القاتل الصامت
يمكنك معرفته والسيطرة عليه
تشعر بدوخة، تنتابك حالة من الخمول والكسل، يتسلل إلي رأسك صداع شديد .. وتذهب للطبيب ليخبرك بارتفاع
ضغط دمك، وللوهلة الأولي تظن أن الأمر عادي ، لا يلوح بالخطورة، أو قد تعتبره نوبة من نوبات الصداع ستذهب
بمرور الوقت ، لكن الشيء الذي لا تضعه في الحسبان أن هذا "القاتل الصامت" أصبح الآن البوابة الرئيسية
لعبور الكثير من الأمراض الخطيرة للجسم ، تأتي في مقدمتها أمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية،
وهو ما سيغير نظرتك حول ضغط الدم وأعراضه، وقد يجبرك على قراءة السطور التالية ......
وقبل التطرق لأسباب وأضرار ضغط الدم لابد وأن نتعرف أولا علي ماهيته، فقد عرفه الأطباء بأنه عملية الجهد أو
الضغط التي يبذلها الدم أثناء عبوره على جدران الشرايين، التي تقوم بدورها بنقله من القلب إلى سائر
أجزاء الجسم. . وفى بعض الحالات، لا يستطيع الدم أن يمر يسهولة من خلال الشرايين نتيجة ضيقها وإصابتها
بالتصلب، وفى هذه الحالات سيرتفع الضغط حتى يضمن استمرارية مرور الدم من خلال هذه الشرايين المصابة.
والحقيقة التي يجب أن يعرفها كل من يعاني من هذا المرض ، أن هناك رقمان لتحديد ضغط الدم، الرقم الانقباضي
وهو يعبر عن القوة التي يبذلها القلب؛ ليضخ الدم إلى الأطراف عبر أوعية الدم، والرقم المثالي هو 120 مم
زئبقي، والرقم الانبساطي، وهو يعبر عن ضغط الدم الذي ينتج بعد ارتخاء عضلة القلب والذي يسمح بعودة الدم
إلى القلب والرقم المثالي له 80 مم زئبقي، أي أن الضغط المثالي لجسم الإنسان هو 120 على 80 مم زئبقي .
ضغط الدم المنخفض
يعرف الأطباء ضغط الدم المخفض بأنه الحالة التي تجري فيها دورة الدم في الجسم تحت ضغط اقل من الضغط
الطبيعي للإنسان، وهو اصطلاح وتعريف نسبي يكون تحديده مرهوناً بالشخص الذي يحدث له هذا النوع من المرض،
وإذا لم يصاحب ضغط الدم المنخفض أعراض إضافية مثل الإغماء أو نوبات الدوخة مابين حين وآخر مما يصعب على
المختص علاجه فإنه لا يعد ضاراً بالصحة. وفي معظم الحالات يعتبر ضغط الدم الانقباضي الذي ينقص عن 100ملم من
الزئبق يعد ضغطاً منخفضاً في حدود النطاق السوي لضغط الدم في الجسم .
ويقترن ضغط الدم المنخفض عادة بأعراض هامة أخرى قد تحدث في بعض حالات معينة تستلزم تماماً العناية الطبية،
ومن هذه الحالات ما يسمى بالصدمة التي تترتب عن إصابة أو نزف، وفي هذه الحالة قد يستلزم الأمر نقل كمية من
الدم إلى المصاب لاستعادة ضغط الدم المعتاد إليه .
ومن الحالات النادرة التي تتسم بانخفاض ضغط الدم مرض ما يعرف بمرض اديسون أو القصور الشديد في نشاط الغدة
الدرقية، ولكن في هذه الأحوال يسبب المرض الابتدائي من الأعراض الهامة المتعددة الأخرى، ما يعد بجانبه مرض
انخفاض ضغط الدم عرضاً لا أهمية له نسبياً .
ويجب أن نعلم أن انخفاض ضغط الدم لا يعتبر مرضاً، بل بالعكس فان الضغط المنخفض سبب رئيسي في العيش لمدة
طويلة، وعليه يجب أن يعمل شيء لرفع ضغط الدم، بل من الواجب أن تؤخذ مواد تساعد على تنظيم الضغط فقط،
وذلك عندما يعاني أصحاب الضغط المنخفض من الكسل والشعور بالدوخة أو الارتخاء.
