الرئيسية
يحكى ان رجلا فقيرا كان لديه سبعة اطفال..كان يعمل بجد كي يتمكن من اطعامهم واعالتهم.. ومرت الايام وكان الرجل يزداد ضعفا والاطفال يزدادون حاجة وعوزا حتى عجز الاب يوما عن اطعامهم.. ففكر ان يصعد الى قمة الجبل حيث يقيم هناك زاهد متعبد يأتيه الناس يوميا بالطعام والشراب وغير ذلك... قال الاب لنفسه :
ألست انا واولادي أحوج الى الطعام من ذلك الزاهد؟ انه لا يفعل شيئا ويحصل على ما يشاء...
أخذ الرجل كيسا فارغا وحث السير باتجاه الجبل وراح يمشي حتى اذا فكر ان يجلس على جذع شجره ليرتاح..شاهد صلا صغيرا يعترض طريقه..اقترب منه ولمسه برجله فراح الصل يكبر ويكبر.. ابعد الرجل رجله عنه فعاد صغيرا من جديد... عجب الرجل لهذا الامر وكرر عمله مرارا.. فكان كلما حرك الصل الصغير رآه يكبر ويصبح أفعى قبيحه فإذا تركه عاد صغيرا..تابع الرجل طريقه فشاهد غزالا رائع الجمال.. ذا قرنين من ذهب..يركض مسرعا ومن خلفه تندفع ثلة من الناس.. لكنهم لا يستطيعون اللحاق به.حار الرجل في الامر ولم يجد جوابا لما رآى. فقرر ان يتابع طريقه الى قمة الجبل دون ان يشغل باله بما حوله...
قطع الرجل ميلا اخر ورأى جملا سمينا جميل الملامح..جميل الوبر والهيئه يرعى في ارض جرداء .ففكر من اين هذا الشحم واللحم والارض لا تنبت شيئا من حوله؟!!
لكنه لم يجد جوابا لسؤاله الجديد فتابع طريقه ودخل بقعة خضراء وارفة الظلال. وكان بإمكانه ان يسمع صوت السواقي القريبة من الطريق.. لكنه تسمر في مكانه حين شاهد جملا هزيلا وسخا كالح الوجه يأكل الاعشاب بنهم..وتمتم الرجل:
"سبحان الله اين يذهب بكل ما يأكل؟ " وتابع طريقه وقد بدأت الشمس تغطس خلف القمة التي يقصدها ..حتى اذا اقترب من كهف الزاهد رأى فرسا تصعد درجا..لكن الفرس ما ان تضع قوائمها على درجه ما وتهم ان ترتقي الى الدرجه الاخرى حتى ترتفع تلك الدرجه الى اعلى... فتنتر الفرس طويلا حتى تهبط الدرجه التي ارتفعت الى مستوى تستطيع ان تصل اليه.. وتتكرر الحادثه طويلا والرجل يراقب ويحار بأمره.. ولما لم يجد تفسيرا لما شاهد تابع طريقه الى مبتغاه..وما هي الا دقائق حتى كان الرجل يقف في كهف مضاء وما من سراج داافئ وما من نار
رحب الزاهد بالضيف وسأله عن غرضه فقال:
"لقد جئتك طالبا الطعام فأولادي منذ ايام لا يعرفون له طعما" وهمّ ان يقول له انه واولاده احق منه بالمأكل والمشرب..لكنه توقف في اللحظه الاخيره .
قال الزاهد:
"خذ ما تشاء فقد زارني في الصباح نفر من النااس الطييبين وحملوا لي ما تراه من طعام."
وقبل ان يملأ الرجل كيسه فكر :" لماذا لا أسأل هذا الزاهد عن تفسير ما رأيت في الطريق اليه؟"
-مال الذي تفكر به ايها الرجل الطيب؟"
-أجاب الرجل:
لقد رأيت في طريقي اليك ما يثير العجب .."وقص الرجل ما رآه "
فأجابه الزاهد:
ان صل الافعى الذي رأيته هو الشر الذي ما ان تحركه وتعبث به حتى يصبح افعوانا ضخما..لا يمكن ان تتنبأ بشروره . لكنك اذا تركته ونسيته تقلص وتلاشى..اما الغزال ذو القرون الذهبيه فهو الحياه والذين يركضون خلفها بتلك الصوره لا يحصلون على شيء والجمل الجميل هو الانسان الكريم الذي يجود بما لديه على الناس.. والجمل الهزيل البشع هو الانسان البخيل الجاحد الذي يلتهم كل شيء ولا يعطي للاخرين شيئا.. اما الدرج الذي تصعده الفرس فهو الدهر يا اخي ..وهو لا يؤتمن تارة يصعد وتارة يهبط.
