الشخير ....
يصيب ملايين الناس حول العالم.هذا ما تنشره الإحصاءات الطبية الدورية. هو العرض الرئيسي لما
يعرف أنه متلازمة توقف التنفس أثناء النوم.
يعد الشخير من الظواهر المنتشرة في العالم، حيث أن 40% من الرجال و25% من النساء يشخرون,و 70% من حالات
الشخير تحصل لدى الرجال الذين يعانون من زيادة في الوزن.
توقف التنفس أثناء النوم والشخير
توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم هو غياب جريان الهواء عبرالأنف أو الفم لمدة لا تقل عن 10ثوان بسبب
انسداد كلي في الطريق الهوائي يسبب إعاقة تنفسية.
أما الشخير هو الصوت الصادر من خلال الأنف والفم أثناء النوم نتيجة انسداد جزئي في الطريق الهوائي.هذا
الصوت ما هو إلا اهتزاز وانخماص النسج الرخوة في الطريق الهوائي العلوي (الحنك الرخو والللوزتين وجدران
البلعوم الجانبية وقاعدة اللسان).
إن التنفس عن طريق الأنف هو الطريقة الطبيعية والغريزية السليمة، إذ أن هذا يوفر كافة الظروف الملائمة
لحسن الأداء الوظيفي للرئتين، ويضمن وصول الهواء المكيف والنقي الى الرئتين، حيث يحدث التبادل الغازي
فيتم توفير الاوكسجين للدم والتخلص من ثاني أكسيد الكربون.
أما التنفس عن طريق الفم فهو عادة مكتسبة، يلجأ إليها الانسان مضطراً عند انسداد الأنف،أو عند ممارسة
الرياضة.
عند النوم يحاول المريض أن يتنفس عن طريق الأنف كمسلك غريزي، إلا أن وجود انسداد إعاقة لمرور الهواء يسبب
انبعاث صوت أثناء التنفس (الشخير) نتيجة وجود مقاومة لمرور الهواء.
غير أن مرور كمية من الهواء غير كافية لامتلاء الرئتين، يؤدي الى متاعب جسيمة للرئتين واضطراب في الأداء
الوظيفي للجهاز التنفسي، ويؤدي عدم تمدد الرئتين الى تعرضهما للتفريغ والانكماش، مما يفضي الى حدوث
احتقان بهما، وينتج عن قلة الأكسجين المتوافر للدم عدم تشبع الدم بالأكسجين وعدم قدرته على التخلص الكامل
من ثاني أكسيد الكربون.
ولهذا تأثير بالغ الضرر على كل أعضاء الجسم، وخصوصاً المهمة فيه مثل الجهاز العصبي والقلب، فقلة الأكسجين
بالدم وكثرة ثاني أكسيد الكربون تسبب ضرراً جسيماً خصوصاً في صغار السن، مما ينعكس عليهم في صورة قلة
الذكاء، وانحطاط النشاط، والتغير التشريحي للوجه والجسم، أما في المتقدمين بالسن، فينعكس ذلك على القلب
والدورة الدموية.
الأسباب :
يحدث توقف التنفس إما نتيجة عيب مركزي بالمخ أو نتيجة انسداد في مجرى الهواء ( الأنف، البلعوم الأنفي أو
الفموي، والحنجرة).
ومن الأسباب الهامة ما يعرف ب الوسادة الشحمية البلعومية الجانبية وجدران البلعوم الجانيبة يبدو انها
تلعب دوراً حاسماً في نشوء هذا الاضطراب. وجود امراض بالأنف والجوف الأنفي يبدو أن له دوراً أقل في نشوء
الشخيرمثل وجود انحراف جزئي أوكلي للحاجز الانفي أو تضخم الغضاريف الأنفية أو القرينات الأنفية،لكن يبدو ان
الدسام الأنفي يلعب دوراً مهماً. إن زيادة حجم الناميات او تضخم اللوزتين خاصة في الأطفال هي العوامل الأهم
في الشخير عند هذه الفئة العمرية.
أعراض الشخير :
- شكوى المريض الأساسية هي الشخير.
- الشعور بالخمول والميل للنوم أثناء ساعات العمل.
- الصداع عند الاستيقاظ من النوم.
- فقدان الذاكرة، وكثرة النسيان.
- البوال الليلي أو سلس البول.
وفي أغلب الأحيان تأتي الشكوى من جانب الزوجة أو الزوج حيث يعاني الشخص المصاحب من سماع صوت الشخير
العالي جداً أثناء الليل، وقد يتوقف المريض عن التنفس لأوقات قصيرة، ويضطر الزوج أو الزوجة الى هز المريض
بعنف ليستيقظ ويعاود التنفس مرة أخرى.
المخاطر الكامنة وراء الشخير:
-ارتفاع الضغط الشرياني.
-اضطراب النظم القلبي و اللانظميات.
-السكتات الدماغية.
-تطور الداء السكري.
-الجلطات القلبية.
ويؤثر على دماغ الأطفال
أكدت دراسة حديثة أن شخير الأطفال يؤثر على نمو الدماغ وأدائه لوظائفه، مؤكدة أن الأطفال الذين يعانون من
الشخير حصلوا علي مستويات أقل من المجموعة الأخرى في جميع الاختبارات التي اجريت وأهمها المهارات اللغوية
واختبارات الذكاء.
تشخيص الشخير:
من الأسئلة المهمة التي يطرحها الطبيب على المريض: متى يغلبه النعاس؟ هل أثناء الجلوس خاصة بعد الأكل، ام
عند ركوبه السيارة، ام اثناء القراءة او مشاهدة التلفاز؟
كذلك يستفسر الطبيب عن مدى احتياج المريض للنوم يومياً خلال ساعات النهار؟
ورغم ان تشخيص المرض ليس صعباً من خلال معرفة التاريخ المرضي وشكوى المريض، إلا انه توجد بعض الفحوصات التي
يجب إجراؤها للتفرقة بين الشخير فقط، والشخير مع انسداد التنفس.
وأكثر هذه الفحوصات أهمية هو اختبار يجرى على المريض أثناء نومه يسمى مخطط النوم المتعدد، حيث يتم
توصيله ببعض الأجهزة لقياس نشاط المخ والنشاط العضلي أثناء النوم والنماذج التنفسية، وقياس حركة العين
أثناء النوم وحركة الصدر والبطن أثناء التنفس وكمية الأكسجين بالدم.
كذلك يمكن استخدام الأشعة البسيطة أهمها السيفالومتري والأشعة المقطعية ، والمنظار الضوئي من خلال الأنف.
علاج الشخير :
1-الأساليب غير الجراحية
- يتركز العلاج في إنقاص الوزن .
-المعالجة ب : CPAPجهاز التهوية المستمرة بالضغط العالي.هو العلاج الأوسع انتشاراً.
-المطبقات الفموية.
- العلاج الدوائي ليس له فائدة.
2-الأساليب الجراحية
يعتمد قرار العمل الجراحي وحجمه على التحديد الدقيق لمستوى الانسداد حيث يقسم إلى 3 مستويات:
المستوى الأول:الانسداد متوضع في الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم الأنفي.
المستوى الثاني: الانسداد متوضع في مستوى البلعوم الفموي.
المستوى الثالث:الانسداد متوضع في مستوى العظم اللامي.
أخيراً يبقى طبيب الأذن والأنف و الحنجرة هو الوحيد القادر على تحديد المستوى.