ضغط الدم المرتفع
يربط الأطباء ضغط الدم المرتفع بالتقدم في العمر وخصوصاً من هم فوق 60سنة، حيث يلاحظ ذلك في العديد من
الدراسات، والشيء المخيب للآمال أن أكثر من 90% من هذه الحالات غير معروفة السبب وهو لا يزال مجهولا ومتعدد
الأسباب .
ولكن هناك عوامل عامة لها تأثير سلبي على مستويات ضغط الدم مثل السمنة والإفراط في تناول الملح والإفراط
في شرب الكحول وكذلك قلة النشاط والحركة، ورغم أن هناك علاجاً بالعقاقير يوصف من قبل الأطباء إلا أن الغذاء
قد يكون أحد أسباب الوقاية وكذلك علاجه .
وللوقاية من ضغط الدم المرتفع ينصح الأطباء بالإقلال من تناول الدهون المشبعة (مثل السمن البلدي، الزبدة
والقشطة" وكذلك الابتعاد عن الأغذية عالية الكوليسترول مثل المخ، والكبدة واللحوم الحمراء وهذا الإجراء يحد
من خطر حدوث أمراض القلب والأوعية .
كما أن استهلاك الكحول له تأثير مباشر برفع الضغط، لذلك لابد من زيادة تناول الخضار والفواكه والبقول "فول
وعدس" وكذلك الحبوب الكاملة وينصح باستهلاك منتجات الألبان قليلة أو بدون دسم، كما أن بعض العناصر
المعدنية مثل الكالسيوم والماغنسيوم والسيلينوم وفيتامين "ج" ومضادات الأكسدة لها دور مباشر ونافع في خفض
ضغط الدم .
ولابد أن نضع في الحسبان أن عملية خفض الضغط عند المسنين من الأمور المهمة، حيث أن ذلك له فوائد في الحد
من مخاطر حدوث السكتة الدماغية "الجلطة" وكذلك أمراض القلب .
وفي أحدث الدراسات حول هذا الموضوع لوحظ أن إنقاص الوزن وإنقاص كمية الصوديوم "الملح" وزيادة المجهود
البدني "التمارين" لها جميعا الأثر الجيد لدى الأشخاص المصابين بضغط الدم حيث هبط الضغط بمعدلات جيدة...
من هذه كلها واستناداً للتوصيات الغذائية غير الدوائية المنبثقة من اللجنة الوطنية الأمريكية المشتركة
للوقاية من ضغط الدم والتي تركز وتوضح أهمية إنجاح الطرق العلاجية غير الدوائية في معالجة ارتفاع الضغط
عند المسنين، ومنها تناول مغلي أوراق الزيتون والكركديه .
أنواعه وأسبابه
قسم الأطباء ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين:
ارتفاع ضغط الدم الأولى:
وهو النوع الأكثر شيوعا، حيث يصاب به 98% من مرضى ارتفاع ضغط الدم، ولا يوجد سبب محدد للإصابة به، غير أنه
يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًّا في استعداد فرد معين للإصابة إذا توافرت عوامل أخرى مصاحبة
كالسمنة وميل الشخص لتعاطي كمية زائدة من الملح أو مع وجود ضغوط نفسية لديه، وتصنف أسبابه كالتالي :-
أسباب وراثية: حيث إن بعض الخبراء يقولون إن 30 إلى 60% من حالات ارتفاع ضغط الدم الأولي المتسبب فيها
عوامل وراثية.
أسباب هرمونية: ترجع إلى اضطراب نظام هرمونات مثل (أنجيوتنسين - رينين - الدوستيرون) Aldosteron)
(Angiotensin - Rein - نتيجة لحدوث خلل في الجين المنظم لضخ تلك الهرمونات المرتبطة ببعضها البعض.. علمًا
بأن هذا النظام من الهرمونات يسيطر على تحديد ضغط الدم عن طريق تضييق أو توسيع عروق الدم، أو بالموازنة
بين كمية الماء والصوديوم في الجسم.
اضطرابات عصبية: نظام الأعصاب السيمبثاوية Sympathetic وهو جزء من الأعصاب اللاإرادية التي تنظم عمل الأعضاء
الداخلية كالقلب والأمعاء وعروق الدم... إلخ. مما يجعلها تميل إلى تحفيز الأعصاب المؤدية لعروق الدم،
فتضيق الشرايين ويرتفع ضغط الدم داخلها.
