غريب ذاك المكان حد الطرافة، تتجول فيه بحرية دون أن يستوقفك أحد يسأل عن وجهتك، يشاركك الجولة العديد
من المخلوقات التي لا تتوقع وجودها بالمكان، تخرج مثقلاً بالدهشة، تطالع اللافتة الخاصة بالمكان تداركاً لخطأ
ما دفعك إلى مكان آخر لتكتشف أنه العنوان الصحيح: "مشفى السويداء الوطني" الذي بات مقراً لكثير من القصص
وصل بعضها إلى الإعلام وبقي الكثير منها حبيس المكان.
أحدث تلك القصص محاولة الاعتداء التي تعرضت لها مريضة أسعفت إلى المشفى في حالة غيبوبة نتيجة تسمم دوائي،
اختلى بها الممرض بعد أن طلب من زوجها النزول إلى طابق آخر لإجراء تحليل دم معين، وانتقلت القصة إلى
أروقة القضاء بعد أن عاد الزوج ضمن مدة زمنية قصيرة خيبت توقعات الممرض وأوقعته متلبساً.
وأخرى تعيد إلى الساحة إشكالية تغيب الأطباء المناوبين في قسم التوليد في المشفى فأمام غياب الطبيب
المناوب والطبيب المقيم في القسم بتاريخ 2/11/2010وبعد أن أسعفت السيدة (م-أ) إلى قسم التوليد لم تلق
الاهتمام المطلوب حتى ساءت حالتها فقامت القابلة الموجودة في القسم بتوليدها ولكن مع تعسر الولادة وجدت
نفسها عاجزة بعد أن تخلت عنها زميلتها القابلة (س-خ) ما أدى إلى إصابة الوليدة بنقص الأكسجين ليكتب عليها
العيش بإعاقة دائمة بعد أن نجت من الموت، في حين عوقب المقصرين بإنذار من قبل الإدارة في محاولة لمعالجة
الإهمال الذي بات حديث كل من دخل المشفى.
ليغدو مشفى السويداء الوطني وأروقته مصدراً هاماً لأحاديث يومية يتداولها رواد المشفى، من أجبرتهم ظروفهم
على قصده، محاولين الخروج منه بأقل الخسائر الممكنة.
أحاديث لم تخلو من طرافة اعتادوها لتخفيف حجم المأساة، فهناك كما اصطلحوا تسميتها جائزة لكل من دخل
المشفى وهي عبارة عن جرثومة ما تنتقل إلى المريض عبر أداة طبية زارت غيره وعادت إليه دون تعقيم.
إضافة إلى "المارتون" الذي يكتب عليك ذهاباً وإياباً بين المشفى والمنزل لموافاة موعد علمية جراحية ستخضع
لها، وفي كل مرة تستعد فيها للعملية كما روى لنا الكثيرون يلغى الموعد لأسباب تبقى غامضة تنتفي في حال
وجود "واسطة محرزة" حسب تعبيرهم.
ولن يتوقف الموضوع هنا فعليك اعتياد رؤية القطط تتجول في غرفة العمليات وكأنها مسلم من موجدات الغرفة
التي يسند بابها في أحسن الأحول بكيس سيروم لم يعد صالحاً للاستعمال، وإذا سألت نفسك عن مكان دخول تلك
القطط فما عليك إلا النظر إلى سقف كل قسم في المشفى لتجد الفجوات تملؤه والصورة توضح ذلك.
تلك الفجوات وغيرها من عوامل الاهتمام والنظافة تجعل الصراصير زبائن دائمين اعتاد عليهم طاقم المشفى
ليقلقوا راحة المرضى الجدد وسط تطمينات الممرضين بأنها مخلوقات لطيفة لن تزعجهم.
في مهمة شبه سرية استطاع فريق دخول المكان وتوثيق بعض التفاصيل بصور تجعل كل ما يمكن أن
يحكى عن المشفى وإن خالط الخيال قابلاً للتصديق.
من المخلوقات التي لا تتوقع وجودها بالمكان، تخرج مثقلاً بالدهشة، تطالع اللافتة الخاصة بالمكان تداركاً لخطأ
ما دفعك إلى مكان آخر لتكتشف أنه العنوان الصحيح: "مشفى السويداء الوطني" الذي بات مقراً لكثير من القصص
وصل بعضها إلى الإعلام وبقي الكثير منها حبيس المكان.
أحدث تلك القصص محاولة الاعتداء التي تعرضت لها مريضة أسعفت إلى المشفى في حالة غيبوبة نتيجة تسمم دوائي،
اختلى بها الممرض بعد أن طلب من زوجها النزول إلى طابق آخر لإجراء تحليل دم معين، وانتقلت القصة إلى
أروقة القضاء بعد أن عاد الزوج ضمن مدة زمنية قصيرة خيبت توقعات الممرض وأوقعته متلبساً.
وأخرى تعيد إلى الساحة إشكالية تغيب الأطباء المناوبين في قسم التوليد في المشفى فأمام غياب الطبيب
المناوب والطبيب المقيم في القسم بتاريخ 2/11/2010وبعد أن أسعفت السيدة (م-أ) إلى قسم التوليد لم تلق
الاهتمام المطلوب حتى ساءت حالتها فقامت القابلة الموجودة في القسم بتوليدها ولكن مع تعسر الولادة وجدت
نفسها عاجزة بعد أن تخلت عنها زميلتها القابلة (س-خ) ما أدى إلى إصابة الوليدة بنقص الأكسجين ليكتب عليها
العيش بإعاقة دائمة بعد أن نجت من الموت، في حين عوقب المقصرين بإنذار من قبل الإدارة في محاولة لمعالجة
الإهمال الذي بات حديث كل من دخل المشفى.
ليغدو مشفى السويداء الوطني وأروقته مصدراً هاماً لأحاديث يومية يتداولها رواد المشفى، من أجبرتهم ظروفهم
على قصده، محاولين الخروج منه بأقل الخسائر الممكنة.
أحاديث لم تخلو من طرافة اعتادوها لتخفيف حجم المأساة، فهناك كما اصطلحوا تسميتها جائزة لكل من دخل
المشفى وهي عبارة عن جرثومة ما تنتقل إلى المريض عبر أداة طبية زارت غيره وعادت إليه دون تعقيم.
إضافة إلى "المارتون" الذي يكتب عليك ذهاباً وإياباً بين المشفى والمنزل لموافاة موعد علمية جراحية ستخضع
لها، وفي كل مرة تستعد فيها للعملية كما روى لنا الكثيرون يلغى الموعد لأسباب تبقى غامضة تنتفي في حال
وجود "واسطة محرزة" حسب تعبيرهم.
ولن يتوقف الموضوع هنا فعليك اعتياد رؤية القطط تتجول في غرفة العمليات وكأنها مسلم من موجدات الغرفة
التي يسند بابها في أحسن الأحول بكيس سيروم لم يعد صالحاً للاستعمال، وإذا سألت نفسك عن مكان دخول تلك
القطط فما عليك إلا النظر إلى سقف كل قسم في المشفى لتجد الفجوات تملؤه والصورة توضح ذلك.
تلك الفجوات وغيرها من عوامل الاهتمام والنظافة تجعل الصراصير زبائن دائمين اعتاد عليهم طاقم المشفى
ليقلقوا راحة المرضى الجدد وسط تطمينات الممرضين بأنها مخلوقات لطيفة لن تزعجهم.
في مهمة شبه سرية استطاع فريق دخول المكان وتوثيق بعض التفاصيل بصور تجعل كل ما يمكن أن
يحكى عن المشفى وإن خالط الخيال قابلاً للتصديق.