يعاني الطفل الجزائري ريان، 8 سنوات، من مرض غريب، عجز كل الأطباء الذين أشرفوا على علاجه إلى حد الساعة
في تشخيصه، بل دفعت حالته النادرة والديه إلى الاستنجاد بأطباء الأمراض العقلية، الذين لم تتمكن أدويتهم
من الحد من النوبات التي يتعرّض لها، والتي تدفعه إلى أكل لحمه.
حالة ريان التي تقشعر لها الأبدان تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، بل لا يمكن وصفها، بما أن صاحب الوجه البريء
تحوّل منذ قرابة شهرين إلى ''مفترس'' للحمه، حيث ولد الطفل، حسب والده، أبكم على خلاف إخوته، لكنه يسمع
ويحس، بل ويفهم أيضا، وهو ما وقفنا عليه عند إحضاره إلى مكتب ''الخبر'' في بجاية. كما لم تقبل مدارس
تعليم المعاقين والصم والبكم ريان في صفوفها، كون بعض تصرّفاته وهو ينمو ـ يقول الأب الذي جاءنا ملطخا
بدماء ابنه طالبا منا المساعدة ـ كانت تبدو غريبة، فهو لا يعرف الجلوس رغم سلامة كل أعضائه الحسية
والبدنية، كما كان يضرب رأسه إلى الجدران من لحظة إلى أخرى، خاصة أثـناء البكاء، دون أن يتمكن والداه من
معرفة سبب ذلك، الأمر الذي دفعهما إلى عرضه على أطباء كثـيرين لم يفد علاجهم.
ولم تكشف التحاليل العديدة وصور الأشعة الطبية التي أجريت له أي شيء، لتتحوّل حياة العائلة إلى جحيم
حقيقي، ببروز أعراض عنف عليه لا يبديها اتجاه من حوله بل صوب نفسه، حيث يصاب بنوبات تدفعه إلى اقتلاع قطع
من لحم جسده بأسنانه ليأكلها، كما خدش مناطق عديدة من أطراف جسمه الضعيف حتى وجهه، وهو الأمر الذي ذعر له
كل أفراد عائلته، بل أصبح والداه لا يتحملان رؤية فلذة كبدهما على هذه الحالة.
وأمام هذا الوضع، لم تجد العائلة سوى ربطه للحد من خطر ما يفعله بنفسه، خاصة وأنه أصبح قليل النوم. كما
عرض مرارا على أطباء الأمراض العقلية وأمراض الدماغ، إلا أن المهدئات والأدوية التي يقدمونها له لا تجدي
نفعا، كما ترفض مستشفيات الأمراض العقلية قبوله أو إدماجه في المصحات.
وعليه، لم يبق من حلّ لرب العائلة سوى مناشدة الأطباء للتدخل لتشخيص مرض ابنه وإنقاذ حياته، وذوي الإحسان
لمساعدته لعجزه المالي، كونه محدود الدخل.