الثاني: ارتفاع ضغط الدم الثانوي:
وهي الفئة التي تعاني من حالة ارتفاع ضغط الدم لسبب يمكن اكتشافه وربما إزالته، ومن ثَم عودة ضغط الدم
إلى الحالة الطبيعية. وهذه الفئة تُعَدّ الفئة النادرة وتصل إلى 2% من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم، وترجع
أسباب الضغط الثانوي إلى :
أمراض الكلى: وهي أكثر الأسباب شيوعًا، حيث يضعف أداء الكلى في التخلص من الأملاح، فتتجمع هذه المواد في
الجسم مؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم، إلا أنه عند علاج ضعف الكلى إما بإجراء الغسيل الكلوي أو ربما زراعة
كلية يمكن للضغط أن يعود إلى حالته الطبيعية.
زيادة إدرار بعض الهرمونات: والتي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كزيادة إدرار الغدة الدرقية الذي يصاحبه
ميل المصاب إلى تجنب الجو الدافئ، وزيادة العرق وارتفاع دقات القلب، وعندما يتم علاج هذا المرض يعود ضغط
الدم إلى حالته الطبيعية.
زيادة إدرار الغدة فوق الكلوية لمادة الكورتيزون: والذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم كذلك، ويمكن علاج هذا
المرض جراحيًّا، ومن ثَم يعود الضغط إلى الوضع الطبيعي.
الحمل: ففي بعض الأحيان يرتفع ضغط الدم أثناء الحمل وخاصة في الأشهر الأخيرة منه إلا أنه يعود إلى الوضع
الطبيعي بعد الولادة بقليل.
بعض الأدوية: تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مثل موانع الحمل التي قد ترفع الضغط لدى عدد قليل من النساء.
حقائق طبية هامة
يجزم الأطباء والمتخصصون بأن هناك حقائق طبية خطيرة يغفل عنها الكثيرون، منها أن ارتفاع ضغط الدم ليس
نتيجة للعصبية أو التوتر ولذلك فإنه يستدعى العلاج بأدوية خاصة وليس مجرد المهدئات، كما أن الضغط ليس له
أعراض في معظم الحالات، فالصداع، احمرار الوجه، الدوار، الدوخة، وطنين الأذن والإغماء كلها أعراض تحدث
بنسبة متقاربة في مرضى ضغط الدم المرتفع وغيره من الأمراض على حد سواء، ولذلك يجب ألا يعتمد الشخص على هذه
الأعراض أو ما يشعر به لكي يعرف مستوى ضغط دمه.
والطريقة الوحيدة لمعرفة ضغط الدم هي قياسه بواسطة الجهاز المعد لذلك. وفى حالة الحاجة لقياس الضغط بصفة
متكررة، يمكن قياسه بجهاز القياس المتواصل لضغط الدم لمدة 24 ساعة.
وينصح الخبراء بأنه إذا لوحظ وجود ارتفاع في ضغط الدم عند قياسه يفضل تكرار القياس بعدها مرتين أو ثلاث
مرات، للتأكد من التشخيص، خصوصًا أن زيادة الضغط قد تحدث بشكل عرضي مؤقت لكثير من الأسباب، منها المجهود
أو مع الانفعال، أو مع التدخين، وأيضًا أثناء امتلاء المثانة، بل وعند رؤية الطبيب، وجهاز قياس ضغط الدم،
قد يرتفع لدى البعض المعدل الطبيعي لضغط الدم، رغم أنهم لا يعانون من المرض.
لذلك يجب قياس ضغط الدم بعيدًا عن التوتر، ويجب أن يكون المريض جالسًا، أو مسترخيًا قبل قياس ضغط الدم،
ويفضل مطالبته بعدم التدخين قبل ساعة أو ساعتين. فإذا كان أحد الرقمين الانقباضي أو الانبساطي مرتفعًا،
فذلك يكفي لتشخيص ارتفاع ضغط الدم وتحديد مستوى هذا الارتفاع، ولا بد من الاهتمام في كلتا حالتي ارتفاع
الضغط الانقباضي أو الانبساطي خاصة لكبار السن ... مع ملاحظة أن مستوى ضغط الدم لدى كل فرد يتذبذب بين قيمة
وأخرى خلال اليوم وليس بثابت عند قيمة معينة طوال اليوم.