خذ ما تشاء واذهب في رعاية الله..
وقف الرجل يفكر لدقائق..وينظر الى سحنة الزاهد..وخيل اليه ان وجهه محاط بهالة من النور.. ثم طوى كيس البائس..وومضى يهبط الجبل باسما...
ألست انا واولادي أحوج الى الطعام من ذلك الزاهد؟ انه لا يفعل شيئا ويحصل على ما يشاء...
أخذ الرجل كيسا فارغا وحث السير باتجاه الجبل وراح يمشي حتى اذا فكر ان يجلس على جذع شجره ليرتاح..شاهد صلا صغيرا يعترض طريقه..اقترب منه ولمسه برجله فراح الصل يكبر ويكبر.. ابعد الرجل رجله عنه فعاد صغيرا من جديد... عجب الرجل لهذا الامر وكرر عمله مرارا.. فكان كلما حرك الصل الصغير رآه يكبر ويصبح أفعى قبيحه فإذا تركه عاد صغيرا..تابع الرجل طريقه فشاهد غزالا رائع الجمال.. ذا قرنين من ذهب..يركض مسرعا ومن خلفه تندفع ثلة من الناس.. لكنهم لا يستطيعون اللحاق به.حار الرجل في الامر ولم يجد جوابا لما رآى. فقرر ان يتابع طريقه الى قمة الجبل دون ان يشغل باله بما حوله...
قطع الرجل ميلا اخر ورأى جملا سمينا جميل الملامح..جميل الوبر والهيئه يرعى في ارض جرداء .ففكر من اين هذا الشحم واللحم والارض لا تنبت شيئا من حوله؟!!
لكنه لم يجد جوابا لسؤاله الجديد فتابع طريقه ودخل بقعة خضراء وارفة الظلال. وكان بإمكانه ان يسمع صوت السواقي القريبة من الطريق.. لكنه تسمر في مكانه حين شاهد جملا هزيلا وسخا كالح الوجه يأكل الاعشاب بنهم..وتمتم الرجل:
"سبحان الله اين يذهب بكل ما يأكل؟ " وتابع طريقه وقد بدأت الشمس تغطس خلف القمة التي يقصدها ..حتى اذا اقترب من كهف الزاهد رأى فرسا تصعد درجا..لكن الفرس ما ان تضع قوائمها على درجه ما وتهم ان ترتقي الى الدرجه الاخرى حتى ترتفع تلك الدرجه الى اعلى... فتنتر الفرس طويلا حتى تهبط الدرجه التي ارتفعت الى مستوى تستطيع ان تصل اليه.. وتتكرر الحادثه طويلا والرجل يراقب ويحار بأمره.. ولما لم يجد تفسيرا لما شاهد تابع طريقه الى مبتغاه..وما هي الا دقائق حتى كان الرجل يقف في كهف مضاء وما من سراج داافئ وما من نار
رحب الزاهد بالضيف وسأله عن غرضه فقال:
"لقد جئتك طالبا الطعام فأولادي منذ ايام لا يعرفون له طعما" وهمّ ان يقول له انه واولاده احق منه بالمأكل والمشرب..لكنه توقف في اللحظه الاخيره .
قال الزاهد:
"خذ ما تشاء فقد زارني في الصباح نفر من النااس الطييبين وحملوا لي ما تراه من طعام."
وقبل ان يملأ الرجل كيسه فكر :" لماذا لا أسأل هذا الزاهد عن تفسير ما رأيت في الطريق اليه؟"
-مال الذي تفكر به ايها الرجل الطيب؟"
-أجاب الرجل:
لقد رأيت في طريقي اليك ما يثير العجب .."وقص الرجل ما رآه "
فأجابه الزاهد:
ان صل الافعى الذي رأيته هو الشر الذي ما ان تحركه وتعبث به حتى يصبح افعوانا ضخما..لا يمكن ان تتنبأ بشروره . لكنك اذا تركته ونسيته تقلص وتلاشى..اما الغزال ذو القرون الذهبيه فهو الحياه والذين يركضون خلفها بتلك الصوره لا يحصلون على شيء والجمل الجميل هو الانسان الكريم الذي يجود بما لديه على الناس.. والجمل الهزيل البشع هو الانسان البخيل الجاحد الذي يلتهم كل شيء ولا يعطي للاخرين شيئا.. اما الدرج الذي تصعده الفرس فهو الدهر يا اخي ..وهو لا يؤتمن تارة يصعد وتارة يهبط.
خذ ما تشاء واذهب في رعاية الله..
وقف الرجل يفكر لدقائق..وينظر الى سحنة الزاهد..وخيل اليه ان وجهه محاط بهالة من النور.. ثم طوى كيس البائس..وومضى يهبط الجبل باسما...
