن
النظام الاجتماعي."
تحذير
الأطباء بدورهم حذروا من الوشم حيث أكد الطبيب محمد النجار أن المواد التي تستخدم في الوشم هي مواد
كيميائية كالحبر أو الصبغيات الصناعية حيث أنها صُنّعت في الأصل لأغراضٍ أخرى مثل طلاء السيارات أو أحبار
الكتابة. وأشار النجار إلى أنّ هذه المواد تلوث دم الإنسان عند ثقب الجلد واختلاط الدم بالتراب والملوثات، وخاصة عند
استخدام الإبر الملوثة في رسم الوشم لعدة أشخاص، وبالتالي نقل الكثير من الميكروبات والفيروسات كفايروس
التهاب الكبد الفايروسي والإيدز والتهابات الجلد البكتيرية وهذا ما قد يؤدي لتحسس الجلد والأكزيما وحتى
الصدفية.