وهناك بعض المعلومات التي يجب أن يعرفها كل مريض بالضغط من بينها أن الشخص الذي يعانى من ضغط الدم
المرتفع يكون أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية خمسة أضعاف الشخص الطبيعي، لذا فإن علاج ضغط الدم المرتفع
يمنع حدوث المضاعفات ويقلل من احتمالات الوفاة المبكرة.
أكثر من 99 % من حالات ارتفاع ضغط الدم لا يمكن شفاؤها ولكن يمكن بالعلاج المستمر السيطرة على ارتفاع ضغط
الدم، بمعنى إعادته لصورته الطبيعية.
في أغلب الأحيان، يستمر ضغط الدم المرتفع مدى الحياة، ولا يوجد شفاء كامل من هذا المرض فالسيطرة على ضغط
الدم بالعلاج لا تعنى الشفاء الكامل منه- لذا يحتاج المريض دائما إلى متابعة علاجية مستمرة.
وصفة طبيعية فعالة
بعيدا عن الأدوية والعقاقير، هناك وصفة طبيعية ينصح الأطباء بتناولها لخفض ضغط الدم تجنبا للأضرار المترتبة
عليه.. على رأس تلك الوصفات شرب المياه... لأنه أولا وأخيرا يقي الإنسان من الجفاف وأمراض الكلى ويمنع
الصدمات حول العينين والحبل الشوكى، هذا ما ذكره الباحث كريستوفر ماثياس، وذلك لأن الأشخاص الذين يعانون
من انخفاض ضغط الدم المفاجئ يكون لديهم خلل في نظام الأعصاب الأوتوماتيكي الذي يتحكم في وظائف الجسم مثل،
ضغط الدم ونبضات القلب والتعرق، لذا فالمياه هي أفضل السبل لخفض الضغط.
الكركديه ... من أهم وأفضل المشروبات التي تستعمل لتنظيم عملية ضغط الدم بالجسم، حيث ينصح الأطباء بتناول
مغلى الكركديه "الساقع" لخفض ضغط الدم، ومغلى الكركديه "السخن" لرفع ضغط الدم، وقد تمكن بعض الصيادلة
لشركة القاهرة للأدوية من استخلاص أدوية خافضة للضغط ومكافحة الميكروبات من أوراق وأزهار الكركديه.
أوراق الزيتون.. حيث أكد الأطباء فاعليته في خفض ضغط الدم المرتفع، والطريقة تتمثل في أن يؤخذ أربع ملاعق
كبيرة من أوراق الزيتون الطازجة وتغسل جيدا ثم توضع في قدر ويضاف لها كوبان من الماء البارد ثم توضع على
النار حتى درجة الغليان ثم يزاح من على النار ويغطى ويترك جانبا لمدة عشر دقائق ويصفى ويشرب المريض
مقدار كوب بعد كل وجبة غذائية.
الكمثرى ... حيث ينصح خبراء التغذية أيضا مرضى ضغط الدم بتناولها، لأنها تساعد في التخفيف من ضغط الدم
المرتفع لاحتوائها على الماغنيسيوم، كما تعد منظفا قويا للمعدة والأمعاء، كما أن قشرتها غنية بالاملاح
المعدنية ويعتبر السكر الموجود بها لا يؤثر على المصابين بالسكري.
أما الجمعية الطبية الامريكية فقد كشفت في تحليل أجرته أن الأطعمة والمشروبات الغنية بالكاكاو تخفض ضغط
الدم، بينما قد لا يؤدي احتساء الشاي الأخضر أو الأسود لذلك، مشيرة إلى أن انخفاض ضغط الدم بفضل الكاكاو
يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والأزمات القلبية بنسبة تتراوح بين 10 و 20 في المئة.
وللأبحاث الطبية الأوربية رأى آخر، فقد أثبتت أن لب البطيخ بعد تحميصه بدون إضافة ملح وتناوله يساعد في
خفض ضغط الدم المرتفع، مشيرة إلى أنه يحوى أيضاً العديد من الفيتامينات والمعادن.. كما تطرق البحث إلي
بذور أخرى للفواكه، ومنها نوي المشمش الذي تتشابه فوائده مع فوائد اللوز لاحتوائه على دهون ومعادن
وفيتامينات.
وهناك مأكولات أخرى صنفها الأطباء كوسائل طبيعية لخفض ضغط الدم، أهمها الفواكه كالبرتقال، والموز، وعصير
العنب، والثوم، والبطيخ، ومكسرات الكاجو، وجوز الصويا، ونبات اللوز.
