كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن شروع السلطات الإسرائيلية في بناء فندق سياحي فوق مقبرة القشلة الإسلامية التاريخية الواقعة ملاصقة مع المسجد الكبير في يافا، وذلك بعد أن قامت بجرف وإخفاء عشرات القبور الإسلامية التي كانت تتواجد في المقبرة.
وأكدت المؤسسة في بيان لها نقلته "الجزيرة نت" أن طاقمها الذي قام بزيارة ميدانية للمنطقة كشف أن شركات إسرائيلية بدأت بأعمال جرف وحفر وصب الإسمنت على مساحة واسعة من المقبرة، بواسطة معدات ثقيلة من جرافات وحفّارات.
وحسب المعلومات المتوفرة لدى "مؤسسة الأقصى"، سيقام الفندق على عدة طبقات فوق الأرض وأخرى تحت الأرض، وهو ما يعرض المقبرة للاندثار والتدمير الكامل، إضافة إلى أن بناء مثل هذا الفندق سيؤثر سلبا على قدسية المسجد الكبير الملاصق لموقع المقبرة.
وكانت مؤسسة الأقصى قد كشفت النقاب عن وجود عشرات القبور الإسلامية في الموقع المذكور، حيث قامت ما يسمى بـ"سلطة الآثار الإسلامية" بعمليات حفرية تم خلالها نبش وانتهاك حرمة العديد من القبور في مقبرة القشلة التي تعد جزءا من مقبرة البرية التاريخية، دفن فيها المسلمون من الفترة المملوكية حتى الفترة العثمانية.
وقال وفد المؤسسة الذي زار مقبرة وفقاً "للجزيرة نت" إنه شاهد كيف تم إخفاء الكثير من القبور التي كانت موجودة في المقبرة، مشيرا إلى عدم وجود أي أثر للقبور أو علاماتها أو رفاتها في الموقع المقبرة، مرجحا جرفها أو إخفاءها تمّ طمسها بالكامل.
جريمة
وقال مسؤول لجنة المقدسات في مؤسسة الأقصى الحاج سامي رزق الله "هذه جريمة كبرى بحق إحدى المقابر الإسلامية التاريخية في يافا"، مشيرا إلى أن مؤسسته حاولت على المستويين القضائي والشعبي منع إقامة هذا الفندق فوق المقبرة، لكنها فشلت.
وأكد أنهم سيقومون على عجل ببحث ما يمكن القيام به من أجل وقف الانتهاك الحاصل بحق مقبرة القشلة.
أما الحاج محمد أشقر، المندوب المحلي لمؤسسة الأقصى في يافا وعضو إدارة المؤسسة، فقال "نحن نحمل المؤسسة الإسرائيلية بأكملها خاصة بلدية تل أبيب مسؤولية هذه الجريمة التي تضاف إلى السجل الأسود للإجرام الإسرائيلي بحق مقدساتنا وأوقافنا".
وأضاف "ستظل هذه الجرائم وصمة عار على المؤسسة الإسرائيلية وبلدية تل أبيب، ومن الصعب جدا علينا أن نرى كيف تداس كرامة أموات المسلمين وكيف تدمر القبور وكيف يحاولون النيل من قدسية المسجد الكبير أيضا".
وأشار إلى مواصلة الدفاع عن كل المقدسات حتى يظل الحق الفلسطيني أقوى من باطل الإسرائيليين وجرائمهم.