الام في الرأس، متباينة مواضعه ومدته وشدته وأسبابه. وكثيراً ما ينجم عن إجهاد البصر، وأمراض العين، وأمراض الجيوب
الأنفية، والإمساك، وعسر الهضم، والحمى، والإرهاق، والتوتر العاطفي، والعقاقير المنبهة، والأمراض العصبية. والصداع
ليس مرضاً بحد ذاته، بقدر ما هو عرض ونذير على أن هناك خلل ما يجب معالجته والبحث عنه.
الأسباب: مما تقدم يتبين لنا أن صداع أسبابا عديدة هي التالية:
• الأسباب داخل القحفية وهى :
• آفات الدماغ الكتلية (الأورام والنزوف والأكياس )
ويتنج عن الضغط على البنى الدماغية المؤلمة كالأوعية أو سحايا القاعدة أو تمطيطها أو شدها بآفة كتلية متوسعة
كالورم الدماغي أو الورم الدموي ، سواء ترافق ذلك بفرط توتر داخل القحف أم لم يترافق . ويكون صداع الورم الدماغي
في جهة الورم في زهاء 50% من الحوادث ويكون قفويا في ورم الحفرة الخلفية . أما إذا احدث فرط توتر قحفي فيصبح
متعمما ، ويكون عندئذ مستمرا ويشتد في الصباح كما يشتد بالسعال وأثناء التغوط ويترافق بقيء مع علامات عصبية بؤرية
تشير إلى مكانه . ويعالج باستئصال الورم . ويعالج عرضيا بالستيروئيدات القشرية والكليسيرول وقد يحدث الصداع بنقص
التوتر داخل القحف عقب البزل القطني وسببه انسحاب سحايا القاعدة إلى الأسفل بسبب نقص ضغط السائل الدماغي الشوكي .
ولذا فانه يزداد بالوقوف والجلوس ويخف بالاستلقاء ونادرا ما يحوج الأمر لحقن المصل الفيزيولوجي لتعويض السائل .
ب- آفات السحايا الالتهابية أو النوفية .
وهو صداع متعمم شديد جدا وأشده في القفا يترافق بحمى عالية وأحيانا بقيء وبعلامات سحائية (صلابة النقرة وعلامة
كيرنك ) ويشخص سببه بالبزل القطني إذ يبدو في النزف تحت العنكبوتية وعكرا أو قيحا في التهاب السحايا الدرني .
ويكشف الفحص المخبري للسائل العامل المسبب . ويحدث التهاب الدماغ أيضا صداعا متعمما بتخريشة لسحايا القاعدة أو
بما يحدثه في الدماغ من وذمة .
• الأسباب خارج القحفية وتشمل:
الم الأنف والجيوب الأنفية والأسنان والإذن والعين والعمود الرقبي .
الصداع الرجيع وينتج عن الآفات المؤلمة في البنى المحيطة بالرأس فأمراض العين كالزرق والتهاب الملتحمة تسبب صداعا
يكون غالبا حول لعين وينتشر إلى الجبهة .
وتسبب اسواء الانكسار صداعا بسبب جهد عضلات العين ويظهر هذا الشكل من الصداع عند قصيري النظر إلى البعيد لفترة
طويلة كالنظر إلى التلفزيون أو السينما . كما يظهر في مد يدي البصر عند القراءة المديدة. وكثيرا ما يذكر المريض
ذلك ويكفي عندئذ إصلاح خطأ الانكسار بالنظارات لزوال الصداع.
أمراض الجيوب والأنف تسبب صداعا جبهيا أيضا وتشتد عند الانحناء كما تشتد أيضا بالتعرض للبرد أو الحر . وغالبا ما
تظهر بعد زكام عادى وتشخص بالضغط على الجيوب الفكية والجبهية بالإصبع وبالتصوير الشعاعي .
أمراض الأسنان تسبب صداعا إذا كانت مؤلمة وينتشر الألم فيها إلى الفكين والصدغين ولا تسبب أمراض الأسنان غير المؤلمة
صداعا.
أمراض الأذن تحدث كدمل مجرى السمع الظاهر والتهاب الأذن الوسطى والتهاب الخشاء صداعا يبدأ في نفس الجهة وقد يعم
الرأس .
أمراض العمود الرقبي تحدث صداعا قفويا يمكنه أن ينتشر إلى الأمام كالتهاب المفاصل الرثواني وداء المفاصل التنكسي .
ويمكن كشفه بالألم الناجم عن تحريك الرأس ولا سيما فرط البسط .
أمراض الأعصاب القحفية تسبب ألما يلتبس بالصداع كألم مثلث التوائم وألم العصب البلعومي اللساني .
أمراض العصب القفوى يسبب ألما لامعا ينحصر في المنطقة القفوية ويشتد بالضغط على مخرج العصب يفيد فيه التكريتول .
ليس تشخيص الصداع الرجيع صعبا إذا فحصت الأعضاء المجاورة للرأس بعناية ويزول الصداع عادة بمعالجة السبب المؤدى
لحدوثه .
• الأسباب الوعائية وتشمل :
الشقيقة وصداع فرط التوتر الشرياني وينشأ هذا الصداع عن توسع الشرايين داخل القحف أو خارجه يتميز بأنه نابض يشتد
بتحريك الرأس . وله أسباب عديدة منها زيادة نسبة ثاني أكيد الكربون في المصابين بالقصور التنفسي ، وارتفاع التوتر
الشرياني الخفيف أو الشديد ويكون الصداع فيه نابضا قفويا وصباحيا . وقد يحدث الآفات الخثارية الدماغية صداعا . كما
يسبب التهاب الشريان الصدغي صداعا صدغيا في الكهول يترافق غالبا بالآم عضلية متعممة ( الرئية العضلية ) ويمكن فيه
جس الشريان الملتهب ويستجيب جدا للمعالجة بالكرتزون .أما أهم أسباب الصداع الوعائي وأكثرها شيوعا فهي الشقيقة.