يمكنك معرفته والسيطرة عليه
تشعر بدوخة، تنتابك حالة من الخمول والكسل، يتسلل إلي رأسك صداع شديد .. وتذهب للطبيب ليخبرك بارتفاع
ضغط دمك، وللوهلة الأولي تظن أن الأمر عادي ، لا يلوح بالخطورة، أو قد تعتبره نوبة من نوبات الصداع ستذهب
بمرور الوقت ، لكن الشيء الذي لا تضعه في الحسبان أن هذا "القاتل الصامت" أصبح الآن البوابة الرئيسية
لعبور الكثير من الأمراض الخطيرة للجسم ، تأتي في مقدمتها أمراض القلب وتصلب الشرايين والسكتة الدماغية،
وهو ما سيغير نظرتك حول ضغط الدم وأعراضه، وقد يجبرك على قراءة السطور التالية ......
وقبل التطرق لأسباب وأضرار ضغط الدم لابد وأن نتعرف أولا علي ماهيته، فقد عرفه الأطباء بأنه عملية الجهد أو
الضغط التي يبذلها الدم أثناء عبوره على جدران الشرايين، التي تقوم بدورها بنقله من القلب إلى سائر
أجزاء الجسم. . وفى بعض الحالات، لا يستطيع الدم أن يمر يسهولة من خلال الشرايين نتيجة ضيقها وإصابتها
بالتصلب، وفى هذه الحالات سيرتفع الضغط حتى يضمن استمرارية مرور الدم من خلال هذه الشرايين المصابة.
والحقيقة التي يجب أن يعرفها كل من يعاني من هذا المرض ، أن هناك رقمان لتحديد ضغط الدم، الرقم الانقباضي
وهو يعبر عن القوة التي يبذلها القلب؛ ليضخ الدم إلى الأطراف عبر أوعية الدم، والرقم المثالي هو 120 مم
زئبقي، والرقم الانبساطي، وهو يعبر عن ضغط الدم الذي ينتج بعد ارتخاء عضلة القلب والذي يسمح بعودة الدم
إلى القلب والرقم المثالي له 80 مم زئبقي، أي أن الضغط المثالي لجسم الإنسان هو 120 على 80 مم زئبقي .
ضغط الدم المنخفض
يعرف الأطباء ضغط الدم المخفض بأنه الحالة التي تجري فيها دورة الدم في الجسم تحت ضغط اقل من الضغط
الطبيعي للإنسان، وهو اصطلاح وتعريف نسبي يكون تحديده مرهوناً بالشخص الذي يحدث له هذا النوع من المرض،
وإذا لم يصاحب ضغط الدم المنخفض أعراض إضافية مثل الإغماء أو نوبات الدوخة مابين حين وآخر مما يصعب على
المختص علاجه فإنه لا يعد ضاراً بالصحة. وفي معظم الحالات يعتبر ضغط الدم الانقباضي الذي ينقص عن 100ملم من
الزئبق يعد ضغطاً منخفضاً في حدود النطاق السوي لضغط الدم في الجسم .
ويقترن ضغط الدم المنخفض عادة بأعراض هامة أخرى قد تحدث في بعض حالات معينة تستلزم تماماً العناية الطبية،
ومن هذه الحالات ما يسمى بالصدمة التي تترتب عن إصابة أو نزف، وفي هذه الحالة قد يستلزم الأمر نقل كمية من
الدم إلى المصاب لاستعادة ضغط الدم المعتاد إليه .
ومن الحالات النادرة التي تتسم بانخفاض ضغط الدم مرض ما يعرف بمرض اديسون أو القصور الشديد في نشاط الغدة
الدرقية، ولكن في هذه الأحوال يسبب المرض الابتدائي من الأعراض الهامة المتعددة الأخرى، ما يعد بجانبه مرض
انخفاض ضغط الدم عرضاً لا أهمية له نسبياً .
ويجب أن نعلم أن انخفاض ضغط الدم لا يعتبر مرضاً، بل بالعكس فان الضغط المنخفض سبب رئيسي في العيش لمدة
طويلة، وعليه يجب أن يعمل شيء لرفع ضغط الدم، بل من الواجب أن تؤخذ مواد تساعد على تنظيم الضغط فقط،
وذلك عندما يعاني أصحاب الضغط المنخفض من الكسل والشعور بالدوخة أو الارتخاء.
