ولد بابلو نيرودا في12/07/1904بقرية العريشة، واسمه:نيفتالي ريِّيس باسكالطوNeftali Reyes Bascalto
وبعد دراسته الثانوية والجامعية تنقل بين عدة مهن متواضعة قبل أن ينخرط في العمل الدبلوماسي ويصبح قنصلاً لبلاده في
العديد من دول الشرق الأقصى؛ وصولاً إلى جاوا التي تزوج فيها بفتاة أندونيسية1960، فاصطحبها بعد ذلك معه إلى اسبانيا
ثم إلى الشيلي
ترك نيرودا ميراثاً ضخماً، لذا فإن إنتاجه الأدبي ما زال يتصدر لغات العالم، ويخترق حدود أمريكا أمريكا اللاتينية
ليصل إلى قراء متعطشين إلى أشعار رقيقة تحكي بشكل فني رفيع حياة مضطربة قلقة، يتوزع بين الشعر والنثر:
الأرض
لقد استسلمت الأرض الخضراء
لكل ما هو أصفر ذهبي:
حصاد، مراع، أوراق، حبوب.
ولكن،
حين يرتفع الخريف
برايته الرحيبة
ما أرى إلا أنتِ
فشعركِ عندي
هو ما يغربل حبات القمح.
إني أرى الآثار
مجبولة من الصخر العتيق المحطوم
ولكن
إذا أنا لمست بأصابعي
الندبة الحجرية
يستجيب جسدك لي
وتتعرف أصابعي بغتة
وهي راجفة
على حلاوتك الدافئة.
إني أسير مع الأبطال
تزين صدورهم
نياشين الأرض والغبار
ومن خلفهم تسيرين صامتة
بخطوات قصيرة.
أهو أنتِ أم لا؟
وأمس،
حين اقتلعوا الشجرة العتيقة الضئيلة
كيما يروا ما هي
رأيتكِ تخرجين منها
تتطلعين نحوي
من بين الجذور المعذبة الظامئة.
.
وحين يأتي النوم أخيرا
كيما يمددني
ويحملني إلى عالم صمتي
ثمة ريح بيضاء عاتية
تدمر نومي
فتتساقط منه الأوراق
تتساقط كأنها السكاكين
من فوقي
فتنزف مني دمي.
.
وكل جرح من جراحي
له شكل فمك
*