فِيْ احَدٌ الْأَيَّامِ نَظَرَ الْهِرِّ الَىَّ نَفْسِهِ بِالْمِرَآةِ فَرَأَىَ نَفْسِه أَسَداًعَظِيمًا وقَالَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ :هَكَذَا أُرِيْدُكِ أَيُّهَا الَّهَرَ أَسَداً شَجَاعاً ..فِيْ تِلْكَ الْأَثْنَاءِ كَانَ الْفَأْرُ يُرَاقِبُ الْهِرفَسَمِعَ مَا قَالَهُ فَاسْتَهْزَأَ بِهِ وَهَرَبَ .إِغْتَاظَ الْهِرُّ مِنْ الْفَأْرِ وَلِحَقِّه وَكَادَ أن يَفْتِك بِهِ وَلَكِنْ الْفَأْرُ تمَكَّن مِنْ الْهَرَبِ وَالْإِخْتِبَاءِ ... فَأَكْمَلَ الْهِرِّ طَرِيْقِهه وَنَسِىَ الْأَمْر ,وَلَكِنَّهُ وَجَدَ هَذِهِ المرَةكَلّبٌُ ضَخْم مَعْرُوْف بَشَراسَتِهِ وَحُبَّه لِلْمَعَارِكِ مَعَ ذَاكَ وَذَاكَ......ارْتَعَدَ قَلْبِ الْهِرُّ فِيْ بَادِيْءِ الْأَمْرِ وَلَكِنَّهُ حَدَّثْ نَفْسِه مرة أُخْرَىَ وَقَالَ : أنْتَ أَسَد وَلَا تَتَنَازَلُ عَنْ كَوْنِك مِنْ دَاخِلَكَ أَسَد وَظل يُحَمْلِقُ بِذَلِكَ الْكَلَب دُوْنَ أَنْ يَكْتَرِث لنَظَراتِه وَمَا كَانَ مِنَ الْكَلْبِ الَا انْ تَرَكَهُ وَذَهَبَ لِأَنَّ الْهِر لَمْ يُعْطِيْ لِلْكَلْبِ لَذَّةحَبَّه للسيْطَرَهْ ثُمَّ أَنَّ ذلك الكلب لَنْ يَسْتَمْتِع بِمَعْرَكَةٍ نِهَايَتِهَا خَاسِرَةٌ ,لَمْ يَسْتَغْرِب الْهِر مَوْقِفِ الْكَلَب لِثِقَتِهِ بِنَفْسِهِ وَعِنْدَ عَوْدَتِهِ إلىَّ مَنْزِلِهِ كَانَ الْفَأْرُ بإنتظاره فَاسْتَهْزَأَ بِهِ ثَانِيَةً بَلْ وَبِإِسْلُوب مُسْتَفَز وَ....... هَرَبَ مُخْتَبِئَا كَعَادَتِهِ اشتّاظ الهِر غيظاً مِنْهُ وَقَرَّرَأنّ يُلَقِّنُهُ دَرْسَاً لَنْ يَنْسَاهُ فِيْ حَيَاتِهِ ...
وَفِيْ صَبَاحِ الْيوْمِ الْتَّالِيَ خَرَجَ الْهِرُّ مِنْ بَيْتِهِ بنية تَأْدِيْب ذَلِكَ الْفَأْراللَّعِيْنُ وَلَكِنَّهُ تفاجأ وَإِذّابِكَلَبينَ يَنْقُضَان عَلَىَ أَخِيْهِ الْهِر وَهُوَ يُقَاوِمُهُمَا فَانْقَضَّ الْهِر بِكُلِّ قُوَّتِهِ عَلَىَ الْكَلْبِ الأَول بِكُلِّ شَجَاعَة وَإِقْدَام وَما كان من أخيه إلا مقاومة الْكَلَب الْثَّانِيَ وَبَعْدَ طُولِ مَعْرَكَة انْتَصَرَ الَّهْرَانُ عَلَيَهِمَا وَما كَانَ مِنْ الْكَلْبِين الَا و قَدْ انهكَهُما القتال فَغَادِرا الْمَكَانِ وَتَرْكا الَّهْرَين, وَكَانَ الْفَأْرُ يُشَاهَدَ كُلِّ ذَلِكَ مِنْ بَعِيْدٍ وَالْرُّعْبُ قَدْ مَلَأَ قَلْبَهُ .وَمُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ عُرِفَ الَّهْرَينُ بِشَجَاعَتِهَماوَعَاشّا بِأَمَانِ فَلَمْ يَقْتَرِبْ مِنْهُمَا جَبَانُ وَلَمْ يَتَجَرَّأْ أويعبث مَعَهُمَا دَنِــيَّءٌ
بقلم:فدوى إدريس