ضغط الدم المرتفع
يربط الأطباء ضغط الدم المرتفع بالتقدم في العمر وخصوصاً من هم فوق 60سنة، حيث يلاحظ ذلك في العديد من
الدراسات، والشيء المخيب للآمال أن أكثر من 90% من هذه الحالات غير معروفة السبب وهو لا يزال مجهولا ومتعدد
الأسباب .
ولكن هناك عوامل عامة لها تأثير سلبي على مستويات ضغط الدم مثل السمنة والإفراط في تناول الملح والإفراط
في شرب الكحول وكذلك قلة النشاط والحركة، ورغم أن هناك علاجاً بالعقاقير يوصف من قبل الأطباء إلا أن الغذاء
قد يكون أحد أسباب الوقاية وكذلك علاجه .
وللوقاية من ضغط الدم المرتفع ينصح الأطباء بالإقلال من تناول الدهون المشبعة (مثل السمن البلدي، الزبدة
والقشطة" وكذلك الابتعاد عن الأغذية عالية الكوليسترول مثل المخ، والكبدة واللحوم الحمراء وهذا الإجراء يحد
من خطر حدوث أمراض القلب والأوعية .
كما أن استهلاك الكحول له تأثير مباشر برفع الضغط، لذلك لابد من زيادة تناول الخضار والفواكه والبقول "فول
وعدس" وكذلك الحبوب الكاملة وينصح باستهلاك منتجات الألبان قليلة أو بدون دسم، كما أن بعض العناصر
المعدنية مثل الكالسيوم والماغنسيوم والسيلينوم وفيتامين "ج" ومضادات الأكسدة لها دور مباشر ونافع في خفض
ضغط الدم .
ولابد أن نضع في الحسبان أن عملية خفض الضغط عند المسنين من الأمور المهمة، حيث أن ذلك له فوائد في الحد
من مخاطر حدوث السكتة الدماغية "الجلطة" وكذلك أمراض القلب .
وفي أحدث الدراسات حول هذا الموضوع لوحظ أن إنقاص الوزن وإنقاص كمية الصوديوم "الملح" وزيادة المجهود
البدني "التمارين" لها جميعا الأثر الجيد لدى الأشخاص المصابين بضغط الدم حيث هبط الضغط بمعدلات جيدة...
من هذه كلها واستناداً للتوصيات الغذائية غير الدوائية المنبثقة من اللجنة الوطنية الأمريكية المشتركة
للوقاية من ضغط الدم والتي تركز وتوضح أهمية إنجاح الطرق العلاجية غير الدوائية في معالجة ارتفاع الضغط
عند المسنين، ومنها تناول مغلي أوراق الزيتون والكركديه .
أنواعه وأسبابه
قسم الأطباء ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين:
ارتفاع ضغط الدم الأولى:
وهو النوع الأكثر شيوعا، حيث يصاب به 98% من مرضى ارتفاع ضغط الدم، ولا يوجد سبب محدد للإصابة به، غير أنه
يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًّا في استعداد فرد معين للإصابة إذا توافرت عوامل أخرى مصاحبة
كالسمنة وميل الشخص لتعاطي كمية زائدة من الملح أو مع وجود ضغوط نفسية لديه، وتصنف أسبابه كالتالي :-
أسباب وراثية: حيث إن بعض الخبراء يقولون إن 30 إلى 60% من حالات ارتفاع ضغط الدم الأولي المتسبب فيها
عوامل وراثية.
أسباب هرمونية: ترجع إلى اضطراب نظام هرمونات مثل (أنجيوتنسين - رينين - الدوستيرون) Aldosteron)
(Angiotensin - Rein - نتيجة لحدوث خلل في الجين المنظم لضخ تلك الهرمونات المرتبطة ببعضها البعض.. علمًا
بأن هذا النظام من الهرمونات يسيطر على تحديد ضغط الدم عن طريق تضييق أو توسيع عروق الدم، أو بالموازنة
بين كمية الماء والصوديوم في الجسم.
اضطرابات عصبية: نظام الأعصاب السيمبثاوية Sympathetic وهو جزء من الأعصاب اللاإرادية التي تنظم عمل الأعضاء
الداخلية كالقلب والأمعاء وعروق الدم... إلخ. مما يجعلها تميل إلى تحفيز الأعصاب المؤدية لعروق الدم،
فتضيق الشرايين ويرتفع ضغط الدم داخلها.
