قرر أحد الثعابين يوما" أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس وترويعهم ،
فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل ،
فقال له الراهب : إنتحي من الأرض مكانا معزولا" ،
واكتف من الطعام النزر اليسير .
ففعل الثعبان ما أُمر به ،
لكن قض مضجعة ..
أن بعض الصبية كانوا يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة ،
وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانوا يزيدون في إيذائه ،
فذهب إلى الراهب يشكو إليه حاله ،
فقال له الراهب :
انفث في الهواء نفثة كل اسبوع ليعلم هؤلاء
الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ..
فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية ..
وعاش بعدها مستريحا" .
--------
كثير من الناس يغرنهم الحلم ،
ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء ،
وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه ،
وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان
هو ضعف واستكانة وقلة حيلة .
هنا يأتي دور الثعبان ونفثته
التي تخبر من غره حلم الحليم ،
وأن اليد التي لا تبطش
قد ألجمها الأدب لا الضعف ،
واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق
لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .
وأن مهانة المسيء هي التي منعته من مجاراته
لا الرهبة منه أو خشيته .
وجاء في أدب العرب :
أن من أمن العقوبة أساء الأدب .