يفتح الحديث عن آداب الطعام في الجبل أبواباً عديدة، ترتبط بنظرة الجبليين إلى الزاد، وطريقة تعاملهم مع اللقمة، ونظرتهم إلى تحصيلها وتصريفها، وتعاملهم مع الضيف من خلالها، وما هي آدابهم في تناولها، ولعل أول هذه القضايا قضية الحلال والحرام التي يجعلها الجبليون من أولويات اهتمامهم فيما يتناولون من طعام وشراب، فهم يتحرّون الدقة في اللقمة ويحرصون على أن تكون حلالاً زلالاً، ولذلك فهم يحاولون أن يبعثوا الثقة في نفس من يدعونه إلى زادهم قائلين: "تفضلوا رزقات حلال، زلال"، وربما أضافوا" تعب يمين وعرق جبين".
يعتبر الجبلي لقمة الخبز نعمة من الله ينبغي المحافظة عليها، ولذلك فهو يقول: "هلّي بيحفظ النعمة الله بيحفظوا".
والمقصود بالنعمة لقمة الخبز، الباحث التراثي الأستاذ "فوزات رزق" عضو اتحاد الكتاب العرب تحدث لموقع eSwueda بالقول: «يدعو الله أن تدوم هذه النعمة، إذ يصادف أن يعتذر أحدهم مقللاً من شأن الطعام الذي قدمه لضيوفه قائلاً: "ما في شي محرز" فيبادرون إلى الإجابة: "الله يديمها نعمة"، ويضيفون: "هذا خير الله"، وكثيراً ما قالوا: "حرام نجحد النعمة" ولا يكتفون بذلك بل يحثون من لا يقدّر النعمة حق قدرها بقولهم: "أدّم بنعمتك"، أي حافظ عليها.
وتعامل الجبلي مع لقمة الخبز المرمية في الطريق تبيّن مدى حرصه على نعمة الله حينما يرفعها ويقبلها، ويضعها على رأسه، ثم يودعها في مكان بعيد عن المداسات، ولطالما مارسنا هذه العادة بوحي من أهلنا حينما كنا صغاراً، لفترة ليست بالبعيدة كان رجال الدين لا يتعاطون طعاماً أو شراباً إذا كان مصدره أميرياً، فلا يتعاملون مع السكر، ولا مع الخبز المصنوع بالأفران الحكومية، ولا مع الأكل المصنع والمعلب، ولا مع الماء المجرور بالأنابيب، وذلك لأنه من مال الحكومة، والمال الأميري مشبوه، أما الشبهة في مال الحكومة فلأنها تجبي الضرائب، وترتب على تأخيرها الفوائد وهذه الفوائد هي مصدر الشبهة، إذ يسمونها "الفايض أو الفرط"، وعندهم أن الحكومة تأكل الفايض أو الفرط، وأكل الفرط مذمة
الأستاذ فوزات رزق
كبيرة في المجتمع الجبلي: "فلان بياكل فرط"، وربما أتى الموقف المتشدد من مال الحكومة من رواسب العهود السابقة، حينما كانت الحكومة العثمانية، ومن بعدها الفرنسية ترهق المواطنين بالضرائب بكل وسائلها المتشددة».
يعتبر الجبلي لقمة الخبز نعمة من الله ينبغي المحافظة عليها، ولذلك فهو يقول: "هلّي بيحفظ النعمة الله بيحفظوا".
والمقصود بالنعمة لقمة الخبز، الباحث التراثي الأستاذ "فوزات رزق" عضو اتحاد الكتاب العرب تحدث لموقع eSwueda بالقول: «يدعو الله أن تدوم هذه النعمة، إذ يصادف أن يعتذر أحدهم مقللاً من شأن الطعام الذي قدمه لضيوفه قائلاً: "ما في شي محرز" فيبادرون إلى الإجابة: "الله يديمها نعمة"، ويضيفون: "هذا خير الله"، وكثيراً ما قالوا: "حرام نجحد النعمة" ولا يكتفون بذلك بل يحثون من لا يقدّر النعمة حق قدرها بقولهم: "أدّم بنعمتك"، أي حافظ عليها.
وتعامل الجبلي مع لقمة الخبز المرمية في الطريق تبيّن مدى حرصه على نعمة الله حينما يرفعها ويقبلها، ويضعها على رأسه، ثم يودعها في مكان بعيد عن المداسات، ولطالما مارسنا هذه العادة بوحي من أهلنا حينما كنا صغاراً، لفترة ليست بالبعيدة كان رجال الدين لا يتعاطون طعاماً أو شراباً إذا كان مصدره أميرياً، فلا يتعاملون مع السكر، ولا مع الخبز المصنوع بالأفران الحكومية، ولا مع الأكل المصنع والمعلب، ولا مع الماء المجرور بالأنابيب، وذلك لأنه من مال الحكومة، والمال الأميري مشبوه، أما الشبهة في مال الحكومة فلأنها تجبي الضرائب، وترتب على تأخيرها الفوائد وهذه الفوائد هي مصدر الشبهة، إذ يسمونها "الفايض أو الفرط"، وعندهم أن الحكومة تأكل الفايض أو الفرط، وأكل الفرط مذمة
الأستاذ فوزات رزق
كبيرة في المجتمع الجبلي: "فلان بياكل فرط"، وربما أتى الموقف المتشدد من مال الحكومة من رواسب العهود السابقة، حينما كانت الحكومة العثمانية، ومن بعدها الفرنسية ترهق المواطنين بالضرائب بكل وسائلها المتشددة».