الثاني: ارتفاع ضغط الدم الثانوي:
وهي الفئة التي تعاني من حالة ارتفاع ضغط الدم لسبب يمكن اكتشافه وربما إزالته، ومن ثَم عودة ضغط الدم
إلى الحالة الطبيعية. وهذه الفئة تُعَدّ الفئة النادرة وتصل إلى 2% من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم، وترجع
أسباب الضغط الثانوي إلى :
أمراض الكلى: وهي أكثر الأسباب شيوعًا، حيث يضعف أداء الكلى في التخلص من الأملاح، فتتجمع هذه المواد في
الجسم مؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم، إلا أنه عند علاج ضعف الكلى إما بإجراء الغسيل الكلوي أو ربما زراعة
كلية يمكن للضغط أن يعود إلى حالته الطبيعية.
زيادة إدرار بعض الهرمونات: والتي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كزيادة إدرار الغدة الدرقية الذي يصاحبه
ميل المصاب إلى تجنب الجو الدافئ، وزيادة العرق وارتفاع دقات القلب، وعندما يتم علاج هذا المرض يعود ضغط
الدم إلى حالته الطبيعية.
زيادة إدرار الغدة فوق الكلوية لمادة الكورتيزون: والذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم كذلك، ويمكن علاج هذا
المرض جراحيًّا، ومن ثَم يعود الضغط إلى الوضع الطبيعي.
الحمل: ففي بعض الأحيان يرتفع ضغط الدم أثناء الحمل وخاصة في الأشهر الأخيرة منه إلا أنه يعود إلى الوضع
الطبيعي بعد الولادة بقليل.
بعض الأدوية: تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مثل موانع الحمل التي قد ترفع الضغط لدى عدد قليل من النساء.
حقائق طبية هامة
يجزم الأطباء والمتخصصون بأن هناك حقائق طبية خطيرة يغفل عنها الكثيرون، منها أن ارتفاع ضغط الدم ليس
نتيجة للعصبية أو التوتر ولذلك فإنه يستدعى العلاج بأدوية خاصة وليس مجرد المهدئات، كما أن الضغط ليس له
أعراض في معظم الحالات، فالصداع، احمرار الوجه، الدوار، الدوخة، وطنين الأذن والإغماء كلها أعراض تحدث
بنسبة متقاربة في مرضى ضغط الدم المرتفع وغيره من الأمراض على حد سواء، ولذلك يجب ألا يعتمد الشخص على هذه
الأعراض أو ما يشعر به لكي يعرف مستوى ضغط دمه.
والطريقة الوحيدة لمعرفة ضغط الدم هي قياسه بواسطة الجهاز المعد لذلك. وفى حالة الحاجة لقياس الضغط بصفة
متكررة، يمكن قياسه بجهاز القياس المتواصل لضغط الدم لمدة 24 ساعة.
وينصح الخبراء بأنه إذا لوحظ وجود ارتفاع في ضغط الدم عند قياسه يفضل تكرار القياس بعدها مرتين أو ثلاث
مرات، للتأكد من التشخيص، خصوصًا أن زيادة الضغط قد تحدث بشكل عرضي مؤقت لكثير من الأسباب، منها المجهود
أو مع الانفعال، أو مع التدخين، وأيضًا أثناء امتلاء المثانة، بل وعند رؤية الطبيب، وجهاز قياس ضغط الدم،
قد يرتفع لدى البعض المعدل الطبيعي لضغط الدم، رغم أنهم لا يعانون من المرض.
لذلك يجب قياس ضغط الدم بعيدًا عن التوتر، ويجب أن يكون المريض جالسًا، أو مسترخيًا قبل قياس ضغط الدم،
ويفضل مطالبته بعدم التدخين قبل ساعة أو ساعتين. فإذا كان أحد الرقمين الانقباضي أو الانبساطي مرتفعًا،
فذلك يكفي لتشخيص ارتفاع ضغط الدم وتحديد مستوى هذا الارتفاع، ولا بد من الاهتمام في كلتا حالتي ارتفاع
الضغط الانقباضي أو الانبساطي خاصة لكبار السن ... مع ملاحظة أن مستوى ضغط الدم لدى كل فرد يتذبذب بين قيمة
وأخرى خلال اليوم وليس بثابت عند قيمة معينة طوال اليوم.
