مشهد عناد
وقف أحد الأزواج يرن جرس الباب وزوجته بالداخل نائمة لا تفتح، وحجتها في ذلك أن معه مفتاحًا للباب،
فلماذا يرن الجرس ويزعجها بالنهوض لفتح الباب له واستقباله؟
وتعتبر ذلك نوعًا من الاستعباد لمجرد السيد الرجل وسيطرته، وظلت
تهذي بهذه الأفكار المنكرة على الرغم من أنها رأته حاملًا في كلتا يديه بعض طلبات البيت من خبز وفاكهة وخلافه،
وأنه كان يستعين ببعض ما تبقى له من أجزاء يده في رن الجرس
وظلت تبادله الحجة بالحجة وتجادله وترد عليه كلمة بكلمة، وأنه كان بإمكانه وضع ما معه على الأرض،
حتى يفتح الباب بالمفتاح ثم يحمل هذه الأشياء مرة أخرى،
فهل هذه زوجة تنشد الاستمرار والنجاح مهما كان زوجها صبورًا واسع الصدر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن عناد الزوجة وتصلب رأيها ومخالفتها الزوج، كل هذه الأمور تدفع الزواج على طريق شائك،
قد ينتهي بما لا تشتهيه النفوس، والكثير من الأزواج يشكون زوجتي عنيدة،
وهو لا يعلم أن عنادها قد يكون هو السبب فيه، فإن تسلط الزوج أحيانًا،
وعدم استشارته للزوجة في أمور المعيشة وتحقير رأيها،
والاستهزاء به قد يدفع الزوجة في طريق العناد.
فهناك بعض الأزواج لديهم أفكار خاطئة عن خيبة وفساد رأي المرأة،
وأن مشورتها تجلب خراب البيوت، وهذه الأفكار فوق أنها حمقاء فهي بعيدة كل البعد عن هدي الإسلام،
وتكفينا هنا الإشارة إلى مشورة أم سلمة رضي الله عنها التي كانت سببًا في نجاة المسلمين من فتنة معصية الله ورسوله
ماذا بعد الكلام؟
ـ اعلم أيها الزوج أنك كلما قللت من الأسباب التي تجعلك تتشاجر مع شريكة حياتك، كان هذا أقرب إلى أن تكون علاقتك
الزوجية بها أفضل من ذي قبل.
ـ إذا كنتِ أيتها الزوجة تتشاجرين مع زوجك على الأشياء التافهة، فبذلك تجعلي من نفسك جزءًا من مشاكلك مع زوجك.
ـ حينما كنا صغارًا كنا نستخدم أساليب الأطفال للحصول على ما نريد مثل الصراخ والصياح، أما الآن فأنتِ وزوجك تبنيان
صرحًا سيخرج فيما بعد أناسًا يحملون الأمانة من بعدكما، فلذلك لا تنسيا أن تطبقا ما يلي:
ـ من المهم أن يكون التسامح سمة أساسية في التعامل بينكما، فإذا بدر من أحد منكما شيء فليتغافل عنه الآخر، لأنها
طبيعة النفس البشرية أن تخطئ، وإذا تكرر الأمر لا يكون العلاج بالصراخ والغضب، ولكن بالنصح الجميل الذي يشوبه عاطفة
الحب لشريك الحياة.
ـ لا للعناد في الحياة الزوجية، فيجب أن يكون الزوجان متفاهمين، فيظهر ذلك من خلال طيب الكلام والبعد عن الكلمات
الجارحة