أيها السادة ... لو اقترحت عليكم سؤالا:
لماذا زهر الياسمينة أبيضاً ؟
قد تفسرون ذلك تفسيراً علميا
ولكن للشعر تفسيره الخاص
فاتبعوني جيدا إلى هذه القصة ... فالذي لا ينحني لا يتلون , والذي لا يتحني ولا يتلون تنحني أمامه كل الأشياء ....ً
الياسمينة
يروى و العهدة على الراوي حكاية
من زمان
لدري من مليون عام لدري أكثر
لدري قبل أبونا آدم ما تصور
مرة ناشدت الدهر عنها تفطن تفطن تفكر ما تذكر
كانت الدنيا يباس و كل أراضيها صحاري
و العصافير الحزينة مشردة بكل البراري
و النحل جوعان هايم صرلو من مدة على الأحلام صايم
من السما بالصدفة نزلت للأرض حورية حلوة
ضيعت درب الحبيب و نزلت تدور عليه و تشفي قلب معذب بحر اللهيب
فتشت لكن خسارة
لما عجزت ... دورت بالدنيا خلوة تبكي فيها و الدمع بالفرقة سلوى
و كانت القصة العجيبة
دمعة نزلت .... وردة بيضة فتحت
رد دمعة نزلت .... وردة بيضة فتحت
رد دمعة نزلت ... رد دمعة نزلت ... و الورود تفتح بكل البوادي
و الفراش الفوق علّا
و النحل ينزل بوادي
و العصافير الحزينة زينت العشوش زينة
زينت بورود جوري و من زهور الياسمينة
و دارت الدنيا الغريبة ....
المرة هادي كانت الصدفة رسالة من شذا الأزهار
وصلت للحبيب من الحبيبة
ارتعشت الذكرى بعيونه و شعلت شوقه و جنونه
و سافر بجنح الليالي يطوي كل عام بثواني
حتى وصل ....
لما وصل ما وجدها
شعرت بخوف لوحدها
و سافرت دنيا بعيدة
تزهر الدنيا الجديدة
العاشق المسكين حامل ريشة و ألوان عديدة
أسرعت كل وردة بالأرض انحنت و اتبسمت بسمة سعيدة
وردة طلبت لون خمري يشبه شفاه الحبيبة
و وردة من لون الحلق
و وردة من لون الثياب
و وردة من لون العيون
و وردة لما يلون الخد العذاب
و وردة من لون السما عند الغروب
و وردة من لون الفراشات اللعوب
وابتدى الفنان يلون كل ورود الدنيا كلها إلا وردة
الوردة هاذي كان أسمها الياسمينة
ما قدر يوصل زهرها
راد منها تنحني ....
رفضت أنها تنحني
حتى ظلت أجمل و أحلى
و عطرها يجدد الآمال بينا
و تهدي لصدور الصبايا من زهرها طوق زينة
و من هذاك اليوم صارت كل ورود الدنيا كلها
تنحني للياسمينة