وهناك بعض المعلومات التي يجب أن يعرفها كل مريض بالضغط من بينها أن الشخص الذي يعانى من ضغط الدم
المرتفع يكون أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية خمسة أضعاف الشخص الطبيعي، لذا فإن علاج ضغط الدم المرتفع
يمنع حدوث المضاعفات ويقلل من احتمالات الوفاة المبكرة.
أكثر من 99 % من حالات ارتفاع ضغط الدم لا يمكن شفاؤها ولكن يمكن بالعلاج المستمر السيطرة على ارتفاع ضغط
الدم، بمعنى إعادته لصورته الطبيعية.
في أغلب الأحيان، يستمر ضغط الدم المرتفع مدى الحياة، ولا يوجد شفاء كامل من هذا المرض فالسيطرة على ضغط
الدم بالعلاج لا تعنى الشفاء الكامل منه- لذا يحتاج المريض دائما إلى متابعة علاجية مستمرة.
وصفة طبيعية فعالة
بعيدا عن الأدوية والعقاقير، هناك وصفة طبيعية ينصح الأطباء بتناولها لخفض ضغط الدم تجنبا للأضرار المترتبة
عليه.. على رأس تلك الوصفات شرب المياه... لأنه أولا وأخيرا يقي الإنسان من الجفاف وأمراض الكلى ويمنع
الصدمات حول العينين والحبل الشوكى، هذا ما ذكره الباحث كريستوفر ماثياس، وذلك لأن الأشخاص الذين يعانون
من انخفاض ضغط الدم المفاجئ يكون لديهم خلل في نظام الأعصاب الأوتوماتيكي الذي يتحكم في وظائف الجسم مثل،
ضغط الدم ونبضات القلب والتعرق، لذا فالمياه هي أفضل السبل لخفض الضغط.
الكركديه ... من أهم وأفضل المشروبات التي تستعمل لتنظيم عملية ضغط الدم بالجسم، حيث ينصح الأطباء بتناول
مغلى الكركديه "الساقع" لخفض ضغط الدم، ومغلى الكركديه "السخن" لرفع ضغط الدم، وقد تمكن بعض الصيادلة
لشركة القاهرة للأدوية من استخلاص أدوية خافضة للضغط ومكافحة الميكروبات من أوراق وأزهار الكركديه.
أوراق الزيتون.. حيث أكد الأطباء فاعليته في خفض ضغط الدم المرتفع، والطريقة تتمثل في أن يؤخذ أربع ملاعق
كبيرة من أوراق الزيتون الطازجة وتغسل جيدا ثم توضع في قدر ويضاف لها كوبان من الماء البارد ثم توضع على
النار حتى درجة الغليان ثم يزاح من على النار ويغطى ويترك جانبا لمدة عشر دقائق ويصفى ويشرب المريض
مقدار كوب بعد كل وجبة غذائية.
الكمثرى ... حيث ينصح خبراء التغذية أيضا مرضى ضغط الدم بتناولها، لأنها تساعد في التخفيف من ضغط الدم
المرتفع لاحتوائها على الماغنيسيوم، كما تعد منظفا قويا للمعدة والأمعاء، كما أن قشرتها غنية بالاملاح
المعدنية ويعتبر السكر الموجود بها لا يؤثر على المصابين بالسكري.
أما الجمعية الطبية الامريكية فقد كشفت في تحليل أجرته أن الأطعمة والمشروبات الغنية بالكاكاو تخفض ضغط
الدم، بينما قد لا يؤدي احتساء الشاي الأخضر أو الأسود لذلك، مشيرة إلى أن انخفاض ضغط الدم بفضل الكاكاو
يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والأزمات القلبية بنسبة تتراوح بين 10 و 20 في المئة.
وللأبحاث الطبية الأوربية رأى آخر، فقد أثبتت أن لب البطيخ بعد تحميصه بدون إضافة ملح وتناوله يساعد في
خفض ضغط الدم المرتفع، مشيرة إلى أنه يحوى أيضاً العديد من الفيتامينات والمعادن.. كما تطرق البحث إلي
بذور أخرى للفواكه، ومنها نوي المشمش الذي تتشابه فوائده مع فوائد اللوز لاحتوائه على دهون ومعادن
وفيتامينات.
وهناك مأكولات أخرى صنفها الأطباء كوسائل طبيعية لخفض ضغط الدم، أهمها الفواكه كالبرتقال، والموز، وعصير
العنب، والثوم، والبطيخ، ومكسرات الكاجو، وجوز الصويا، ونبات اللوز.