مع تغير نمط الحياة وتحول أغلب الأعمال المهنية إلى أعمال مكتبية التي تتطلب الجلوس الطويل وقلة الحركة ظهرت بكثرة أمراض مفصلية وبشكل ملفت للنظر حتى لا تكاد تسمع شخص إلا وهو يشكو من ألم ما إما برقبته أو كتفه أو أسفل ظهره
مع هذه الآلام التي أصبحت مشكلة العصر اتجهت شركات الأدوية إلى إنتاج أدوية عديدة تعمل بآلية مضادة للتشنج العضلي وأطلق عليها اسم المرخيات العضلية
تتميز هذه الأدوية بأنها تؤثر على وظيفة العضلات الهيكلية فتزيل التشنج العضلي وتخفف الألم.
يعود اكتشاف المرخيات العضلية إلى القرن السادس عشر ميلادي عندما التقى بعض الأوربيين بأحد سكان الأمازون في أفريقيا الجنوبية يستخدم مادة قاتلة عن طريق تأثيرها المسبب للشلل هذه المادة تعرف باسم الكورار والمادة المؤثرة بها هي مادة التوبوكورارين والتي منها تطورت صناعة لأهم المرخيات العضلية التي تستخدم بشكل أساسي في التخدير مثل مادة التراكوريوم.
ولكن المجموعة التي استخدمت كمرخيات للتشنج العضلي تتميز بآلية تأثير على الدماغ والنخاع الشوكي والبصلة السيسائية مؤثرة على النقل العصبي ومخففة للتشنج العضلي.
هذه الأدوية بسبب آلية تأثيرها لها أثار جانبية يجب الانتباه إليها وعلى الطبيب والصيدلي تنبيه المريض إليها
في أسواقنا المحلية الدوائية درج على استخدام مركبات كثيرة من أهم هذه الأدوية نذكر:
CARISOPRODOLالكاريسوبرودول: يستخدم في معالجة الآلام العضلية والمفصلية والرثوية والتشنج العضلي الناجم عن التهاب العصب الوركي كذلك الأمر عند حدوث تشنجات عضلية ناتجة عن ممارسة رياضة عنيفة أو بشكل غير مناسب.
TIZANIDINE: يتميز هذا اليتزانيدين بتأثير على النخاع الشوكي إذ يثبط المركب المنعكسات الشوكية المسؤولة عن المقوية العضلية وهو يخفف الألم المرافق للتشنج العضلي وخاصة الحاد منها والمزمن التي منشأها النخاع الشوكي. كما أنه يخفف التشنجات العضلية ويتميز عن بقية الأدوية أنه يحسن المقوية العضلية الإرادية.
يتميز باستخدامه في معالجة التشنجات الناجمة عن فتق النواة اللبية وتشنجات الناجمة عن التهاب العظام والتهاب المفاصل (كالتهاب مفصل الورك) ومعالجة التشنجات الناجمة عن الحوادث التي تصيب الدماغ.
ولكن ما هي التأثيرات غير المرغوبة لهذا الدواء:
النعاس، الغثيان، والدوار وهبوط ضغط لذا لا يعطى مع المدرات وخافضات الضغط لأنه يزيد من هبوط الضغط الأمر الذي يخشى معه أن يصاب المريض بهبوط ضغط شديد
مركبات الميفينيرزين MECPHEN ESIME:
تعمل بآلية تثبط المنعكسات النخاعية الشوكية
يستخدم بكثرة عند تشنج العضلات الإرادية لإنقاص التوتر العضلي والحركي ومعالجة تشنجات العضلات الهيكلية الرقبية والجذعية والعضلات المرتكزة على الركبة والظهر
ويرافق مع بعض أدوية الإلتهاب الرثوي للتخفيف من التقلصات العضلية المترافقة مع هذا الالتهاب
أيضاً في حالات تشنج العضلات الناجمة عن التهاب العصبي الوركي
ولكن أيضاً تأثيراته الجانبية مزعجة كالاضطرابات النفسية وهبوط الضغط والغثيان مركبات CHLORZOXAZON الكلور كسازون: هذه المركبات استخدمت على نطاق واسع ولا سيما بعد أن تم إضافة الباراسيتامول لها ويستخدمها أطبائنا بكثرة لمعالجة التهاب المفاصل والآلام القطنية والتهاب المفاصل الفقاري وتشنج العضلات الهيكلية
كذلك أيضاً يستخدم أطبائنا مركبات الكلوميزانون CHLOMEZANON يوجد في أسواقنا المحلية ويشارك أيضاً مع الباراسيتامول
إضافة إلى مستحضرات الباكلوفين التي تتميز بأنها تجتاز الحاجز الدماغي الدموي ويستخدم عند المصابين بالشلل الدماغي والتشنج العضلي الذي منشأه النخاع الشوكي ولكن يجب عدم استخدامه عند الأشخاص الذين لديهم اصابات عصبية (اضطرابات عصبية- صرع-إلخ)
وللذين يعانون من هبوط الضغط لأنه يخفض الضغط.
