على خلفية تداعيات الثورة التونسية والتي فجرها الشعب التونسي بـ عفوية مضى زمن طويل على مثيلاتها ليتمثل فيها قول "الشابي" التونسي الأصل "إذا الشعب يوماً أراد الحياة ، فلا بد أن يستجيب القدر"حيث استيقظت الحكومة المصرية واستشعرت الخطر المحدق بها لاسيما فيما يخص "قوت" الشعب المصري .
فقد غصت الصحف المصرية وعلى رأسها صحيفة "الأهرام" بأخبار من شأنها تخدير الشارع المصري لئلا تنتقل عدوى الثورة إلى الشارع المصري فمثلاً "توريد 33 ألف طن أرز للبطاقات التموينية" عنوان تصدر صحيفة الأهرام تبعه كل من العناوين "الحكومة تتحمل تكاليف التأمين الصحي للفقراء" و "11 ألف مسكن و2400 محل مجاناً للمواطنين" .
كلها عناوين براقة ربما من شأنها تخفيف انتشار العدوى "التونسية" إلى الشارع المصري ولا سيما في ظل الظروف التي تمر بها مصر خصوصاً بعد أن تجمهر لليوم الثاني على التوالي العشرات من القوى السياسية من الجمعية الوطنية للتغيير وحركات "كفاية" و 6 أبريل وقفة احتجاجية أمام السفارة التونسية احتفالاً بانتفاضة الشعب التونسي التى أسفرت عن مغادرة الرئيس "زين العابدين" الحكم وتولي رئيس مجلس النواب زمام السلطة وسط إجراءات أمنية مشددة .
أما صحيفة "اليوم السابع" المصرية فأوردت العناوين التالية : "205 ملايين جنيه لتنفيذ مشروعات خدمية بني سويف" و "محافظ أسوان : خطة للقضاء على عشوائيات "ربع الخراب" .
فهل تكون هذه الخطوات التي تتخذها الحكومة المصرية في محاولة "واهية" لتخدير الشارع كفيلة بقمع "التوهج" المصري المحتقن .
ومن جهة أخرى فقد اعتبر خبراء وسياسيون أن الثورة الشعبية التونسية أصبحت ملهمة للعديد من الشعوب "تيمناً بالثورة الفرنسية التي أطاحت بحكم لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت" ، ومنها الشعب المصري الساعي للتغيير والإصلاح، محذرين النظام المصري من عدم الاعتبار بالحالة التونسية، وطالبوه بتشكيل حكومة وطنية عاجلة وفتح حوار جاد مع المعارضة والقاعدة الشعبية .
وفي حين خرج العشرات من أبناء الشعب المصري في تظاهرات "عفوية قاصدين مقر السفارة التونسية بالقاهرة للتعبير عن تضامنهم مع الشعب التونسي وفرحته بإزاحة نظام الرئيس "زين العابدين بن علي" حيث أكد "عبد الجليل مصطفى" ، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها "محمد البرادعي" ، أن ما حدث في تونس ملهم للشعب المصري "حكومة ومعارضة، نخبة وجمهوراً ومؤسسات سياسية وأمنية ووطنية".