الرئيسية
أظهرت غادة شعاع موهبة فطرية خلال ممارستها لكرة السلة في مدرستها وفي النادي الذي يحمل اسم بلدتها الجميلة محردة ونظراً لموهبتها وقوتها البدنية دفعها مدرس الرياضة للمشاركة خارج منطقتها وبعدها في بطولة الجمهورية لسباق الضاحية للمدارس الابتدائية فانتزعت المركز الأول بسهولة وكانت في الثانية عشرة من عمرها.
واستمرت غادة في ممارسة ألعاب القوى وتحديداً سباقات الضاحية حتى عام 1989 قبل أن تتحول إلى ممارسة كرة السلة جنبا إلى جنب مع العاب القوى وأصبحت خلال فترة وجيزة ابرز لاعبات المنتخب السوري لكرة السلة واستعان بها ناديا الثورة والجلاء في مشاركاتهما الخارجية واختيرت مرات عدة كأفضل لاعبة عربية في بطولات إقليمية وتلقت عدة عروض للاحتراف من أندية خارج سورية قبل أن تتفرغ نهائياً لألعاب القوى.
بعد مشاركتها مع منتخب سورية في دورة الألعاب العربية السابعة في دمشق 1992 اتجهت غادة شعاع إلى رياضة فردية استلهمت مقوماتها من البيئة القروية حيث الطبيعة والسهل وتسلق الشجر والجبال فبرعت غادة في هذه اللعبة لتصبح واحدة من أشهر الرياضيين في العالم بامتياز وحققت انجازات مذهلة على مستوى العالم.
وأوصلت البطلة السورية غادة شعاع شعاعها إلى ارجاء العالم فاثبتت للجميع قدراتها وانها بطلة بامتياز بعد حصولها على ذهبية المسابقة السباعية الدولية وبطولة العالم عام 1995 وبطولة العالم في أولمبياد اتلانتا عام 1996 وبرونزية العالم لعام 1999 وبطولات وارقام قياسية دولية وميداليات براقة.
اذا كان قطع مسافة الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة فإن غادة ترجمت هذه المقولة في المسابقة السباعية قولاً وفعلاً منذ خطوتها الأولى في بطولة الجمهورية عام 1991 مسجلة رقماً سورياً جديداً قدره 4493 نقطة.
وفي أول تجربة دولية لها احتلت مركزاً متقدماً في بطولة العالم لألعاب القوي في طوكيو عام 1991 مسجلة 5066 نقطة وفي العام ذاته حسنت رقمها في بطولة آسيا في ماليزيا وحلت في المركز الثاني عالميا مسجلة 5425 نقطة.
وتابعت شعاع صعودها في دورة الألعاب العربية السابعة 1992 في دمشق واحتلت المركز الأول مسجلة 5528 نقطة كما احرزت في الدورة ذاتها ذهبيتي الوثب الطويل ورمي الرمح وفضيتي الوثب العالي وسباق التتابع 4 مرات 100 متر.
وسطرت غادة اسمها في السجلات العالمية في دورة النوايا الحسنة في مدينة سان بطرسبرغ الروسية عام 1994 بميدالية برونزية مسجلة 6361 نقطة وفي نفس العام أحرزت ذهبية الألعاب الاسيوية في هيروشيما اليابان مسجلة 6260 نقطة.
وكانت بطولة غوتسيش الدولية عام 1995 تمهيداً للفوز في البطولة العالمية منتزعة المركز الأول بعد أن ابعدت كبرى بطلات العالم وسجلت 6760 نقطة، وهو أفضل رقم عالمي سجل في ذلك العام في المسابقة السباعية الدولية وتوجهت الانظار نحو البطلة السورية غادة شعاع في بطولة العالم لألعاب القوى في مدينة غوتنبرغ السويدية عام 1995 وهناك انتزعت اللقب العالمي لها ولسورية مسجلة 6651 نقطة بعد أن قهرت عملاقات العالم وابرزهن الأميركية جاكي جوينر كيرسي والالمانيتان سابين بروان وهايكه دريشلر وحققت فوزا كبيرا للرياضة السورية وتوجت بطلة العالم بألعاب القوى.
ولم تخيب البطلة السورية العالمية غادة شعاع امال محبيها في دورة الألعاب الأولمبية في أتلانتا عام 1996 وتفوقت على كل المشاركات لتنال الميدالية الأولمبية الذهبية الأولى لسورية في تاريخ الألعاب الأولمبية بعدما سجلت 6780 نقطة وبفارق كبير عن وصيفتها البيلاروسية ناتاشا سازانوفيتش6563 نقطة والبريطانية دينيز لويس 6489 نقطة مسجلة نصراً كبيراً لسورية والعرب.
وفي غمرة استعدادها لبطولة العالم لالعاب القوى في اليونان 1997 تعرضت لاصابة قاسية في ظهرها خلال تدريباتها الاعتيادية في دمشق وتم ايفادها إلى ألمانيا في رحلة علاج لأكثر من سنتين أبعدتها عن ميادين العاب القوى.
وعاودت شعاع تدريباتها تدريجياً على يد مدربها الجديد الألماني اكسل شاربر وذلك قبل نحو 6 أشهر من انطلاق منافسات دورة الألعاب العربية التاسعة 1999 في الأردن التي احرزت فيها ذهبيتي رمي الرمح والوثب العالي وفضيتي الكرة الحديدية والوثب الطويل.
وكانت مشاركة غادة في الدورة العربية بمثابة تجربة أخيرة قبل بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في مدينة أشبيلية الأسبانية 1999 ونجحت رغم ابتعادها الطويل عن المنافسات الدولية في الحصول على الميدالية البرونزية مسجلة 6500 نقطة.
يذكر ان غادة شعاع ولدت في العاشر من أيلول 1972 في قرية محردة التي تبلغ مساحتها نحو 12 كم مربعا ويربو عدد سكانها على 18 الف نسمة وتشتهر بجمال طبيعتها الجبلية الخضراء بالقرب من مدينة حماة.