الشوارد والتشنجات العضلية: في كثير من الأحيان يحدث لدى المرضى تشنجات عضلية بسبب نقص شوارد البوتاسيوم ولا سيما المرضى الذين يستخدمون المدرات البولية التي تسبب طرح البوتاسيوم هؤلاء يجب أن يتناولوا أملاح تحوي البوتاسيوم للتخفيف من التشنج العضلي بسبب نقص شوارد K+
أيضاً نقص شوارد الكالسيوم لها دور في حدوث التشنجات والإختلاج العضلي والذي يجب الانتباه له.
استخدمت مركبات الدانترولين DANTROLINE والتي تتميز بأنها تؤثر على شوارد الكالسيوم وبالتالي تمنع تقلص العضلي وتستخدم هذه المركبات لمعالجة الشلل الدماغي وتشنجات التي سببها النخاع الشوكي وهذه المركبات تسبب زيادة خمائر الكبد SGOT.SOPT
الكريمات المرخية للعضلات وهي تطبق بشكل موضعي على مكان الألم مع التدليك ومنها ما يحتوي مركبات مرخية للعضلات ومنها ما يحتوي على مركبات مضادة للالتهاب الغير سيتروئيدية كالايبوبروفين والديكلوفيناك وتستخدم في حالة التهاب المفصل الرثوي وتصلب الكتف وألم أسفل الظهر.
في القديم تم استخدام وصفات عشبية كثيرة للتخفيف من الآلام العضلية والتي قد تكون بتأثيرها أخف من المركبات التي ذكرناها ولكن تتميز بأن ليس لها تأثيرات جانبية سيئة من هذه الأعشاب نذكر:
اكليل الجبل: وهي عشبة جبلية لها فوائد كثيرة استخدمت في معالجة الآلام المفصلية حيث يغلى ليتر ماء وتضاف عليه ويترك عشر دقائق ثم يشرب منه كأس كل يومين.
زهر البابونج: هذا المركب العشبي الذي ينمو بكثرة في بلادنا أيضاً له تأثير مفيد حيث ينقع زهر البابونج في زيت الزيتون ويترك عدة أيام وبعد ذلك يصفى الزيت ويدهن به مكان الألم (المفصل، الرقبة).كذلك أيضاً شرب مغلي أزهار البابونج مفيد للتخفيف من الآلام.
الجرجير: يستخدم هنا منقوعه حيث ينقع في ماء ساخن لمدة نصف ساعة ثم يصفى ويغسل مكان الألم كما يصنع منه كمادات توضع أيضاً مكان الألم.
الزعفران: يغلى مع ليتر ماء وهو ساخن يدلك به مكان الألم
الثوم: يصنع من مهروس الثوم مع الحلبة والعسل الصافي مرهم ويوضع على مكان الألم، يدهن المكان المصاب بالتشنج أيضاً بمرهم مركب من مهروس الثوم وزيت الكافور
الزعتر البري: يحضر منه لبخات توضع على مكان التورم الذي يرافق أحياناً بعض الآلام المفصلية ويترك عشر دقائق ويكرر.
كما أن تناول الفجل والملفوف والهندباء مهم جداً عند الإصابات والآلام التشنجية والمفصلية.