رهام" طفلة في السابعة من عمرها من مدينة حمص هاجمها كلب مسعور في منطقة طريق فيروزة عندما كانت تلعب أمام منزل
أهلها ، وقد تسبب إهمال أهلها رغم تحذير صيدلي الحي الذي تسكنه من خطورة الأمر وضرورة إدخالها إلى مشفى متخصص
بوفاتها.
وقصة الطفل "نهاد –ح" تشابه إلى حد كبير قصة "رهام " حيث ساهم إهمال الأهل في وفاته أيضاً ، وبعد نقله إلى أحد
المشافي الخاصة كان يعاني من اختلاجات عامة وغياب عن الوعي و" رهاب الماء" وهو مرض خطير يترافق مع الإصابة بعضة
الكلب ، لم يعلم ذوو الطفل " نهاد " الذي يقارب في سنه الطفلة "رهام" أن "عضة كلب صغيرة "سوف تودي بحياة ابنهم
فراحوا يحاولون علاجه بأساليب بدائية وحين لم تجدي هذه الأساليب نفعاً أُدخل "نهاد" إلى مشفى خاص وكان مصاباً باختلاجات
عامة وبغياب عن الوعي و" تكزز "وحالة اختناق ، ولدى فحصه سريرياً تبين وجود التهاب فيروسي فتم تحويله فوراً إلى
مشفى " الحميِات " المتخصص بإصابات داء الكلب في حلب لكن بعد فوات الأوان حيث توفي الطفل نهاد تحت " الكوما" .هذان
الطفلان نموذجان مؤلمان لضحايا الكلاب الشاردة التي بدأت تنتشر في أنحاء مختلفة من المدن السورية وقد بلغ الأمر
ذروته عندما اجتاح كلب مسعور مدينة دمشق منذ أشهر مخلفاً وراءه اثنتين وخمسين إصابة بداء الكلب، بعد أن قطع مسافة
11 كم ضمن مدينة دمشق مروراً بمركزها قبل أن يتمكن عناصر الشرطة من قتله بعد أكثر من ساعتين . وشهدت مناطق أخرى
حوادث مماثلة، ففي محافظة طرطوس - منطقة الشيخ بدر - على الساحل السوري عضت كلاب مسعورة ثلاث نساء ، وفي محافظة
إدلب هاجم كلب مسعور قرية وعض 7 أطفال .
ونظراً لضرورة الحد من عدد الإصابات بعضة الكلب التي لوحظ ازديادها في الآونة الأخيرة في محافظة حمص وريفها قامت
دائرة الأمراض البيئية والمزمنة بتنفيذ العديد من حملات مكافحة الكلاب الشاردة وتم إجراء هذه الحملات بالتنسيق مع
مدراء المناطق الصحية بإشراف مديرية صحة حمص للتأكد من استخدام الطعوم بالشكل الأمثل والتخلص من الكلاب المقتولة
ضمن حفر مخصصة للدفن .